المملكة العربية السعودية والحقوق المدنية، السفير السعودي في إيطاليا: "كفاية للجدل، لنترك الثقافة منفصلة عن السياسة"

الدبلوماسي رائد بن خالد قرملي يتحدث عن عقوبة الإعدام وقضية الناشط الشيعي الشاب علي النمر المحكوم عليه بقطع الرأس والصلب: "في بلادنا تتغلب الشريعة على القوانين وعلى سلطة الملك نفسه. احترموا قواعدنا وأسلوب حياتنا". ومعرض الكتاب في تورينو يلغي علاقة الشراكة مع بلاده.

المصدر: موقع صحيفة la Repubblica - الكاتبة: Francesca Caferri - 20 أكتوبر 2015م

 

"العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيطاليا ممتازة ونتمنى أن تتحسن أكثر وأكثر". إن السفير رائد بن خالد قرملي ممثل المملكة العربية السعودية في روما منذ شهر يناير الماضي لم يفقد هدوءه بعد الجدل الذي واجهته بلاده خلال الأشهر الماضية والذي وضعها في الصفحات الأولى من الصحف في كثير من الأحيان. فشهدت قضية الناشط الشيعي الشاب / علي النمر تحركات واسعة من قبل المجتمع المدني والمحكوم عليه بقطع الرأس والصلب، وبعد ذلك قام معرض الكتاب في تورينو بسحب الدعوة الموجهة للمملكة بالمشاركة في دورة المعرض لعام 2016م بصفة ضيفاً خاصاً.

سعادة السفير، هل يجوز القول بأن العلاقات الثنائية تشهد لحظة معقدة؟

بالنسبة لمعرض الكتاب أعتقد أنه من غير المناسب الخلط بين الأحداث الثقافية والسياسية لأن ذلك غير مفيد للسياسة ولا للثقافة. بالنسبة إلى أحكام القضاء فإنني دبلوماسي ولست قاضياً ولا محامياً ولذلك لا أعلق على قضايا فردية، بل وأعتقد أنه يجب التأكيد مرة أخرى على مبدأ استقلال القضاء واحترام القانون. لا يمكن ان نحترم احكام القضاء فقط عندما تتوافق هذه الاحكام مع آراءنا. هناك تخيلات كثيرة حول بلادي، ويقول الكثير إننا نعيش في العصور الوسطى. ولكن، لو كان هذا القول صحيحاً، لكان هناك آلاف من السعوديين يبحثون عن الهجرة أو اللجوء السياسي في الخارج، وهذا غير حاصل إنما هناك مئات الآلاف من السعوديين يذهبون إلى الخارج للعمل والدراسة والسياحة ولكنهم يعودون إلى وطنهم. بل تستقبل بلادي قرابة عشرة ملايين وافد ممن اختاروا طوعاً الإقامة فيها.

 

لا شك أن معاقبة مواطن بقطع الرأس وصلب الجثة من قبل الدولة عبارة عن فكرة مثيرة للازدراء، أليس كذلك؟

تصدر قوانيننا عن الشريعة ويوافق عليها شعبنا. وأفهم أن أغلبية الإيطاليين يعترضون على عقوبة الإعدام، ولكن هناك بلدان أخرى لها تفكيرها المختلف. كما أن هناك بلدان أخرى يطبق فيها الحكم بالإعدام وليس في المملكة العربية السعودية فقط. هناك آراء مختلفة في هذا السياق. ليس نظامنا ديمقراطياً مثل النظم الأوروبية، ومع ذلك فهو شديد الاستجابة لمطالب واحتياجات شعبنا. وتلعب الشريعة دوراً محورياً وتعلو أحكامها على جميع السلطات. يفاجئني أن ألاحظ كيف يمكن وصف نظام سياسي بكامله على أساس أحداث منفردة. هناك عدة مقاطع فيديو على موقع "اليوتيوب" تعرض شرطيين أمريكيين يطلقون النار على مواطنين سود، ولكنني أعرف أن ليس كل رجال الشرطة الأمريكيين يطلقون النار على السود.

 

هناك موضوع آخر تختلف آرائنا بشأنه وهو موضوع المرأة، فتتمتع المرأة في بلادكم بحقوق محدودة جداً، أليس كذلك؟

تستمر المملكة العربية السعودية بالالتزام في تطوير وتنمية سياسة تتجاوب مع متطلبات شعبها. لا يمكن تطوير مجتمع بشكل كامل دون مساهمة النساء اللواتي يمثلن 50% من الشعب. ولاحظت خلال حياتي الارتفاع الكبير في عدد الطالبات في الجامعات حتى فاق عددهن عدد الطلاب، ومن المنطقي أن نفكر أن هذه العملية ستستمر وأن عدداً متزايداً من النساء سيتمكنّ من المساهمة في تنمية البلاد في المستقبل.

 

هل اختلاف الآراء حول موضوع حقوق الانسان بين إيطاليا والمملكة العربية السعودية امر يقلقكم؟

العلاقات الثنائية بين بلدينا قوية ومعتمدة على الاحترام والمصالح المتبادلة. وأعتقد أن الإمكانيات المتوفرة أكبر من النتائج التي حققناها حتى الآن. هناك عدد كبير من الإيطاليين يقيمون ويعملون في المملكة العربية السعودية كما أن هناك عدد كبير من السعوديين يزورون إيطاليا. هناك إمكانية لتحسين علاقاتنا إلى حد أبعد في كافة المجالات، وأتمنى أننا ننجح في ذلك.