كانت كلمة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بمناسبة افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة الخامسة لمجلس الشورى التي جاءت شاملة ووافية إبان من خلالها حفظه الله ما تتمتع به المملكة من تمسك وحفاظ على قيمها الإسلامية الأصيلة ووحدتنا الوطنية مؤكدا عزمه حفظه الله على الاستمرار في نهج التطور والتقدم ورفع الكفاءة الإدارية لجميع القطاعات العامة والخاصة والخدمية وتحرير الاقتصاد والسعي لرفاه المواطن السعودي في كل المجالات والحفاظ على كل ما من شانه الرقى بأمننا الوطني ومجتمعنا ومحيطنا الخليجي في مواجهة اَى اعتداءات ، لقد عاد بى الخطاب لا نظر لما حققته المملكة من تطور حضاري وتنموي وفكري مع المحافظة على الثوابت الإسلامية حيث جاء ذلك استكمالا لنهج جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله في صياغة نهضتها الحضارية والموازنة بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية والأخلاقية وجاء بعده أبناءه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله ليكون لكل مرحلة من مراحل بناء كياننا ميزة ولبنة أسهم كل منهم غفر الله لهم فيها للوصول لما وصل إليه صرحنا العظيم واستمر العطاء في عهد خادم الحرمين الشريفين يسانده إخوانه سمو ولى العهد وسمو النائب الثاني وكانت لمبادرة مقامه السامي الكريم في حوار الأديان صدئ كبير على المستوى العالمي الذي اظهر مدى تسامح الدين الإسلامي وتعايشه مع كافة الأديان والمعتقدات لشعوب العالم من خلال السعي عبر المنظمات الإقليمية والدولية في السعي للتماسك والوحدة وحل الخلافات وتنمية الحوار بين الأديان لما فيه صالح الإنسانية ، وركز على منهج الاعتدال والوسطية في محاربة الفئة الضالة التي أساءت للإسلام والمسلمين ، وتمكن حفظه الله بحكمته وحنكته القيادية الفذة من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً وأصبح للمملكة وجودا أعمق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي وشكلت عنصر دفع قوي للصوت العربي والإسلامي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساتها، ويواصل حفظه الله مع إخوانه قادة دول الخليج العربي السعي لرفاه منطقة الخليج العربي عبر مجلس التعاون الخليجي وسعيه حفظه الله لأزاله ما قد يشوب العلاقات الخليجية - الخليجية والعربية – العربية وعلى الصعيد الإسلامي والدولي بمبادرات نجدها دائما تحظي بالقبول الترحاب , ولا تزال معطياته حفظه الله مستمرة ولم تقف عند ما تم تحقيقه من منجزات شاملة فهو أيده الله يواصل من خلال مسيرة التنمية والتخطيط لها في عمل دائب يتلمس من خلاله كل ما يوفر المزيد من الخير والازدهار وتعتبر هدية خادم الحرمين التي أعلن عنها في مملكة البحرين الشقيقة إثناء زيارته حفظه الله بدعوة كريمه من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسي بن سلمان آل خليفة ملك مملكه البحرين الشقيقة وإعلانه بتقديم مبلغ مليار ريال لإنشاء مدينه طبية تتبع لجامعة الخليج العربي استمراراً للدعم السعودي لهذه الجامعة ، التي إرساء دعائمها أشقاءه قادة مجلس التعاون الخليجي انطلاقا من الدور الجليل للتعليم العالي والجامعي في تطوير المجتمع الخليجي وتوفير احتياجاته من المتخصصين والخبراء في شتى المجالات المهنية ذات الأهمية للمجتمع نحو مستقبل زاهر يكون أحد نتاجها خلق نوع من التلاحم الوجداني والوحدة الفكرية والتقدم العلمي لإفراد هذا المجتمع العزيز مما يحقق للمنطقة الخليجية الرقي الحضاري والنهضة التنموية في شتى المجالات واستمرار للعطاء في عهده داخليا تحققت العديد من الأهداف التنموية الهامة وتضاعفت أعداد جامعات المملكة من ثمان جامعات إلى أكثر من عشرين جامعة واستمر افتتاح الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات وتضاعف أعداد المبتعثين السعوديين عدة مرات إلى الخارج ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين حيث بلغ العدد إلى اكثر من ستين ألف مبتعث ومبتعثة ، وتكللت هذه الجهود المتميزة بالنجاح في الوصول إلى الأهداف المرسومة قبل سقفها الزمني المقرر لتشكل تعتبر دافعا للمواطن السعودي الكريم في الاستفادة منها وزيادة مهاراته بالعلم لتشكيل البنية الهامة لهذه الصروح العلمية والعملية لهذا البلد وأبنائه ولازال العطاء مستمرا ، وها نحن اليوم نرى طموح جلالته يزداد ويعلن عن للجميع بان النجاحات اقل من الطموحات التي يجب أن تكون وان البذل والعطاء لهذا الكيان لا يقبل بالتقاعس أو حتى مجرد التفكير في أن ما تحقق كافئ من هنا يعطى لابناءه الدافع والعزم على التفاني في العطاء والبذل والحرص على مصلحة وطننا وكياننا العامر الذي يستحق منا أن يكون سقف طموحنا عالي جدا جدا يتناسب مع أمال وتطلعات خادم الحرمين الشريفين التي ليس لها حدود وكان أخرها السماح للمرأة السعودية بالمشاركة في عضوية مجلس الشورى والانتخابات البلدية أسال الله عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولى العهد وسمو النائب الثاني والعائلة المالكة الكريمة وان يديم نعمة الأمن والاستقرار على ربوع الوطن الغالي .
سفير خادم الحرمين الشريفين لدي مملكة البحرين
الدكتور/ عبدالمحسن بن فهد المارك