تعتبر الزيارة الرسمية الأولي لخادم الحرمين الشريفين منذ تولية مقاليد الحكم في المملكة  لبنه إضافية وهامة في مسيرة العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين الشقيقة والتي تعتبر متميزة للغاية نابعة من الأخوة الصادقة بين جلالته وجلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة والقيادتين الرشيدتين والشعبين النبيلين وقائمة على المحبة والاحترام وتشكل أنموذجا للعلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة المتحابة ، وما يدل على متانة هذه العلاقات القائمة بينهما من قديم  الزمن والتي تضرب بجذورها في عمق التاريخ حيث تعود هذه العلاقات الرسمية بين السعودية والبحــريـــن إلى الدولــة السعودية الأولى (1745 - 1818)، وتوطدت تلك بين البلدين الشقيقين العلاقة في الدولة السعودية الثانية (1840 - 1891) حينما زار سمو الأمير سعود بن فيصل بن تركي - طيب الله ثراه - البحرين في 1870 ، وتوالت الزيارات بين حكام البلدين الشقيقين حيث قام المغفور له بإذن الله سمو الأمير عبدالله بن فيصل بزيارة البحرين في 26 أغسطس 1887م. وكانت أول زيارة قام بها الإمام عبدالرحمن بن فيصل والد الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه للبحرين في العام 1876 ، فيما كانت أول زيارة يقوم بها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود إلى البحرين عندما كان في العاشرة من عمره مع والده الإمام عبدالرحمن وذلك في العام 1891م. وجاءت الزيارة الثانية للملك المؤسس ـ المغفور له  بإذن الله ـ الملك عبد العزيز ـ رحمة الله ـ عام (1348هـ - 1930م) وكان حاكم البحرين آنذاك المغفور له الشيخ عيسي بن على آل خليفة رحمة الله وحينما علم أهل البحرين  أن الملك عبد العزيز ـ رحمة  الله ـ على ظهر الباخرة توجهوا للميناء للقائه يتقدمهم الشيخ حمد بن عيسي  ـ رحمه الله ـ وقوبل الملك عبد العزيز بحفاوة بالغه من قبل أخيه الشيخ عيسي ـ رحمة الله ـ وأهل البحرين وأصر الملك عبدالعزيز رحمة الله على دعوة الشيخ حمد بن عيسي ـ رحمة الله ـ للحج وزيارته تقديرا لجهوده تلتها الزيارة الثالثة في العام 1939 فيما لم تتوقف الزيارات المتبادلة ، وفي ظل هذا التواصل الحميم يتضح جليا مدى عمق هذه العلاقة التي تؤكد مدي حرص الجانبين على التواصل ومتانة هذه العلاقات التي تزداد مع مرور الوقت ، ونتج عنها التوصل إلى إيجاد وسيله اتصال مباشر بين إقليمي وأراضي الدولتين عبر إنشاء جسر الملك فهد بن عبد العزيز (جسر المحبة) مساهما في زيادة العلاقات قوة ومتانة ، محققا بذلك تسهيل زيادة التواصل واللحمه بين شعبي البلدين الشقيقين  القائمة في الأصل على المحبة والاحترام و الإخاء المتبادل بن القيادتين والشعبين الشقيقين في جميع المجالات .

 ووفقا لهذه القاعدة المتينة والمتميزة التي سوف تتوج بالمزيد بإذن الله في لقاء القمة بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة اللّذان يطمحان في ازدهارها وتطورها على الصعيد الثنائي وعلى صعيد مجلس التعاون الخليجي حيث تمر العلاقات حاليا بين البلدين في أزهي مراحلها الأمر الذي سينعكس علي المصلحة المشتركة البلدين الشقيقين كما أن هذه العلاقة تعتبر مثالا يحتذى لما ينبغي أن تكون علية العلاقات العربية - العربية ، حيث أنها نابعة من رؤية صادقة ومخلصه من خادم الحرمين الشريفين وجلالة ملك مملكة البحرين ـ حفظهما الله ـ في ازدهار بلديهما وبلدان منطقة الخليج العربي والأمتين العربية والإسلامية ورفاهية مواطنيهم وزيادة التواصل بينهم في كافة الجوانب مما ينعكس على البلدين الشقيقين تقدما وازدهارا وتمشيا مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين ولي العهد والنائب الثاني ـ حفظهما الله ـ وحرص صاحب السمو الملكي وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل حفظه على الحث على الارتقاء بهذه العلاقة من خلال العمل الدبلوماسي الجاد في كافة المجالات ، سوف اعمل وكافة رؤساء أقسام السفارة والمكاتب التابعة لها وجميع أعضائها على السعى في خدمة وتبيين هذه العلاقة المتينة وإبراز الجوانب الايجابية والمضيئة فيها بما يسهم في تحقيق هذه الرؤية الصادقة للقيادتين وينعكس إيجابا على التواصل بين الشعبين الكريمين استكمالا لمسيرتها السابقة والتجاوب مع هذه ألبنه ألإضافية والهامة في مسيره هذه العلاقات التي اقل ما توصف بالريادية في صدقها وتميزها.                

                           الدكتور عبد المحسن بن فهد المارك