انطلقت صباح الاثنين الماضي فعاليات ندوة "الرؤى الجديدة للمملكة العربية السعودية" في مقر مجلس الشيوخ الفرنسي، والذي نظمته لجنة الصداقة البرلمانية الفرنسية الخليجية بالتعاون مع السفارة السعودية في باريس. حيث ابتدأت الندوة عند الساعة التاسعة صباحاً ولفترتين حتى السادسة مساءً، وذلك تحت رعاية معالي رئيس المجلس السيد / جيرار لارشي.
وذكرت رئيسة اللجنة البرلمانية الفرنسية الخليجية السيدة / ناتالي قولي في كلمتها الافتتاحية أن الندوة جاءت لتعميق أطر الحوار والتواصل بين البلدين، وأن الزيارات البينية والحوار المتواصل هو الطريق لإزالة الأفكار المسبقة والصور النمطيّة غير المنطقية في كثير من الأحيان. كما أشادت السيدة / قولي بمركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة ودوره الفعال في مكافحة التطرف، حيث زارت المركز بداية العام الحالي على رأس وفد من لجنة الصداقة البرلمانية، وأوضحت أن التجربة تعتبر فريدة ونوعية.
وقال معالي السفير الدكتور خالد بن محمد العنقري في كلمته أن هذه الندوة جاءت استكمالاً لما تقوم به السفارة من أنشطة ثقافية وسياسية، إضافةً إلى الزيارات التي تنظمها السفارة لعدد من الوفود، والتي لقيت جميعها تفاعلاً من قبل الجانب الفرنسي.
وذكر معاليه في كلمته أنه عندما التحق عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات السعوديين بالجامعات العالمية المرموقة لم يلفت ذلك نظر أحد، ولكن للأسف عندما قرر عشرات من الأفراد الخارجين عن سياقهم المجتمعي، وعن سماحة الدين ووسطيته، والمخالفين لأنظمة وقوانين دولتهم، تم تصوير كافةً السعوديين على أنهم إرهابيين تخرجوا في مدارس علمتهم نمطاً متشدداً من الإسلام.
وأوضح معاليه أنه مما لا يقبل الشك أن الإنسان السعودي لا يختلف عن غيره في أي من البلدان التي يدرس فيها، فلديه أحلام وطموحات ويحب التفوق والإنجاز ويتأقلم بسرعة مع المجتمعات ويتعايش مع الحضارات ويسهم فيها، مشيراً إلى أن المواطن السعودي هو عامل إيجابي في عمارة الأرض التي يتقاسمها البشر.
واستشهد كذلك بالمثل الفرنسي القائل "الذي لا يتحرك إلى الأمام .. يتراجع إلى الخلف" حيث أنها قاعدة تنموية إنسانية ترفض الجمود الذي تعارض مع الحياة، وأن هذه الندوة وبقية الأنشطة التي تقوم بها السفارة بشكلٍ دوري تحث على التطوير ومواصلة العمل من أجل البقاء والمنافسة. وشكر في نهاية الحديث كافة المشاركين والمنظمين على إنجاح هذه الندوة. الجدير ذكره أن ندوة "الوجه الجديد للمملكة العربية السعودية" تهدف إلى توضيح الصورة الحقيقية عن المملكة عند الغرب وابراز دورها في مكافحة التطرف والارهاب وتمويله، ومواقفها تجاه الازمات والقضايا في المنطقة، ومساهمتها في استقرار الاقتصاد العالمي من خلال المحافظة على اسعار ثابتة للنفط. حيث تطرقت لرؤية المملكة 2030م، والعلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والامنية والعسكرية.
شارك في الندوة وأدراها كلٌ من الدكتور عبد العزيز التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيكو)، والأستاذ عبد الله عالم، مساعد الأمين العام للشؤون السياسية بمنظمة التعاون الإسلامي، والأستاذ سعيد آغا، نائب رئيس البنك الاسلامي للتنمية، و الدكتور محمد بن لادن، رئيس مجلس الاعمال السعودي الفرنسي، الأستاذة هدى الحليسي، عضو مجلس الشورى نائبة رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس، و الدكتور سرحان العتيبي، استاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود بالرياض، و الخبير الاقتصادي الأستاذ برجس البرجس، وعددٌ آخر من المفكرين والسياسيين من كلا الجانبين السعودي والفرنسي.