رأس سعادة السفير/ عبدالرحمن بن سليمان الاحمد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة بلجيكا ودوقية لوكسمبورغ ورئيس بعثة المملكة لدى الاتحاد الاوروبي بتاريخ 4 مايو 2017، وفد المملكة العربية السعودية في اجتماع لجنة الارتباط الخاصة بتنسيق المساعدة الانمائية للسلطة الفلسطينية وذلك في مقر المفوضية الاوروبية، برئاسة معالي وزير خارجية دولة النرويج والمسؤولة عن الشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الاوربي معالي السيدة/ فيديريكا موغريني. بحضور عدد من السفراء المعتمدين لدى مملكة بلجيكا.

وقد ألقى سعادته كلمة المملكة العربية السعودية في هذا الاجتماع:

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد الرئيس،

أصحاب المعالي والسعادة،

السيدات والسادة،

في البداية نرحب بعقد هذا الاجتماع ونتمنى له النجاح في أعماله ومداولاته.

السيد الرئيس

تؤكد المملكة العربية السعودية موقفها الثابت بدعم الشعب الفلسطيني ومساندته للحصول على حقوقه غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967م، بما فيها القدس ، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة والمعايير والمبادئ القانونية الدولية.

كما تدعو المملكة إلى انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة، والكف عن بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية بوصفها مستوطنات غير شرعية، وتشكل عقبة كأداء في طريق السلام.

السيد الرئيس

لقد قدمت المملكة مبادرتها التاريخية للسلام التي تبنتها قمة بيروت العربية في عام 2002م، وأصبحت مبادرة عربية للسلام، اعتمدتها منظمة التعاون الإسلامي؛ فمثلت منعطفًا تاريخيًّا مهمًّا في مسار العملية السلمية، وأسست لمرحلة جديدة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، ووضع الأساس لسلام شامل عادل، ينعم فيه الفلسطينيون والإسرائيليون وجميع شعوب المنطقة بالأمن والسلم والرخاء والتنمية. ولقد جاء إعلان عمَّان الصادر عن اجتماع قمة الدول العربية الأخير في شهر مارس الماضي ليجدد تأكيد هذه المبادرة، وليعزز التزام الجانب العربي بها، وينتظر من الجانب الإسرائيلي أن يبادر إلى الاستجابة باليد الممدودة للسلام.

السيد الرئيس

ان المسألة الفلسطينية هي محور الصراع في منطقة الشرق الاوسط ، ونقطة الارتكاز لكل النزاعات في المنطقة ، وأن من أخطر جوانب الصراع في فلسطين هو ما تنفذه إسرائيل من خطط، تهدف إلى تهويد مدينة القدس، وتغيير تركيبتها السكانية، وتشويه هويتها العربية الإسلامية، والعبث بالمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.

والمملكة العربية السعودية ترفض أي مساس بالقدس، وأي محاولة للالتفاف على مكانتها التاريخية والدينية لدى مليار ونصف المليار من المسلمين، وتؤكد الرفض المطلق لأي إجراء بتغيير وضعها القانوني، أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، أو نقل أي سفارة إليها. وندعو جميع الدول إلى الالتزام بالقرارات الدولية في هذا الشأن .

السيد الرئيس

لقد التزمت المملكة العربية السعودية منذ نشأت القضية الفلسطينية بتقديم الدعم المادي والمعنوي بشكل ثنائي و عبر المنظمات الدولية للسلطة الفلسطينية ولصمود الشعب الفلسطيني الشقيق على كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية والانسانية إما كمساعدات انسانية او اغاثية او كدعم لبرامج إعادة البناء في مختلف القطاعات كالتعليم والصحة والبنية التحتية والشأن الاجتماعي وغيرها. ومن هذا المنطلق فقد دفعت حكومة المملكة حصتها بالكامل في شهر مارس 2017م ، وبذلك يصل المبلغ الإجمالي المدفوع لدعم الميزانية الفلسطينية إلى أكثر من (2.3 مليار دولار أمريكي) منذ سنة 2002م.

وفي هذا الشأن نؤكد على كيفية تحسين انتظام الموارد المالية المقدمة للسلطة الفلسطينية ، حيث ان أهم خطوة  يتوجب القيام بها بشكل عاجل تكمن في التنظيم والحفاظ على التحويلات الشهرية للإيرادات الضريبية التي تجمعها إسرائيل نيابة عن السلطة الفلسطينية. وينبغي أن يعمل المجتمع الدولي على تحقيق هذا الهدف، بحيث لا يمكن للمانحين التدخل في كل مرة تتوقف فيها إسرائيل عن دفع عائدات الضرائب للسلطة الفلسطينية.

السيد الرئيس

لقد آن الأوان لمنح شعب فلسطين حياة سلمية وآمنه. واننا ندعو جميع الدول المانحة الى الوفاء بالتزاماتها، وأن يعمل المجتمع الدولي على فتح المعابر في أقرب وقت ممكن وضمان فتحها، لتمكين الجهات المانحة من تنفيذ خططها وبرامجها لإعادة إعمار قطاع غزة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الدعم المالي وحده ليس الحل الوحيد لمشكلة الفلسطينيين. حيث ان هذه المرحلة تتطلب الدعم السياسي، خاصة من المجتمع الدولي، من أجل حل القضية الفلسطينية وتحقيق العدالة والسلام وتحسين الحياة المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية للشعب الفلسطيني، والسعي لإحلال سلام دائم في فلسطين بشكل خاص والمنطقة بشكل عام.

 

 شكرا السيد الرئيس