بسم الله الرحمن الرحیم ،،
والـصلاة والسـلام عـلى أشـرف الأنـبیاء والـمرسـلین، نـبینا محـمد وعـلى آله وصحبه أجمعین، وبعد:
یـُطل عـلینا فـي كـل عـام ذكـرى الـیوم الـوطـني لـلمملكة الـعربـیة الـسعودیـة لـیعید إلـى الأذھـان ھـذا الحـدث الـتاریـخي الـھام ، یـومـاً مـحفوراً فـي ذاكـرة الـتاریـخ ومـنقوشـاً فـي فـكر ووجـدان الـمواطـن الـسعودي ، أن ھـذه الـمناسـبة الـغالـیة الـتي تُـرجـع إلـى الـذاكـرة صـفحات الـبطولـة والـتوحـید والـبناء الـتي أنجـزھـا الـملك الـمؤسـس - الـملك عـبد الـعزیـز بـن عـبد الـرحـمن آل سـعود -طـیب الله ثـراه - فـقد أقـام ھـذا الـوطـن فـي وحـدتـھ واجـتماع لحـمتھ تـحت رایـة الـتوحـید الـتي رسـخت الـثوابـت، وأقـامـت الـنھج المسـتنیر عـلى قـواعـد راسـخة عـلى أرض أسـاسـھا كـتاب الله وسـنة رسـولـھ الـكریـم .صـلى الله عـلیھ وسـلم ، وتـمثل لـنا الـنھضة الـشامـلة الـتي وضـع قـواعـدھـا الـملك الـمؤسـس، وسـار عـلى نـھجھ ابـناؤه الـمیامـین مـن بـعده، حـتى وصـلت الـمملكة و{ الحـمد إلـى ھـذا العھـد الـزاھـر، عھـد خـادم الحـرمـین الشـریـفین الـملك سـلمان بـن عـبد الـعزیـز وسـمو ولـي عھـده الأمـین -حـفظھم الله- وھـي تـحكي مـثالا حـیا لـلحضارة والـتقدم فـي شـتى الـمجالات. وإنـنا إذ نـحتفل فـي ھـذا الـیوم ، لـنعبر بـما تُـكنھ صـدورنـا مـن مـحبھ وتـقدیـر لھـذه الارض الـمباركـة ولـمن كـان لـھم الـفضل بـعد الله تـعالـى فـي مـا تـنعم بـھ بـلادنـا مـن رفـاھـیة واسـتقرار، ونفخـر فـي ھـذا الـیوم بـالـماضـي الـمجید وبـالـحاضـر المشـرق. وبـلادنـا الـیوم تـعد واحـدة مـن الـدول الأكـثر اسـتثمارا فـي الإنـسان تـعلیما وتـأھـیلا وتـدریـبا. عـبر خـطط الـتنمیة الـتي نـجحت فـي كـافـة مـناحـي الـحیاة، ومـختلف مـناطـق الـوطـن. ومـع مـا تـحقق مـن إنـجازات، تـواصـل بـلادنـا مسـیرة الـبناء والـتقدم، وارتـقاء سـلالـم المجـد، وتـعزیـز الـریـادة بـین الـمجتمعات والأمـم. حـیث تشھـد مـملكتنا الـحبیبة قـفزات حـضاریـة اصـبحت مـضرب الأمـثال فـي مـحیطھا الإقـلیمي والـدولـي، وحـیث أنـنا نـتطلع بـشغف ومـشاركـة فـاعـلة لـلرؤیـة الاقـتصادیـة لـعام 2030 والـتي أولاھـا سـیدي صـاحـب الـسمو الـملكي الأمـیر محـمد بـن سـلمان اھـتمامـھ وعـنایـتھ ومـا لـھا مـن انـعكاسـات مسـتقبلیة تـقوم عـلى تـوفـیر حـیاة رغـیدة لـكل مـواطـن ومـواطـنة. ومـما یجـدر ذكـره فـي ھـذه الـمناسـبة الـغالـیة الـتي تـزامـنت مـع مـوسـم حـج ھـذا الـعام ١٤٣٩ ھجـریـة وعـید الاضـحى الـمبارك ھـو مـا قـدمـتھ الـمملكة لـلأمـھ الـعربـیة والإسـلامـیة مـن خـدمـات عـظیمة لـلحجاج والـمعتمریـن. حـیث أولـت مـنذ نـشأتـھا اھـتمامـھا وعـنایـتھا فـي خـدمـة الإسـلام والمســلمین، فــعمرت مــساجــد الله فــي أنــحاء الأرض مــبتدئــة بــالحــرمــین الشـریـفین الـذیـن شھـدا فـي عھـد الـدولـة الـسعودیـة أعـظم تـوسـعھ لـھا عـبر كـل الـعصور فـأصـبح الـحج إلـیھا فـي غـایـة الیسـر وأصـبح الحـرمـان الشـریـفان مفخـرة لـكل المسـلمین. كـما جـعلت راحـة حـجاج بـیت الله وزوار مسجـد الـنبي صـلى الله عـلیھ وسـلم شـغلھا الـشاغـل بحـرصـھا عـلى تـوفـیر كـل سـبل الـراحـة لـھم وسخـرت نـفسھا لخـدمـتھم. وفـي الـختام یشـرفـني أن أرفـع لـمقام سـیدي خـادم الحـرمـین الشـریـفین الـملك سـلمان بـن عـبد الـعزیـز آل سـعود ولـسمو ولـي العھـد نـائـب رئـیس مجـلس الـوزراء وزیـر الـدفـاع الأمـیر محـمد بـن سـلمان بـن عـبد الـعزیـز حـفظھم الله، أصـدق الـتھانـي والـتبریـكات بحـلول الـذكـرى الـثامـنة والـثمانـین لـتأسـیس الـمملكة الـعربـیة الـسعودیـة. وأبـارك لـلوطـن أجـمع بـاسـمي ونـیابـة عـن كـافـة مـنسوبـي سـفارة الـمملكة الـعربـیة الـسعودیـة لـدى المكسـیك بھـذه الـمناسـبة الـسعیدة. واسـأل الله تـعالـى أن یـحفظ بـلادنـا مـن كـل سـوء ومـكروه تـحت ظـل قـیادة خـادم الحـرمـین الشـریـفین وسـمو ولـي عھـده الأمـین حـفظھم الله، وأن یـوفـق جـنودنـا الأبـطال الـمرابـطین ویسـدد رمـیھم فـي الـدفـاع عن دینھم ووطنھم.
والسلام علیكم ورحمة الله وبركاته
سفیر خادم الحرمین الشریفین لدى المكسیك
حماد بن غانم الرویلي