شارك سعادة سفير المملكة العربية السعودية في مملكة هولندا ومندوب المملكة الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأستاذ/ عبدالله بن عبدالعزيز الشغرود، يوم الأثنين 4/11/1434هـ الموافق 9/9/2013م في حفل افتتاح معرض " الشوق إلى مكة ـ رحلة الحاج " .

وقد ألقى سعادته كلمة بهذه المناسبة التي نظمها متحف الأعراق في لايدن بالتعاون مع المتحف البريطاني، وكانت على النحو التالي:

 إنه لمن دواعي السرور الكبير ان نحتفل اليوم بافتتاح هذا المعرض الجميل "الشوق إلى مكة". وهذا المعرض مثال حي للمساهمة في الحوار بين الثقافات والأديان. لقد أخذ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ المبادرة على المستوى الوطني والدولي لتعزيز ثقافة الحوار بين مختلف الأديان والحضارات. ولم يدخر أي جهد لتعزيز هذا الحوار من أجل تقوية الاستقرار والسلام العالمي. ولقد أنشأت المملكة العربية السعودية في عام 2011م "مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لحوار الأديان والثقافات" في فيينا وذلك بالتعاون مع النمسا وإسبانيا. والهدف الأساسي للمركز هو تعزيز الحوار بين أتباع الديانات المختلفة في العالم. ومنذ تأسيس المملكة، فقد تحملت عبر العقود مسئولياتها المتنامية والمرتبطة برعايتها للأماكن المقدسة واستضافتها لملايين الحجاج كل سنة وذلك وفق مبادئها الاسلامية الراسخة والمتجذرة في الارث العربي. وإن الانفتاح على الآخرين وعلى الثقافات الأخرى وإقامة علاقات جيدة مع الدول الأخرى وتعزيز السلم والامن والاستقرار، تعتبر حجر الزاوية في السياسة الخارجية للمملكة وستظل مستمرة في هذا النهج. أصحاب السعادة، سيادتي وسادتي، من الناحية التاريخية، فإن العلاقة بين المملكة العربية السعودية والمملكة الهولندية ظلت متميزة. ففي القرن التاسع عشر الميلادي، لم يكن اهتمام هولندا بالتجارة ولكن كان بالاسلام، لأن هولندا كانت تستعمر الهند الشرقية (إندونيسيا حاليا)، وكان ألاف الحجاج الهولنديون يأتون من الهند الشرقية لأداء مناسك الحج في المملكة. إضافة إلى ذلك فإن عددً من الحجاج من الهند الشرقية كانوا يسكنون بمكة ولذلك تم افتتاح القنصلية الهولندية في جدة عام 1872م لإصدار جوازات السفر للحجاج وتطعيمهم وتقديم الخدمات القنصلية لهم. وكان تدفق الحجاج من الهند الشرقية أحد مصادر الدخل. وفي منتصف القرن العشرين، بدأت العلاقات السعودية الهولندية تتطور، وفي عام 1926م بعث الملك عبدالعزيز  ـ رحمه الله ـ ابنه الأمير فيصل في زيارة لهولندا لتعزيز جوانب مختلفة من العلاقة بين البلدين، حيث التقى الملكة ويلهالمينا، وزار مكتب المؤسسة التجارية الهولندية (والتي أصبح اسمها فيما بعد بنك ABN AMRO). ومن نتائج هذه الزيارة هو حصول هذا البنك على ترخيص لفتح مكتب صرف العملة بجدة في عام 1926م لمساعدة الحجاج الأندنوسيين. وجدير بالاشارة أن أغلب الهولنديين الذين سكنوا في مكة كانوا مستعربين مثل المستعرب سنوك هورخرونيي. كما أريد أن أشير هنا إلى الدور الذي تلعبه جامعة لايدن في مجال تعليم وتدريس اللغة والثقافة العربية. وتحتفل الجامعة في هذه السنة بمرور 400 عام على تعليم وتدريس اللغة العربية مما يجعل كرسي اللغة العربية بالجامعة واحداً من أهم وأقدم المعاهد في أوروبا والذي يركز على المعرفة والثقافة.  أصحاب السعادة، سيداتي وسادتي، إن هذا المعرض فرصة ذهبية للتعاون في المستقبل وسيساهم في مد الجسور وتعزيز الحوار والتفاهم. وأتقدم بالشكر للمتحف على جهوده في تنظيم واستضافة هذا المعرض الجميل. كما اتقدم بالشكر الى كلية العلوم الانسانية بلايدن لتعاونها المتواصل مع شركة أرامكو السعودية ومع شركة ارامكو لما وراء البحار. وأخيراً، اتقدم بالشكر لمدير شركة ارامكو لما وراء البحار، ولجميع زملائهم في تعزيز هذا التعاون القيم مع المتحف ومع جامعة لايدن. وشكراً لكم.

الجدير ذكره أن المعرض يحتوي على 250 قطعة أثرية وأفلام وثائقية تحكي عن رحلة الحج ويعتبر الأول من نوعه في هولندا. وستعرض فيه كذلك لوحات للفنان السعودي احمد ماطر، ويتزامن المعرض مع احتفال جامعة لايدن بذكرى مرور 400 سنة على تأسيس كرسي اللغة العربية في الجامعة.

وقد حضر افتتاح المعرض عدد من سفراء الدول العربية والإسلامية، وعدد من المسؤولين الهولنديين، وعمداء كليات وأساتذة من جامعة لايدن، وصحفيين وإعلاميين هولنديين.