العلاقات الثنائية

علاقات تاريخية تربط البلدين:

تربط المملكة العربية السعودية بجمهورية الصين الشعبية علاقة صداقة مستمرة منذ عقود مضت، وصولاً إلى شكلها الرسمي عام 1990م بعد اتفاق البلدين على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما وتبادل السفراء، والتي كان لها الأثر في الانفتاح التجاري والثقافي بين الشعبين. وقد أرست الزيارات التاريخية التي قام بها قيادتي البلدين الصديقين أُسس رفيعة من التفاهم العميق حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك والعمل المشترك المبني على المصالح والمنفعة المتبادلة على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي وفي المحافل والمنظمات الدولية، وعززت العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات ورفعت مستوى التنسيق والتشاور بينهما لأعلى المستويات، و واءمت بين المبادرات التنموية في الجانبين، لما فيه تحقيق لمصالح البلدين الصديقين وشعبيهما والمنطقة والعالم ككل. كما تشهد العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية تطوراً مميزاً ووثيقاً، وتسير بوتيرة متسارعة نحو المزيد من التعاون والتفاهم المشترك بينهما في مختلف المجالات، بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين.

نتائج ملموسة من الزيارات المتبادلة تعكس متانة واستدامة التعاون الثنائي:

كان لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- إلى جمهورية الصين الشعبية في عام 2017م، عظيم الأثر في توسيع مجالات التعاون بين البلدين الصديقين في عدد من المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية وغيرها، وزيادة التعاون بين البلدين في المجالات ذات الأولوية، مثل المشروعات الاقتصادية والصناعية والبنية التحتية. كما أرست الزيارتين التاريخية التي قام بها فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ إلى المملكة في عام 2016م وكذلك عام 2022م، أساساً متيناً ورفع مستوى العلاقات الثنائية الى الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين الصديقي المبنية على الثقة والمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة، والتي بدورها أسهمت في إنشاء لجنة مشتركة رفيعة المستوى برئاسة رئيسي الوزراء من الجانبين السعودي والصيني، و كان لها الدور الرئيسي في تنمية العلاقات الثنائية ورفع تنسيق التعاون بين البلدين الصديقين لمستويات أعلى وآفاق أوسع شملت كافة المجالات بما فيها التجاري والاقتصادي والثقافي والسياحي والرياضي والتقني والصناعي والطاقة والفضاء والبنية التحتية وغيرها، وخلقت فرصاً للقطاعات الحكومية والخاصة لمزيد من التعاون لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الصديقين. وأتت زيارتي صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- إلى الصين في عامي 2016م و 2019م، وما نتج عنها من مخرجات وتوقيع للعديد من الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات، دفعة كبيرة لتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية وتوسيع مجالات التعاون بين البلدين الصديقين إلى آفاق أرحب وترجمة لفرص الشراكة الثنائية بين الجانبين في نطاق رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية، ورسمت خارطة طريق لمرحلة جديدة من التعاون المشترك بين البلدين بكافة المجالات ومنها الشأن السياسي والأمني والتجاري والاستثماري والاقتصادي والطاقة والثقافة والتقنية والرياضة وغيرها من المجالات.

شراكة استراتيجية شاملة ودور ريادي وقيادي على المستويين الإقليمي والعالمي:

المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية دولتان لهما ثقل ومكانة دولية ودور ريادي وقيادي على المستوى الإقليمي والعالمي، وتربطهما شراكة استراتيجية شاملة، وكلاهما أعضاء في العديد من المنظمات الدولية وضمن مجموعة العشرين، ويثمن الجانبان علاقاتها المتينة والممتدة تاريخيًا، ويؤكدان حرصهما على مواصلة مسيرة التعاون والتنسيق على جميع المستويات لما فيه تعزيز النمو والازدهار والرفاه والاستقرار في المنطقة والعالم. كما تتسم العلاقات السعودية الصينية بالتميز الكبير، الذي انعكس إيجاباُ على تعزيز التعاون بين البلدين، والتماشي مع التطور الكبير الذي يشهده العالم من حيث تنفيذ بنود الاتفاقيات التي تقوم عليها العلاقات أو تطويرها للتوائم مع متغيرات العصر. وقد انعقدت خلال زيارة فخامة الرئيس الصيني إلى المملكة في عام 2022م ثلاث قمم وهي القمة السعودية الصينية والقمة الخليجية الصينية الأولى والقمة العربية الصينية الأولى ونتج عن هذه القمم تفاهمات ومخرجات هامة واستثنائية، كما يعكس انعقادها في المملكة الدور الريادي الهام والمكانة الإقليمية والدولية للمملكة ويؤكد حرصها على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الدول الخليجية والدول العربية مع جمهورية الصين الشعبية والقائمة على التعاون والتنمية والكسب المشترك لمستقبل أفضل. كما يعد انعقاد القمتين الخليجية الصينية والعربية الصينية معلماً فارقاً في تاريخ العلاقات بين الجانبين.

العلاقات الاقتصادية والتجارية

العلاقات التجارية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية: شراكة استراتيجية قوية ونمو متسارع

تتمتع المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية بعلاقات تاريخية راسخة تمتدّ جذورها إلى عقود طويلة. وقد شهدت هذه العلاقات تطوراً ملحوظاً على جميع الأصعدة، خاصةً في المجال الاقتصادي والتجاري. تُعدّ رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق من أهمّ العوامل التي تُساهم في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

عضوية مشتركة في المنظمات الدولية:

تُشارك المملكة والصين في عضوية عدد من المنظمات والتكتلات الاقتصادية الدولية، مثل منظمة التجارة العالمية، ومجموعة العشرين. كما شاركت المملكة كعضو مؤسس إلى جانب الصين في إنشاء "البنك الآسيوي لاستثمار البنية التحتية"، الذي يُساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية وتحسين ترابط البنية التحتية في قارة آسيا وخارجها.

أرقام قياسية في التبادل التجاري:

  1. شهدت العلاقات التجارية والتبادل التجاري بين البلدين الصديقين نموا مستمراً منذ بدء العلاقات الدبلوماسية الرسمية في عام 1990م .
  2. بلغ التبادل التجاري بين المملكة والصين إلى قرابة 110 مليار دولار أمريكي في عام 2023م. وهو ما يعكس قوة ومتانة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية وتنوع وتعدد الفرص التجارية والاستثمارية لدى البلدين:
  3. تُمثّل المملكة العربية السعودية بمفردها 25% من إجمالي حجم تجارة الصين مع العالم العربي.
  4. تُعدّ المملكة الشريك التجاري الأول للصين في منطقة الشرق الأوسط.
  5. كما تُعدّ الصين الشريك التجاري الأول للمملكة العربية السعودية لقرابة عقد من الزمن.
  6. تُعدّ المملكة من أكبر مصدري النفط للصين والصين من أكبر مستوردي النفط من المملكة.
  7. شهدت الاستثمارات بين البلدين نموا استثنائياً خلال السنوات الماضية، وهي وجهات مفضلة لمستثمري الجانبين، وقد احتلت المملكة المركز الأول لوجهة الاستثمارات الصينية الخارجية الى العالم في النصف الأول من عام 2022م.

    نمو ملحوظ خلال السنوات الخمس الماضية:

    وقد شهدت العلاقات التجارية بين البلدين تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الخمس السابقة (2019-2023)، حيث بلغ حجم التجارة بينهما في هذه الفترة أكثر من 419 مليار دولار. كما تحتل الصين مكانة بالغة الأهمية في استراتيجية المملكة الاستثمارية، وما تقوم به من إجراءات وسياسات ورفع لمستوى الخدمات وتحسين لبيئة الأعمال والأنظمة، أكسبها المرونة الاقتصادية، والانتعاش، وجعلت المزيد من الشركات السعودية حريصة على الاستثمار في السوق الصينية. وتعتبر المملكة من الوجهات الاستثمارية المفضلة للمستثمر الصيني وقد احتلت في عام 2022م المركز الأول للاستثمارات الصينية لما تتميز به البيئة الاستثمارية في المملكة من استقرار وشفافية.

    العلاقات الثقافية والتبادلات الشعبية

    المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية: علاقات ثقافية متميزة وشراكة قوية واعدة

    ترتبط المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية بعلاقات تاريخية وثقافية ضاربة الجذور، تمتدّ لأكثر من سبعة عقود. وشهدت هذه العلاقات تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، خاصةً في المجالات الثقافية والتعليمية والعلمية، وذلك بفضل الرؤية الحكيمة لقيادتي البلدين الصديقين، وسعيهما الدؤوب لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مختلف المجالات. إن الزيارات المتبادلة التي تمت بين قيادتي البلدين خلال العقد الماضي دوماً ما تتضمن في أبرز مخرجاتها تعاون في المجالات الثقافية وما يرتبط بها من فعاليات ومبادرات في هذا المجال، منها ما تم إنجازها ومنها جاري العمل عليها وفق توجيهات قيادتي البلدين الصديقين، وبما يسهم في تعميق التعاون الثقافي وبناء جسور التواصل بين الشعبين الصديقين وتعزيز التعلم والاستفادة المتبادلة بين الحضارتين الصينية والإسلامية.

    التبادل الثقافي:
    يحرص البلدان على تعزيز التبادل الثقافي بينهما من خلال العديد من المبادرات والفعاليات، منها:

    إقامة المعارض الثقافية: مثل المعارض الثقافية والأدبية والحوارية المرتبطة بالتواصل ورفع المعرفة الثقافية.

    توسيع تعلم اللغة العربية والصينية: في البلدين.

    ترجمة الكتب التاريخية والثقافية: في اللغتين العربية والصينية.

    تبادل زيارات الوفود: للمثقفين والشباب.

    كما أن لافتتاح مكتبة الملك عبد العزيز العامة في جامعة بكين خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- إلى الصين في عام 2017م عظيم الأثر في التقارب الثقافي بين البلدين لما تحتويه المكتبة من آلاف الكتب والمواد الرقمية الأدبية والعلمية ويعتبر هذا الصرح أكبر منصة عربية في جمهورية الصين الشعبية. كما تعد جائزة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- للتعاون الثقافي من أبرز مبادرات المملكة العربية السعودية للتعبير عن متانة العلاقات الثقافية مع الصين. حيث تهدف الجائزة إلى تكريم المتميزين في كلا البلدين من الأكاديميين واللغويين في مجالات البحوث العلمية والفنون الإبداعية، وتعزيز الترويج للغة والآداب والفنون العربية في الصين، وتشجيع التفاهم المشترك والتبادل الثقافي.

    التعاون في مجال التعليم:

    يشهد التعاون في مجال التعليم بين المملكة والصين نمواً ملحوظاً في إطار اهتمام قيادتي البلدين في تعليم اللغتين العربية والصينية ومد جسور التواصل اللغوي والأكاديمي، ومن ذلك:

    التوقيع على مذكرات تفاهم: لتبادل الخبرات وبرامج التبادل الطلابي.

    إقامة برامج تعليمية مشتركة: مثل برنامج تعليم اللغة الصينية في مدارس المملكة.

    إيفاد الطلاب والمعلمين: للدراسة والتدريب في كلا البلدين. وزيادة عدد المنح الدراسية والجامعات والتخصصات المعتمدة من قبل الجانبين لمثل هذه البرامج.

    السياحة:
    تعتبر السياحة من أهم الجوانب لتقارب الشعوب فيما بينها، وتولي قيادتي البلدين أهمية بالغة في هذا الجانب حيث ترجمت هذه التوجيهات بزيادة في عدد الناقلات الجوية وفتح وزيادة عدد الرحلات الأسبوعية المباشرة بين البلدين وتوقيع عدد من الاتفاقيات ذات العلاقة في القطاع السياحي ومنها اعتماد المملكة العربية السعودية كمقصد سياحي رسمي لمجموعات السياح الصينيين.