كلمة سعادة السفير والمندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى جمهورية النمسا الاتحادية
السفير/ محمد بن عبدالرحمن السلوم
بمناسبة اليوم الوطني الرابع والثمانون للمملكة العربية السعودية

     في مثل هذا الوقت من كل عام تحل علينا ذكرى عزيزة علي قلوبنا جميعاً . ألا وهي الذكرى السنوية لتوحيد الوطن الذي ارسى قواعده جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه .. فقد ارتبط يوم التأسيس بأعظم المعاني المتمثلة في اعلاء كلمة الله ، وتوحيد الكلمة بعد تفرقها ، واجتماع الصف بعد افتراقه .
وهي مناسبة بلا شك جديرة بالفخر والاعتزاز وتكريس معنى المواطنة الحقه وتعميقها انطلاقا من ان حب الوطن فطره لا تتنافى مع الايمان ، ومحبة الارض التي ترعرعنا عليها وتعلمنا في ظلها الوارف مأمورون بعمارتها ، والذود عنها والحفاظ علي مكتسباتها .
وهي مناسبة ايضا للتأمل واستحضار ما بذله الآباء والأجداد من  تضحيات في سبيل توحيد الوطن ليحافظ الابناء والاحفاد على هذه الامانة التي سلمها الاباء والاجداد وهي في اعز صورها واكملها ليتم علي ضوئه اكمال المسيرة التي رساها المؤسس لهذا الكيان الكبير لمواكبة رتم الحياة وتطورها . فبداية إتمام ما بدأه الاسلاف يكمن في " وحدة الكلمة " وذلك بوقوف كافة اطياف الشعب السعودي النبيل خلف قيادته قلبا وقالباً من منطلق ان مصلحة الوطن اكبر وأعظم من مصلحة الفرد والجماعة .
ولعل من حسن الطالع أن تتزامن هذه المناسبة الغالية لهذا العام مع مناسبة اخرى عزيزة وغالية علي الشعب السعودي الوفي ألا وهي الذكرى التاسعة لتولي خادم
 
الحرمين الشريفين ايده الله وأمد في عمره مقاليد الحكم في المملكة ، لتشهد في عهده ايده الله نقلة نوعية في العديد من الجوانب التي يحق للمواطن ان يفخر ويفاخر بها ، ابتداء من التوسعة الطموحة للحرمين الشريفين لزيادة القدرة الاستيعابية لضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين ، مروراً بالنهضة الاقتصادية الشاملة التي مكنت المملكة من ان تتبوا مكاناً مرموقاً يليق بها بين دول العالم ، وكذلك النهضة التعلمية الشاملة بدءاً من التوسع في افتتاح الجامعات في كل ارجاء المملكة الشاسعة ، الي جانب البرنامج الطموح للابتعاث لأبناء وبنات الوطن استثماراً لعقل الانسان و تهيئته لمستقبل زاهر تتولى فيه جموع الخريجين من الداخل والخارج استلام الأمانة والمحافظة عليها ، اضافة الي جوانب التطوير والتحديث التي يشهدها مرفق القضاء والمحاكم التابعة لوزارة العدل ، وديوان المظالم ، وهيئة التحقيق والادعاء وغيرها . واخيراً وليس أخراً البرنامج الطموح الذي تعتزم مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة اقامته ليكون عونا ومسانداً للطاقة البترولية التي انعم الله بها علي هذه البلاد .
كما أن احتفاءنا  بهذه  المناسبة في هذا العام يأتي في عام احتفلت فيه المملكة بأول منصب في تاريخها حيث جاءت الارادة الملكية وبعد التشاور مع هيئة البيعة في تعيين صاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد وذلك بتاريخ 27 مارس من هذا العام ليكتمل بتعين سموه عقد الامان والاستقرار بأذن الله .
هذا وستقيم سفارة خادم الحرمين والوفد الدائم للمملكة في العاصمة النمساوية – فيينا ، حفلاً كبيراً في قصر لينخشتاين العريق دعت له العديد من كبار المسئولين في الحكومة النمساوية ، والسلوفاكية ، والسلوفينية وسفراء الدول العربية والاسلامية والاجنبية وكبار المسئولين في المنظمات الدولية التي تتخذ من العاصمة النمساوية مقراً لها اضافة الي مسؤولي المكاتب الفنية التابعة للسفارة والمراكز الاسلامية في عموم الدول الثلاث .
 
وبهذه المناسبة يتشرف السفير والمندوب الدائم ـــ أصالة عن نفسه ونيابة عن زملائه العاملين في السفارة والوفد الدائم والمكاتب الفنية التابعة للسفارة والمركز الاسلامي والمدرسة السعودية والطلاب الدارسين في النمسا وسلوفاكيا وسلوفينيا، يسره ان يرفع لمقام خادم الحرمين ولسمو ولي عهد الامين ولسمو ولي ولي العهد وللشعب السعودي النبيل اخلص التهاني وأطيب التمنيات راجين من المولى العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة علي بلادنا بمزيد من الأمن والامان والتطور والازدهار .