​​تطور العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية نيجيريا الاتحادية


تتميز العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية نيجيريا الاتحادية بالروح الأخوية والتعاون الوطيد في ظل الروابط التاريخية والمصالح المشتركة. وتمتدّ جذور هذه العلاقات إلى مئات السنين عبر جموع الحجاج النيجيريين التي ظلت تفد إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج في كلّ عام، وقد صاحب هذه الرحلات بعض المصالح الإقتصادية المتبادلة والتي تتمثل في الأنشطة التجارية التي يمارسها بعض الحجاج والمعتمرين النيجيريين. كما أنّ كثيرا من علماء نيجيريا وطلابها قد نهلوا من العلوم الشرعية واللغة العربية في الحرمين الشريفين والجامعات السعودية. وقد استمرّت وتيرة العلاقات بين البلدين على هذا المنوال حتى تأسيس المملكة العربية السعودية في عام 1932م، وإعلان استقلال نيجيريا عن التاج البريطاني في عام 1960م، حيث كانت المملكة من أوائل الدول التي اعترفت بجمهورية نيجيريا الاتحادية. ومن ثم بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1961م، من خلال البعثة الدبلوماسية للمملكة في لاجوس عاصمة نيجيريا آنذاك، والتي انتقلت إلى أبوجا عام1999م. وتمّ افتتاح السفارة النيجيرية في الرياض في عام 1985م، ممّا عزّز العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الدولتين. وكذلك فتحت القنصلية السعودية في كانو لخدمة أهالي الشمال، بينما تم افتتاح القنصلية النيجيرية في جدة، فضلا عن افتتاح مكتب الملحق الثقافي في نيجيريا للإشراف على المنح الدراسية المقدمة للطلاب النيجيريين من قبل الجامعات السعودية في مختلف التخصصات. ومؤخرا، تم تعيين ملحق عسكري سعودي لدى نيجيريا لتطوير العلاقات الثنائية في المجالات العسكرية والدفاعية.  ولا شك أن المصالح الحيوية بين البلدين  بما في ذلك عضويتهما في منظمتي الأوبيك والتعاون الإسلامي وغيرهما، فضلا عن ثقلهما السياسي والاقتصادي إقليميا ودوليا، قد عززت الروابط السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والأمنية بينهما خلال السنوات القليلة الماضية، حيث بذلت جهود حثيثة من قبل  الدولتين للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب عبر الزيارات المتبادلة واللقاءات المشتركة بين مسؤولي البلدين، التي توجت بزيارة فخامة الرئيس النيجيري محمد بخاري للمملكة في شهر فبراير 2016م، والتي كان لها أكبر الأثر في تطوير أواصر الإخاء والتعاون  الثنائي في كافة المجالات الحيوية من خلال التفاهمات التي تم التوصل إليها بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز –حفظه الله- وفخامة الرئيس بخاري حول تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والتجارية و الأمنية والدفاعية والثقافية ، وفي ظل كل هذه الجهود الحثيثة سوف تشهد العلاقات بين المملكة ونيجيريا خلال الفترة القادمة مزيدا من التطور والتقدم بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين والشعبين.