كلمة
صاحب السمو الملكي الأمير
سعود الفيصل
وزير خارجية المملكة العربية السعودية
في اجتماع المانحين لجمهورية الصومال
23 سبتمبر 2011
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة
أصحاب المعالي والسعادة
السيدات والسادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أود في البداية أن اعبر لكم عن ترحيب بلادي بعقد هذا الاجتماع الهام الذي يتناول موضوعاً يعتبر حالياً مصدراً كبيراً من مصادر انشغالنا وقلقنا ، بجوانبه الأمنية والإنسانية .
وكما سبق وأوضح أصحاب المعالي فان القرن الأفريقي يشهد حالياً أسوأ موجة جفاف منذ (60) عاماً، ترتب عليها حدوث أزمة غذائية حادة ومجاعة أدت إلى وفاة وتشريد عشرات الآلاف. وكان نصيب الصومال من ذلك الشئ الكبير ، الأمر الذي أضاف إلى هذا البلد معاناة جديدة ، إضافة إلى ما يعانيه من أثار الحرب الأهلية المستمرة منذ سنوات مما ضاعف من حجم الكارثة الإنسانية التي يمر بها الشعب الصومالي.
السيدات والسادة
إن السعي نحو حشد الموارد اللازمة لمواجهة النتائج المؤلمة لتلك المجاعة ، يجب أن تحتل الصدارة في اهتمامات المجتمع الدولي . كما أن هذا الأمر يلقي على عاتق الأمم المتحدة مسئولية خاصة لمواجهة هذه المشكلة والعمل على الحد من آثارها ونتائجها.
إن المجتمع الدولي مطالب بالعمل على بلورة خطط وبرامج واضحة تكون كفيلة ليس فقط باحتواء المشكلة، بل السعي لمعالجة أسبابها وجذورها. فالتحدي الراهن الذي يواجهه الصومال، يتمثل في توفير الأمن والاستقرار وبدء مرحلة البناء والتعمير ، ولا غنى عن قيام المجتمع الدولي بتقديم إسهاماته ومساعداته لتعزيز قدرات الحكومة الصومالية، والوقوف مع الشعب الصومالي للخروج من هذه المحنة الطاحنة .
السيدات والسادة
إن حرص المملكة العربية السعودية على المشاركة في هذا الاجتماع ينبع من سياستها الراسخة لدعم ومساندة كل جهد يكون هدفه مساعدة الشعب الصومالي. ولذلك كانت المملكة وما تزال من أكثر الدول إسهاماً في مساعدة الصومال للخروج من محنته ، سواء من خلال الأطر الرسمية الثنائية أو عبر الصناديق والمؤسسات التنموية الإقليمية والدولية. أو عبر الحملات الشعبية.
ولمساعدة الصومال على مواجهة أزمة المجاعة الراهنة ، خصصت المملكة (50) مليون دولار لشراء مواد غذائية للاجئين الصوماليين تقدم عن طريق برنامج الغذاء العالمي، ومبلغ (10) ملايين دولار لتأمين الأدوية واللقاحات، إلى جانب إطلاق حملة شعبية للتبرعات من المواطنين السعوديين الذين يستشعرون معاناة جيرانهم وإخوانهم في الصومال بلغت حصيلتها (50) مليون دولار.
ختاماً، أكرر شكري لكل من بذل جهداً في الإعداد والتنظيم لهذا الاجتماع ، آملاً أن يخرج عنه ما يسهم في التخفيف من معاناة وآلام شعب الصومال الشقيق ، ومؤكداً استعداد المملكة العربية السعودية للقيام بدورها كاملاً في هذا الشأن الإنساني الهام .
والسلام عليكم و