شكراً السيدة الرئيس، ويسرني أن أتقدم لكم بالتهنئة ولأعضاء مكتبكم على رئاستكم ، ويؤكد وفد بلادي على دعمه وتواصله معكم لإنجاح سير اعمال هذه اللجنة.
كما يرحب وفد بلادي بما تضمنته التقارير المقدمة من الأمين العام للأمم المتحدة والجهات الأخرى ذات الصلة والمتعلقة بالجهود والأنشطة التي تم إستعراضها والتي تهدف الى ضمان حقوق الطفل .
السيدة الرئيس
ان المملكة العربية السعودية تضع حقوق الطفل في مقدمة اهتماماتها وقد بلورت هذه الحقوق عند سنها للقوانين والتشريعات الوطنية في ضوء أحكام الشريعة الإسلامية التي تمتد الى ما قبل ولادة الطفل ، فقد كفل الإسلام حقّ الطفل في الحياة وهو في بطن أمه فحرم الإجهاض لغير سبب .
كما أولت حكومة بلادي في قوانينها مصالح الطفل جل عنايتها، وتلمست دقائق المصالح الخاصة بالطفل بالرعاية والاحترام الكامل وفرضت على والديه حقه في الرضاعة والحضانة والولاية والنفقة بل وحسن اختيار الاسم للطفل مما يؤكد تقديم مصالح الطفل فوق كل اعتبار،كما أن النظام الأساسي للدولة قد كفل للأسرة والنشء الرعاية والحماية الشاملة حيث اعتبرها اللبنات الأساسية التي يقوم عليها المجتمع السعودي، وشدد على ضرورة ترابط الأسرة، وحماية أفرادها و راعى مصالح الطفل الخاصة بتحديد عمر توظيفه في القطاع الخاص والعام، وحرص على عدم تشغيل الأطفال في سن مبكرة، ومنع إكراههم بالعمل الشاق واستغلالهم في المهن الخطرة والمضرة، وتمنع الدولة الاستغلال الجنسي للأطفال والاعتداء عليهم وتعاقب كل مرتكبي جرائم الاستغلال الجنسي بعقوبات مناسبة تتفق مع الشريعة الإسلامية.
كما تقوم برعاية الأطفال وإرشادهم وتوعيتهم من خلال المدارس ووسائل الإعلام والأنشطة التربوية والأندية والجمعيات وغيرها وتدعو إلى السلوك القويم، كماأصدرت حكومة بلادي مؤخراً نظام الحماية من الإيذاء الذي يستهدف الحماية لجميع شرائح المجتمع خاصة الأكثر عرضة للإيذاء وفي مقدمتهم الأطفال.
السيدة الرئيس :
لقد حرصت حكومة بلادي على تعزيز التعاون بين المنظمات الدولية لحقوق الطفل والجهات الحكومية وغير الحكومية في المملكة ويأتي ذلك في سياق تقديرها للدور الذي تقوم به هذه المنظمات .
كما تؤكد بلادي على التزامها بجميع الاتفاقيات الدولية التي تعمل على تعزيز وحماية حقوق الطفل ومنها اتفاقية حقوق الطفل مع تحفظها على جميع المواد التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية.
السيدة الرئيس :
إننا في الوقت الذي ننادي فيه بضرورة ضمان حقوق الطفل في جميع المجالات الإنسانية على جميع الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية ، الا ان صورة الطفل السوري عمران
لا تزال حاضرة امامنا بكل ما تحمله من صمت بريء ونظرات تائهة من هول ما حدث له بعد انتشاله من تحت أنقاض بناية تعرضت لقصف جوي من قبل السلطات السورية وحلفاءها .
ان هذه الصورة توجز للعالم أجمع ردة فعل الطفل عمران ذي الستة أعوام، الذي كان مصدوما ، لكن المؤكد أنه صدم العالم اجمع بوجه تخف ملامحه الغضة دماء اختلطت بتراب الأنقاض وغبارها، جراء القصف. ان عمران الخارج من تحت أنقاض منزله، كأنما خرج من تحت أنقاض سورية كلها، صارخا بصمت:
أما حان الوقت لتنتهي هذه المأساة؟
إن استمرار بطش الآلة العسكرية للنظام السوري وخاصة ضد المدنيين العزل وفي مقدمتهم الأطفال والتي راح ضحيتها اكثر من واحد وعشرون ألف طفل سوري منذ بداية الأزمة بحسب تقرير الشبكة السورية لحقوق الانسان , يتطلب من المجتمع الدولي عملاً جاداً وحازماَ لانهاء معاناة الشعب السوري التي طال أمدها .
وفي الختام ، أشكر لكم حسن اصغائكم.