قام صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع بزيارةٍ رسميةٍ إلى مملكة إسبانيا بدعوةٍ من الحكومة الإسبانية يومي 11 و 12 أبريل 2018 بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين وبحث مجالات التعاون في إطار الشراكة القوية لدعم المصالح المشتركة.ورحَّب جلالة الملك فيليبي السادس بصاحب السمو الملكي ولي عهد المملكة العربية السعودية في مستهل زيارته وقدَّم عشاءً على شرفه ثم غداءً رسميًا في القصر الملكي بمدريد. وقام جلالة الملك فيليبي السادس باستقبال صاحب السمو الملكي ولي العهد في قصر لا ثارثويلا. ونقل صاحب السمو الملكي ولي العهد إلى جلالة الملك فيليبي السادس تحيات خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية. وفي المقابل، بعث جلالة الملك فيليبي السادس تحياته إلى خادم الحرمين الشريفين.
وخلال اجتماع صاحب السمو الملكي ولي العهد ومعالي السيد/ ماريانو راخوي، رئيس الحكومة الإسبانية في قصر مونكلوا أعرب الجانبان عن سعادتهما بالتقدم المستمر الذي أُحرز على مستوى العلاقات الثنائية في جميع المجالات، وأبرَز الجانبان أهمية تعميق هذه العلاقات بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين.
كما التقى صاحب السمو الملكي ولي العهد، في اجتماعٍ مُثمرٍ، وزيرة الدفاع السيدة/ ماريا دولوريس دي كوسبيدال، بحثا خلاله سُبُل تطوير التعاون في مجال الدفاع لنقل الخبرات في مجال التكنولوجيا والصناعات العسكرية بهدف توليد فرصٍ للعمل في البلدين.
وأعربت إسبانيا عن دعمها القوي لرؤية "2030" في المملكة العربية السعودية، بينما رحَّبت المملكة العربية السعودية بإسبانيا كشريكٍ مهمٍّ في تطبيق هذه الرؤية لتنويع الاقتصاد والنهوض القوي بالمجتمع السعودي.
وأبرز كلٌّ من صاحب السمو الملكي ولي العهد والسيد رئيس الحكومة الإسبانية الشراكة القوية بين البلدين. وستكون هذه الشراكة هي الأداة الرئيسية لإحراز تقدمٍ في كل جوانب العلاقات الثنائية، ولا سيما الإسهام الذي يمكن أن تقوم به إسبانيا في تحقيق "رؤية 2030" بفضل التجربة الإسبانية وخبرة إسبانيا في مجالات الطاقة —بما فيها الطاقة المتجددة— والبِنَى التحتية والنقل والسياحة والثقافة والترفيه والعلوم والتكنولوجيا والدفاع. كما تم بحث سُبُل توليد فرصٍ جديدة للاستثمار في البلدين.
وأثنت إسبانيا على الإصلاحات القائمة حاليًا في المملكة العربية السعودية، والتي فتحت آفاقًا جديدةً وفرصًا تهدف لاستغلال إمكانيات الشعب السعودي.
وتم توقيع عدة اتفاقياتٍ ومذكرات تفاهمٍ بهدف تعزيز التعاون الثنائي في مجالاتٍ عديدةٍ مثل النقل الجوي والثقافة والعمل والتنمية الاجتماعية والعلوم والتكنولوجيا والدفاع.
كما ركز الجانبان على أهمية التعاون والحوار السياسي بين الدولتين حول قضايا دوليةٍ وإقليميةٍ. وتشمل هذه القضايا الأمن الدولي والاستقرار في المنطقة والقضايا الإنسانية ومكافحة الإرهاب والتطرف. كما تشمل الحوار بين الأديان والثقافات. ولهذا الغرض، فقد تأسس مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز للحوار بين الثقافات والأديان بمبادرة من المملكة العربية السعودية ومملكة إسبانيا، إضافةً إلى النمسا، وذلك لتشجيع الحوار بين الثقافات كأداةٍ لتفادي الصراعات والإسهام في جهود الوساطة وحفظ السلام وإدماج الحوار بين الأديان والثقافات لمجابهة التطرف والإرهاب في العالم.
وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية اتفق الجانبان على ضرورة تعزيز الأمن وتطوير منطقة الساحل.
وركَّز الجانبان على ضرورة إيجاد حلٍّ سلميٍّ للصراع الفلسطيني الإسرائيلي في ضوء قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية.
وفي الشأن السوري، شدَّد الجانبان على ضرورة إيجاد حلٍّ سياسيٍّ يقوم على بيان جينيف وقرار مجلس الأمن رقم 2254 بالأمم المتحدة. وأدان الجانبان بقوةٍ استخدام أسلحةٍ كيميائيةٍ في مدينة دوما السورية وطالبا المجتمع الدولي بمحاسبة المسئولين عن هذه العملية.
وفي الشأن العراقي، أشار الجانبان إلى انتصار حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي على داعش وذلك بدعم من التحالف الدولي. كما أشار الجانبان إلى الدعم المقدَّم من المجتمع الدولي لإعادة إعمار العراق خلال المؤتمر الدولي الذي عُقد في الكويت في 12 فبراير 2018. وأعرب الجانبان عن رغبتهما في المزيد من السلام والاستقرار والازدهار للعراق.
وفي الشأن اليمني، أعرب الجانبان عن دعمهما التام للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتين غريفيث في جهوده الرامية إلى إيجاد حلٍّ سياسيٍّ يقوم على القرار 2216 لمجلس الأمن بالأمم المتحدة لوضع نهاية للأزمة اليمنية. وجددت إسبانيا إدانتها لاستخدام الصواريخ البالستية من قِبَل الميليشيات الحوثية لمهاجمة مدنٍ سعودية. وشدد الجانبان على ضرورة احترام القرار رقم 2216 لمجلس الأمن بالأمم المتحدة والذي يحظر تزويد الميليشيات غير الشرعية بالأسلحة في اليمن، بما فيها الميليشيات الحوثية. وطلب الجانبان ممن زود الميليشيات الحوثية بالأسلحة بأن يحترم القرارات الدولية. وأعرب الجانبان عن دعمهما لتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة إلى اليمن. واطَّلعت إسبانيا على الخطة السعودية الشاملة لإغاثة الشعب اليمني، والتي دعمتها كلٌّ من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بمليار دولارٍ كمساعدةٍ إنسانية.
كما شددت الدولتان على أهمية انضمام إيران إلى مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية لدولٍ أخرى وامتناعها عن تقديم أي دعمٍ للميليشيات الإرهابية. وطلب الجانبان بأن تحترم إيران القرارات الدولية الخاصة بالصواريخ البالستية وأبرزا أهمية عدم تمكين إيران من امتلاك أسلحة نووية.
وأخيرًا، أعرب الجانبان عن سعادتهما بنتائج المباحثات التي أُجريت خلال زيارة صاحب السمو الملكي ولي عهد المملكة العربية السعودية إلى إسبانيا وأكدا أيضًا التزامهما بمواصلة المشاورات المكثفة بين الجانبين في كل المجالات لخدمة مصالحهما المشتركة ولتحقيق السلام الدولي.
وعبَّر صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع عن شكره لجلالة الملك فيليبي السادس وللسيد ماريانو راخوي، رئيس الحكومة، على حُسن الترحاب وكرم الضيافة لسموه وللوفد المرافق له.