شارك سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية البرتغال، الأستاذ/ عادل بن عبد الرحمن بخش، في الإحتفالات التي أقامها المركز الإسلامي في لشبونة بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشاءه وذلك بحضور عدد من كبار الشخصيات البرتغالية ومن بينهم فخامة رئيس جمهورية البرتغال البروفيسور/ مارسيلو ريبيلو دي سوزا ورئيس البرلمان معالي الدكتور/ إيدواردو فيرو رودريغيش ورئيس الحكومة البرتغالية معالي الدكتور/ أنطونيو كوشتا إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة المهندس أنطونيو غوتيرش وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الذي يزور البرتغال في زيارة رسمية، وممثلين عن كافة الديانات والعقائد.
وقد ألقى سعادة السفير كلمة بهذه المناسبة ، أشاد فيها بالعلاقات الوثيقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية البرتغال ومساهمة المملكة بأكبر نسبة في أعمال إنشاء وتوسعة المركز الإسلامي إضافة إلى قيامها بتزويده مع المساجد الأخرى في البرتغال بما تحتاج اليه من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف باللغتين العربية والبرتغالية وتسهيل إجراءات الجالية المسلمة في البرتغال لأداء فريضة الحج والعمرة، وأكد سعادة السفير أن المملكة العربية السعودية، قد سخرت منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله كل إمكانياتها ومواردها البشرية والمادية في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين ونصرة قضايا الأمة، وأشار سعادته إلى حرص المملكة على الحوار بين الأديان ، و إنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز – رحمه الله – للحوار بين أتباع الأديان وذلك لتعزيز قيم التعايش والتفاهم والتعاون والسلام وقبول الآخر بين الشعوب، مشيراً إلى الزيارة التي قام بها الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله لقداسة بابا الفاتيكان في نوفمبر 2007م، وزيارة وفد رسمي من المملكة للفاتيكان ولقاء قداسة البابا فرانسيس وذلك في نوفمبر 2017م، وقيام صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، خلال شهر مارس الحالي بزيارة تاريخية للكنيسة القبطية في مصر حيث التقى سموه البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وكذلك لقاء سموه الكريم مع كبير أساقفة كاتنبري خلال زيارته الرسمية لبريطانيا وذلك تعزيزاً لقيم التسامح .ومن جهة ثانية استعرض سعادة السفير جهود المملكة في التصدي لظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف، وأن الإرهاب لا دين ولا وطن له، وقد تم انشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة عام 2011م، و قدمت المملكة العربية السعودية منحة بمبلغ (100) مئة مليون دولار أمريكي، كما تم إنشاء التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب بتاريخ 15 ديسمبر 2015م، ويضم التحالف العسكري الإسلامي 41 دولة مسلمة حيث يعمل التحالف على محاربة الفكر المتطرف وينسق كافة الجهود لمجابهة التوجهات الإرهابية من خلال مبادرات فكرية وإعلامية ومالية وعسكرية.
وبعد ذلك تحدث سعادة السفير عن «رؤية ٢٠٣٠» التي أعلنتها المملكة العربية السعودية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله، والتي قدمها وبدأ في تنفيذها صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وهي رؤية الحاضر للمستقبل التي تعبر عن طموحات القيادة والشعب، وتعكس قدرات المملكة وتشكل محركاً اقتصادياً ومورداً إضافياً للبلاد ليكون اقتصاداً مزدهراً ووطن طموح ومجتمع حيوي... والتركيز على نشر الإسلام الحقيقي السمح البعيد عن التطرف والإرهاب، وتقديم الصورة الحقيقية للإسلام إنطلاقا من دور المملكة الريادي في المنطقة ومسئوليتها الدينية، وفي نهاية كلمته أعرب سعادة السفير عن تمنياته للمركز الإسلامي في لشبونة بالتوفيق في دوره الديني والثقافي والحضاري ولأبناء الجالية المسلمة الحرص على تقديم الصورة الحقيقية للإسلام الذي يدعو إلى التسامح والمحبة والمودة بين الجميع.
وفي الكلمة التي ألقاها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بهذه المناسبة تناول فيها قيم التسامح في الإسلام وأحترام الآخر مشيدا بالبرتغال كدولة نموذجية في تعاملها مع أبناء الجالية المسلمة كما تطرق إلى تاريخ المسلمين في الأندلس ومولد بعض المفكرين والفلاسفة والشعراء المسلمين في البرتغال إبان فترة الوجود الإسلامي في الأندلس.
ثم ألقى رئيس الجمهورية البرتغالية البروفيسور مارسيلو ريبيلو دي سوزا كلمة أشاد فيها بسلمية أبناء الجالية المسلمة المقيمين في البرتغال وبعدهم عن مظاهر التطرف والتشدد وأنهم مواطنون برتغاليون مثل غيرهم من البرتغاليين، كما أكد رئيس الجمهورية أن التراث الإسلامي يشكل جزءً من الهوية البرتغالية.