بيان مشترك

بين المملكة العربية السعودية ومملكة أسبانيا

 

تلبية لدعوة كريمة من جلالة الملك خوان كارلوس الأول ملك مملكة أسبانيا، قام صاحب السمو الملكي الأمير/ سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بالمملكة العربية السعودية بزيارة رسمية إلى مملكة أسبانيا خلال المدة 1-4 جمادى الآخرة 1429 هـ الموافق 5-8 يونيو 2008.

وقد عقد صاحب السمو الملكي الأمير/ سلطان بن عبد العزيز مع جلالة الملك خوان كارلوس الأول وأمير استورياس صاحب السمو الملكي الأمير فليبي دى بوربون ودولة رئيس الوزراء السيد/ خوسيه لويس ثاباتيرو، اجتماعات في جو من الود والوئام، تم خلالها استعراض العلاقات الثنائية ومختلف القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.  

وتأكيداً على تطور العلاقات الثنائية بين البلدين وفي إطار العلاقات الإستراتيجية بينهما فقد استعرض الجانبان العلاقات الثنائية في كافة المجالات وعبرا عن ارتياحهما واعتزازهما بعمق العلاقات التي تربط البلدين الصديقين. وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للفرص الكبيرة المتاحة والناشئة عن المكانة البارزة التي يشغلها اقتصاد كلا البلدين في إقليم كل منهما، وأبرزا صلابة ومتانة اقتصاد كل من البلدين وما حققاه من نمو متميز في الآونة الأخيرة، وإثباتاً للثقة المتبادلة تعهدا بتكثيف جهودهما من أجل الاستغلال الأمثل لطاقتهما في المجالات التجارية والصناعية والاستثمارية والمالية والاقتصادية. كما اتفق الطرفان على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي. وفي هذا السياق عبرا عن أملهما في سرعة التوصل إلى اتفاقية منطقة التجارة الحرة بينهما. كما أبدى الطرفان ارتياحهما للتوقيع خلال هذه الزيارة على مذكرة تفاهم بين وزارة الدفاع والطيران بالمملكة العربية السعودية ووزارة الدفاع في مملكة أسبانيا في مجال الدفاع.

وقد أكد الجانبان أهمية تعزيز الجهود السعودية-الأسبانية المشتركة لدعم عملية السلام وتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأكدا على أهمية الأسس التي نص عليها مؤتمر أنابوليس في إطلاق العملية السلمية الشاملة في الشرق الأوسط، وتطلعا إلى تحقيق المزيد من الخطوات الإيجابية للسلام في الشرق الأوسط، على أسس واضحة وراسخة، والالتزام بتناول القضايا الرئيسية في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي للوصول إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة في إطار الحل الشامل والدائم والعادل لقضية الشرق الأوسط واستناد المفاوضات بين الطرفين إلى مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها، ومبادرة السلام العربية وخطة خارطة الطريق والتأكيد على أهمية آلية متابعة المفاوضات لضمان تحقيق الأطراف المتنازعة للالتزامات المتبادلة ودعوة المجتمع الدولي لتوفير السبل والتسهيلات للسلطة الوطنية الفلسطينية من أجل مساعدة الشعب الفلسطيني، وقد أعربت المملكة العربية السعودية عن تقديرها العميق لجهود مملكة أسبانيا في هذا الجانب.

وفي الشأن اللبناني رحب الجانبان بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في العاصمة القطرية الدوحة بين الأطراف اللبنانية، والذي أدى إلى انتخاب العماد ميشيل سليمان رئيساً للبنان، وناشدا دعم الحكومة اللبنانية ووحدة القرار الوطني في لبنان والحرص على شرعية الدولة اللبنانية وفق ما جاء في اتفاق الطائف وجلسات الحوار الوطني اللبناني ودعم سيطرة الدولة ومؤسساتها الوطنية على كامل التراب اللبناني، والتعاون في سبيل تطبيق قرارات الشرعية الدولية بما فيها قرار مجلس الأمن رقم 1701. وضرورة أن يعمل اللبنانيون جميعهم على وحدة الصف اللبناني وتعزيز الأمن والاستقرار وتغليب الحكمة والعقل ولغة الحوار.

وأعاد البلدان تأكيدهما على التزامهما بمساعدة الشعب العراقي وفيما يتعلق ببذل الجهود لاستتاب الأمن والاستقرار في العراق، واتفقا على أن المصالحة الوطنية بين جميع فئات الشعب العراقي، وتوسيع العملية السياسية بما يحقق مشاركة جميع مكونات الشعب العراقي وحل مختلف المليشيات، تشكل أساساً مهماً لاستقرار العراق. وأكد الجانبان ضرورة احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق وهويته وسلامته الإقليمية وعدم التدخل في شئونه الداخلية.

وفيما يخص الملف النووي الإيراني حث الجانبان المجتمع الدولي على بذل الجهود لحل هذا الملف بالطرق الدبلوماسية، ودعيا جميع دول منطقة الشرق الأوسط إلى الانضمام لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وجعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وذلك طبقاً للقرارات الدولية في هذا الشأن.

واستعرض الجانبان الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب وشددا على إدانتهما لكافة أشكاله التي تهدد الأمن والسلم والاستقرار في شتي أنحاء العالم واتفقا على أهمية تكثيف التعاون الدولي لمكافحته، وفي هذا الإطار فقد ثمنت أسبانيا اقتراح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب. وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للتعاون القائم في المجال الأمني لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة واتفقا على الإسراع في استكمال إجراءات إبرام الاتفاقية الأمنية بين البلدين.

وأعرب الجانبان عن نبذهما لفكرة صدام الحضارات وناشدا دعم المبادرات التي تدعو إلى التعايش السلمي، ورحبا بتحالف الحضارات ومبادرة الأمم المتحدة التي تم انعقاد منتداها الأول في بداية هذا العام 2008. وأبرز الجانب الأسباني أيضاً الأهمية البالغة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بشأن الحوار بين الأديان، واتفقا على العمل سوياً لنشر ثقافة الاحترام والتفاهم المتبادل والتفاعل ما بين العالمين العربي والإسلامي والغربي. ورحبا بانعقاد المنتدى الأول لتحالف الحضارات في العاصمة الأسبانية في بداية هذا العام 2008م.

هذا وقد عبر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام عن عمق تقديره لما لقيه والوفد المرافق من حفاوة وكرم ضيافة ومشاعر صادقة من جلالة الملك خوان كارلوس ملك مملكة أسبانيا وصاحب السمو الملكي، أمير استورياس فليبي دى بوربون ودولة رئيس الوزراء السيد/ خوسيه لويس ثاباتيرو.

 

صدر في مدينة مدريد بتاريخ 4 جمادى الآخرة 1429 هـ الموافق 8 يونيه 2008م.