العلاقات السعودية مع السنغال:

مما لا شك فيه أن المملكة العربية السعودية بربطها بجمهورية السنغال علاقات وطيدة وعريقة يعود تاريخها منذ الاستقلال الي اتفاقية انشاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والموقعة منذ الستينات. وقد تطورت تلك العلاقات بشكل متصاعد في جميع المجالات.

 الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين:

  1. اتفاقية تعاون بين البلدين 1972م.
  2. الاتفاقية العامة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني والثقافي بين البلدين في عام 1975م.
  3. اتفاقية التعاون الاعلامي والإذاعي عام 1986م.
  4. اتفاقية التعاون الأمني بين البلدين عام 1997م.
  5. اتفاقية النقل الجوي بين هيئة الطيران المدنية وزارة النقل السنغالية لتسيير خط جوي وقعت في20/7/2019م.

     

الزيارات الرسمية بين قيادات البلدين:

تعد الزيارات الرسمية بين المسؤولين من منمظور سياسي معيار لمدى مستوى العلاقات بين البلدين. يمكن لنا قياس تلك الزيارات الرسمية التي توالت بين البلدين لنجد اليوم تطورا كبيرا في مستوى العلاقات الثنائية والبحث المستمر لسبل تعزيزها في مختلف المجالات. ويلاحظ ان هناك انسجام تاما في جميع القضايا التي تهم الجانبين وعلى رأسها القضية الفلسطينية وقضايا العالم الإسلامي بشكل عام. كما أن هناك توافق في وجهات النظر في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ومن أهم تلك الزيارات الزيارة التاريخية التي قام بها الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود عام 1972م للسنغال في عهد الرئيس السنغالي الراحل السيد/ ليبول سيدار سنغور، حيث تم وضع الأسس الرئيسية للتعاون المثمر بين البلدين. وتوالت الزيارات بين الطرفين حين قام الرئيس السنغالي السيد/ عبدو ضيوف بزيارات للمملكة في عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود. وزار أيضاً الرئيس عبد الله واد المملكة عام 2000م والتقى بالمقام السامي الكريم خلال أداء مناسك الحج أو العمرة.  ومنذ تولي الرئيس ماكي سال مقاليد الحكم عام 2012م، شهدت العلاقات بين البلدين تصاعدا في مجال التعاون الثنائي مع تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، شهد خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم ، إضافة إلى وجود عدد من المدرسين السعوديين الموفدين للتدريس في السنغال. و تقوم المملكة بتقديم عدد من المنح الجامعية سنويا في عدة تخصصات و بمختلف المستويات.

التعاون الثنائي بين البلدين:  

تعد المملكة العربية السعودية من أكبر وأهم الدول الداعمة لجمهورية السنغال وتساهم بشكل مستمر في تمويل المشاريع التنموية في كافة المجالات والقطاعات وكافة المناطق الإدارية بالسنغال. ونجد صندوق السعودي للتنمية يساهم في تمويل ودعم مشاريع الحكومة السنغالية بعد التوقيع على عدد من الاتفاقيات وتمويل مشاريع كبرى نفذت في السنغال، ومن أهمها ما يلي :

  1. اتفاقية قرض لمشروع مستشفى "دلال جام" بملغ (54،5) مليون ريال سعودي حوالي (7،3) مليارات فرنك سيفا.
  2. مشروع طريق واكام بداكار بملغ (114) مليون ريال سعودي حوالي (10،2) مليار فرنك سيفا.
  3. مشروع طريق (مدينا جوناس ـ حدود غينيا) بجمهورية السنغال بمبلغ (37،5) مليون ريال سعودي حوالي 5 مليارات فرنك سيفا، وذلك لتسهيل حركة نقل المواطنين بين السنغال وغينيا مما يعزز الروابط الاجتماعية وزيادة التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين.
  4. مشروع تأمين معدات وتجهيزات للحكومة السنغالية لإزالة النفايات والأوساخ عن طريق شركة "المطلق" السعودية بمبلغ 25 مليون دولار أمريكي.

كما قدمت حكومة المملكة العربية السعودية للسنغال، دعما مباشرا متمثلاً في تأييد ترشيح جمهورية السنغال لاستضافة مؤتمر القمة الإسلامي عام 1991م وقامت ببناء مجمع الملك فهد للمؤتمرات حيث أقيم المؤتمر كما شيدت طرق في العاصمة داكار وشاركت المملكة في المؤتمر بوفد رفيع المستوى ترأسه صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد آن ذاك.

دعمت المملكة السنغال لمرة ثانية لاستضافة مؤتمر القمة الإسلامي في شهر مارس 2008م وشاركت أيضا بوفد رفيع المستوى ترأسه صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، في حين أن بعض الدول الأعضاء في المنظمة لم تستضف بعد هذا المؤتمر.

تدعم المملكة السنغال سنويا بمساعدات عينية في مختلف المناسبات كما يوجد تنسيقا من الطرفين لتبادل دعم مرشحي البلدلين البلدين في انتخابات المنظمات الدولية، كما توفر المملكة سنويا أطنانا من لحومي الأضاحي والهدي وترسل كميات كبيرة من التمور للحكومة السنغالية إضافة إلى الكميات أخرى من التمور توزع من قبل سفارة المملكة في داكار أو الملحقية الدينية التابعة لها. تقدم المملكة دعما بكميات من المصحف الشريف من طباعة مركز الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، وتوزعها مجانا بمختلف اللغات.

تستقبل الجامعات السعودية سنويا عشرات من الطلاب بمنح دراسية تقدم من حكومة خادم الحرمين الشريفين في مختلف التخصصات. وتدعم المملكة برنامج تعليم اللغة العربية في التعليم السنغالي في كافة مراحله، وتستضيف سنويا عددا كبيرا من المواطنين السنغاليين ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة. ويستفيد من هذه الاستضافات شخصيات بارزة ومؤثرة في المجتمع السنغالي.

 

تعاون المملكة الثقافي مع السنغال:

نظراً للعلاقات الوطيدة والتاريخية بين المملكة وجمهورية السنغال، تسعى المملكة الى ترسيخ العلاقات الثقافية المتمثلة في مد الجسور بين البلدين للإرث التاريخي المشترك بين المملكة العربية السعودية وجمهورية السنغال وغيرها من بلدان غرب أفريقيا. نظمت وزارة الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية، أسبوعاً ثقافياً سعودياً في السنغال في الفترة من 16 إلى 24 فبراير 2008م، شارك فيه وفد سعودي كبير من الشخصيات وضم ما يقارب الى 120 فنان وأديب ومثقف، ترأسه معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني بمساعدة سعادة وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الدولية الدكتور أبوبكر باقادر. افتتح معاليه عدداً من الفعاليات منها : معرض الفن التشكيلي والفوتوغرافي والخط العربي، برعاية سفارة المملكة في داكار وبحضور معالي وزير الثقافة والتراث التاريخي السنغالي السيد/ مام برام ديوف. ودشن معاليه معرض الحرمين الشريفين الذي يحكي مراحل عمارة المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة ومعرض الكتاب السعودي. إضافة الى وجود عدد من المدرسين الموفدين للتدريس في السنغال وتقوم المملكة بتقديم عدد من المنح الجامعية سنوياً في عدد من التخصصات وكذلك المستويات.