الرياض والدوحة .. مصير مشترك تؤيده أواصر قربى وتاريخ

حاوره: فهيم الحامد

استدعى سفير المملكة لدى قطر أحمد بن علي القحطاني مسعى الملك عبدالله بن عبدالعزيز حول مبادرة السلام العربية ومقولته إن المبادرة لن تبقى على الطاولة للأبد إذا لم تتجاوب إسرائيل مع المطالب العربية المشروعة، مؤطرا ذلك بجهود الرياض في ترسيخها لأي جهود مخلصة لتحريك عملية السلام استنادا للقرارات الدولية التي تطالب بإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه العادلة والمشروعة.

واستحضر في حديث لـ «عكاظ» قنوات التعاون بين المملكة وقطر في مجال مكافحة الإرهاب، الذي يمثل في المحصلة النهائية مصلحة ثنائية وإقليمية ودولية، مقرا أن المملكة نجحت، وبشكل يدعو للفخر، في مكافحة الإرهاب ودحره وبشهادة المجتمع الدولي، وأصبح لديها تجربة فريدة يمكن الاستفادة منها. وتناول السفير العلاقات بين المملكة ودولة قطر على خلفية انعقاد الدورة الثانية لمجلس التنسيق السعودي القطري اليوم، قائلا إنها ليست وليدة الحاضر بل راسخة منذ القدم، وهي علاقات متميزة على مستوى القيادتين والشعبين الشقيقين، فما يربط بينهما من أواصر قربى وتاريخ ومصير وثقافة مشتركة، يجعل لها طابعا خاصا. وإلى نص الحوار:

• بداية، ما هي رؤيتكم لمستقبل العلاقات السعودية القطرية, وكيف تنظرون إلى أهمية انعقاد الدورة الثانية لمجلس التنسيق السعودي القطري؟

ــ في الواقع ان العلاقات بين المملكة ودولة قطر ليست وليدة اليوم بل راسخة منذ القدم وهي علاقات متميزة على مستوى القيادتين والشعبين الشقيقين فما يربط بينهما من أواصر قربى وتاريخ ومصير وثقافة مشتركة يجعل لها طابعا خاصا، فمنذ نشأة الدولتين هناك تعاون وتنسيق في جميع المجالات. وبلا شك فإن إنشاء مجلس التنسيق السعودي القطري دفع بالعلاقات على جميع المستويات إلى آفاق جديدة تزيد من قوة ورسوخ هذه العلاقة، لاسيما أن العلاقات بين البلدين تحظى باهتمام بالغ من القيادتين، عقب ترؤس كل من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للجانب السعودي في مجلس التنسيق السعودي القطري، و الشيخ تميم بن حمد ولي عهد قطر للجانب القطري دليل قاطع على أهمية العلاقة وتطلع القيادتين لمزيد من التعاون والتنسيق والتكامل بما يخدم مصلحة البلدين.

• مم يتألف جدول أعمال اللجنة، وهل سيجري التوقيع على اتفاقيات خلال الاجتماعات؟

ــ هي ليست لجنة، بل مجلس للتنسيق بين المملكة ودولة قطر. أما حول الدورة الحالية، فمن المنتظر التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين برعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية نائب رئيس الجانب السعودي في مجلس التنسيق السعودي القطري وولي عهد دولة قطر.

• إلى أي مدى ساهمت اجتماعات مجلس التنسيق السعودي القطري في إعطاء دفعة للعلاقات بين الدوحة والرياض؟

ــ مما لاشك فيه أن اجتماعات مجلس التنسيق السعودي القطري دورية بين البلدين، ويعقد مرة كل عام بالتناوب بين البلدين، تشكل دفعة قوية إلى الأمام وتعطي خصوصية للعلاقة وتساهم في رسم لوحة مميزة للعلاقات بين الدولتين الشقيقتين وستجعل هذه العلاقة نموذجا يحتذى به بين الدول.

• ماهو الجديد بالنسبة لمجلس الأعمال السعودي القطري، وهل هناك اجتماعات مستقبلية للمجلس؟

ــ مجلس الأعمال السعودي القطري عقد اجتماعه الأول قبل عدة أيام في الرياض بحضور أكثر من 120 رجل أعمال قطري اجتمعوا مع نظرائهم السعوديين على مدى يومين. وقد حضرت هذه الاجتماعات التي تميزت بوجود حرص من الجانبين على إقامة شراكة بين قطاعي الأعمال السعودي والقطري كما نوقشت الحوافز والعوائق ليجري العمل على إزالتها. وقد صدر عن الاجتماع عدد من التوصيات من بينها حث رجال الأعمال من الجانبين على إقامة المشروعات المشتركة في القطاعات التي تخدم الأهداف التنموية في كل من المملكة ودولة قطر وإعطاء مشروعات الأمن الغذائي أولوية في اهتمامات أصحاب الأعمال من الجانبين وتبني فكرة إنشاء بنك سعودي قطري مشترك يعمل على تمويل مشروعات القطاع الخاص في البلدين إضافة إلى تفعيل دور المرأة من الجانبين من خلال زيادة مساهمتها في عملية التنمية. كما اتفق الجانبان على أن يجتمع المجلس مرتين في العام وجرى تشكيل لجنة تنفيذية تنبثق عن مجلس الأعمال بمشاركة رئيسي الجانبين تجتمع كل ثلاثة أشهر على الأقل.

وفي دليل واضح على خصوصية العلاقة بين المملكة وقطر وحرص القيادة في المملكة على دعم جهود مجلس الأعمال السعودي القطري ونجاح أعماله فقد حظي أعضاء المجلس باستقبال من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام واستمعوا إلى توجيهاتهما السديدة.

•إلى أي مدى تجدون هناك تطابقا في وجهات نظر البلدين حيال القضايا التي تهم الأمة العربية والإسلامية؟

ــ هناك تنسيق ثنائي مستمر بين البلدين وفي إطار مجلس التعاون الخليجي وكذلك في إطار جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وذلك بما يحقق المصلحة للأمتين العربية والإسلامية لمواجهة التحديات التي تحدق بها.

• شهدت المنطقة العربية • أخيرا تحركات دبلوماسية سعودية، ما هي منطلقات هذا التحرك؟

ــ إن الدبلوماسية السعودية بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني، تنشط دائما فيما يخدم المصالح المشتركة سواء في الدائرة الخليجية أو في الدائرتين العربية والإسلامية وكذلك المصالح المشتركة المتكافئة مع الدول الصديقة وتسخير ذلك لخدمة قضايانا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فالمملكة دائما تسعى لتوحيد الصف العربي وتسخير قدراتها ومواردها في سبيل التضامن الإسلامي.

• رؤيتكم لعملية السلام في الشرق الأوسط، وهل تعتقدون أن المبادرة العربية ستكون مطروحة على طاولة الحوار إلى الأبد؟

ــ مبادرة السلام العربية أطلقت في القمة العربية في بيروت عام 2002 بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين ولم تجد استجابة من إسرائيل، وكما قال الملك عبدالله بن عبدالعزيز إن المبادرة لن تبقى على الطاولة للأبد إذا لم تتجاوب إسرائيل مع المطالب العربية المشروعة. والرياض تدعم أي جهود مخلصة لتحريك عملية السلام استنادا للقرارات الدولية التي تطالب بإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه العادله والمشروعة.

• ما هي القضايا والموضوعات التي ستكون محور البحث بين الجانبين السعودي والقطري سواء على صعيد الموضوعات الثنائية أو الإقليمية والدولية؟

ــ إن هموم الأمة وقضاياها دائما حاضرة في أذهان القيادة في البلدين.

• كيف تقيمون التعاون السعودي القطري في مجال مكافحة الإرهاب، وما هية الآفاق المستقبلية في هذا الصدد؟

ــ التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب هو في المحصلة النهائية مصلحة ثنائية وإقليمية ودولية وبلا شك أن هناك تعاونا مميزا بين الجهات المختصة في البلدين، والمملكة نجحت وبشكل يدعو للفخر في مكافحة الإرهاب ودحره وبشهادة المجتمع الدولي، وأصبح لديها تجربة فريدة يمكن الاستفادة منها وذلك بفضل توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وجهود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ونائبه ومساعده للشؤون الأمنية.