قام ظهر أمس الأربعاء 26 صفر 1431هـ الموافق 10 فبراير 2010م وفد من الجماعة السياسية المعارضة للحكومة (إتحاد الجبهة الديمقراطية ضد الدكتاتورية) الشهيرة بجماعة القمصان الحمراء بزيارة سفارة المملكة العربية السعودية في العاصمة التايلندية بانكوك، لتسليم رئيس البعثة الأستاذ نبيل بن حسين عشري رسالة من سكرتارية الجماعة السياسية تحث فيها السفارة على المطالبة من الحكومة الحالية بتطبيق القانون والإلتزام بالمبادئ المهنية والنزاهة والشفافية في التعامل مع قضية ضابط الشرطة التايلندي سومكيد بونتانوم والذي تم إتهامه رسمياً مع أربعة آخرين بإختطاف وقتل رجل الأعمال السعودي محمد الرويلي، هذا وجاء في نص الرسالة المكونة من 5 صفحات والتي سلمها لرئيس بعثة المملكة في بانكوك 9 من ممثلين جماعة القمصان الحمراء بقيادة رئيس فرع الجماعة في محافظة (شيانغ ماي شمال تايلند) بأنهم ينقلون تعازيهم بمقتل المواطن السعودي محمد الرويلي في عام 1990م للسفارة وأسرته ويأسفون كذلك لأن المتهم الرئيسي في هذه القضية الهامة لا يزال في صفوف الخدمة في الشرطة التايلندية ويرأس جهاز الشرطة بمحافظتهم، كما أعربوا عن أسفهم لما آلت إليه حال العلاقات الثنائية بين البلدين إثر هذه الحوادث.

وأوضحت جماعة القمصان الحمراء أن الحكومة الحالية التي يقودها الحزب الديمقراطي برئاسة رئيس الوزراء ابيسيت فيجا جيفا فشلت في إتخاذ أي إجراء عقابي أو قانوني في مجال خدمة المتهمين في قضية خطف وقتل الرويلي وعلى رأسهم الفريق سومكيد في أعقاب توجيه الإتهام له إلى جانب أربعة ضباط آخرين رسمياً في 12 يناير الماضي مما يدل على تقصيرها وإزدواجية المعايير وتخطي للإجراءات القانونية القضائية والجنائية والأنظمة المدنية والعامة وتستهدف بها الحكومة بصفة خاصة التحيز إلى صالح المسئولين الموالين للحزب الديمقراطي.

وجاء في نص الرسالة "إن لوائح وأنظمة الخدمة في الشرطة التايلندية للعام 2004م تنص على أن أي رجل شرطة يتم إتهامه أو إدانته في قضية تتعلق بالإخلال بنظام وقوانين الشرطة أو التورط في أي أعمال إجرامية يتم أمره فوراً بإخلاء منصبه وعزله موقتاً وإحالته إلى القضاء إلى حين إكتمال الإجراءات القانونية المتخذه ضده".

وأشارت المجموعة السياسية بأنهم قد قاموا بتنظيم عدة مظاهرات سلمية شارك فيها أنصارهم في جميع محافظات شمال البلاد الثمانية إحتجاجاً على عدم تطبيق الحكومة للعدالة والمساواة في قضية الضباط الخمسة المتهمين بقتل الرويلي، وقاموا كذلك بالإعتصام أمام رئاسة شرطة المنطقة 5 في شيانغماي، مقر عمل الفريق سومكيد كقائد للشرطة في المحافظة بالإضافة إلى التظاهر أمام رئاسة جهاز الشرطة التايلندية في العاصمة بانكوك.

هذا وجاءات زيارة مجموعة القمصان الحمراء إلى السفارة السعودية في بانكوك ضمن فعاليات مظاهرة سلمية نظمتها المجموعة صباح أمس الأربعاء في العاصمة بانكوك إحتجاجاً على بقاء الفريق سومكيد في منصبه كقائد للشرطة في شمال تايلند وفشل حكومة أبيسيت فيجاجيفا في محاسبته وإتخاذ أي إجراء ضده رغماً عن صدور قرار قانوني بمقاضاته.

وأوضحت مجموعة القمصان الحمراء بأن سبب تسليمهم هذه الرسالة إلى السفارة السعودية في بانكوك هو حرصهم على الضغط على حكومة تايلند الحالية للحفاظ على سيادة القانون والإلتزام بأعراف ومواثيق هيئة الأمم المتحدة التي تعتبر المملكة العربية السعودية ومملكة تايلند جزأ منها وأهمها تطبيق القانون والعدالة والمساواة، كما أوضحوا بأنها تأتي تعبيراً عن مطالبتهم المستمرة للحكومة الحالية بتحقيق العدالة والمساواة وخاصة بعد متابعتهم لجهود السفارة السعودية لحث الحكومة على تطبيق العدل في قضية قتل وإختطاف الرويلي، وقالت المجموعة بأنهم يحثون بدورهم رئيس بعثة سفارة المملكة العربية السعودية في بانكوك لمواصلة ضغوطه على حكومة أبيسيت من أجل ضمان إلتزامها بتنفيذ القانون على الجميع في قضية الرويلي التي تعتبر السفارة طرفاً فيها, وذكر قائد المجموعة بأنهم سلموا رسالة مماثلة إلى رئيس جهاز الشرطة التايلندية لإتخاذ الإجراء القانوني المناسب ضد الفريق سومكيد بونتانوم والأربعة ضباط الآخرين المتهمين في قضية الرويلي.

ومن ناحيته قال سعادة القائم بالأعمال الأستاذ/ نبيل بن حسين عشري أن المملكة لا تتدخل في الشئون الداخلية لأي دولة في العالم مشيراً إلى أنه يقدر المشاعر الطيبة التي أبدتها مجموعة القمصان الحمراء في موضوع قضية الرويلي ومطالبتهم للحكومة التايلندية بتنفيذ العدالة وعدم السماح لأي جهة بالتدخل في هذا الشأن، وأعرب سعادة القائم بالأعمال عن أمله في أن ينعم الشعب التايلندي بالإستقرار والوفاق والتقدم والإزدهار.