لا بد من وقف دورة العنف الوحشي للمتطرفين المفضية للحروب الأهلية والفوضى والدمار في الدول العربية. الجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية لا تمثل بحال من الأحوال ديننا الإسلامي العظيم ولا التطلعات المشروعة للمسلمين. ولا يمكن للحرب الكونية ضد الإرهاب والتطرف أن تعتمد على الانتقائية وازدواجية المعايير. دروس التاريخ واضحة كل الوضوح بأن سياسة ترضية المجرمين والإرهابيين لن تنجح.

ومن هنا قررت المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين والأردن ومصر والسودان وباكستان وغيرها التجاوب مع طلب الرئيس اليمني بالدعم العسكري، وبدأت العمليات العسكرية ضد الميليشيات الطائفية الإرهابية التي تمارس العنف الوحشي المسلح ضد شعب وحكومة اليمن. هذه الميليشيات تحاول تعطيل العملية السياسية التي تشرف عليها الأمم المتحدة وتجعلها غير ذات جدوى، ولم تتورع عن احتلال القصر الرئاسي والوزارات والمباني الحكومية، ولا عن المحاولة المتكررة لأخذ الرئيس الشرعي المنتخب كرهينة، ولا عن حل البرلمان.

ومع الأسف فإن إيران تقدم التمويل والتسليح والتدريب لهذه الميليشيات الإرهابية الطائفية. فبدلاً من الانضمام لبقية الدول الإسلامية في حربها ضد الإرهاب والعنف الطائفي، ما زالت إيران تستعمل الجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية كأدوات لسياستها الرامية لفرض هيمنتها الإقليمية.

إن أهداف العملية العسكرية هي استعادة الأمن لليمن، ودعم وتمكين الحكومة الشرعية في اليمن من ممارسة مهامها، واستئناف المسار السياسي والحوار الوطني والمصالحة بعيداً عن الترهيب بالعنف. وجميع ممثلي الشعب اليمني وقواه السياسية بكل أطيافه ومناطقه مدعوين لعقد مثل هذا الحوار المدعوم من مجلس التعاون لدول الخليج العربية والجامعة العربية والأمم المتحدة.

إننا نقدر كلياً التأييد القوي لهذه العملية العسكرية الذي عبرت عنه القمة العربية وتركيا والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا وأسبانيا وغيرها. ونأمل أن جميع أصدقائنا في أوروبا سيبادرون بدورهم إلى تأييد هذه العملية التي تهدف لإنقاذ اليمن من الانهيار والفوضى وفقدان السلطة الشرعية وحلول الميلشيات الإرهابية المتعددة محلها.