بيان البعثة الدائمة للمملكة العربية السعودية في الحوار التفاعلي

مع بعثة تقصي الحقائق المعنية بميانمار

جنيف 18 سبتمبر 2018

السيد الرئيس

 بدايةً أضمَّ صوتي إلى بياناتِ المجموعات المنضمِّة إليها بلادي، ونشكر بعثةِ الأممِ المتحدةِ الدوليةِ المستقلةِ لتقصي الحقائقِ في ميانمارَ على الجهودِ التي قامُوا بها منذُ إنشائها العامَ الماضيَ، وما تمخضتْ عنهُ هذهِ الجهودُ مؤخرًا بإصدارِ التقريرِ المعنيِّ بحقوق الانسان في ميانمارَ.

السيد الرئيس

 تعدُّ قضيةُ ميانمارَ إحدَى أهمِّ القضايا التي ُتوليها حكومةُ بلادِي اهتماماً كبيراً، وتتابعُ بقلقٍ بالغٍ معاناةَ المسلمينَ الروهينجيينَ وغيرِهمْ منَ الأقلياتِ في أنحاءِ ميانمارَ؛ فلقدْ آلمنا أشدَّ الألمِ ما وردَ في التقريرِ عنْ الانتهاكاتِ الجسيمةِ لحقوقِ الإنسانِ، والانتهاكاتِ المروِّعةِ للقانونِ الدوليِّ الإنسانيِّ منْ ِقبلِ القوَّاتِ المسلحةِ ضدَّ الأبرياءِ الروهينجيينَ في ولايةِ راخينَ والأقلياتِ الأخرى في ولاية كاتشينْ شانْ والمناطقِ الأخرى في شمالِ ميانمارَ. حيثُ توصلَ التقريرُ إلى أنَّ القواتِ المسلحةَ في ميانمارَ قامتْ بحرقِ قرًى بأكملها، وسجلَ التقرير حالاتٍ عديدةً للقتلِ العشوائيِّ والاغتصابِ الجماعيِّ للنساءِ، والاعتداءَ على الأطفالِ وحالات لا تحصر عن الاختفاءَ القسريَّ، وغيرَ ذلكَ منْ أشكالِ العنفِ الجنسيِّ والاضطهادِ والاستعبادِ ضدَّ الأقلياتِ في ميانمارَ والتي صنفها التقريرُ بأنها ترتقي لجرائمِ إبادةٍ جماعيةٍ.

السيد الرئيس

 إنَّ بلادِي ُتدينُ بأشدِّ العباراتِ ما يتعرضُ لهُ المسلمونَ الروهينجيونَ في بورما منْ مجازرَ إرهابيةٍ واعتداءاتٍ وحشيةٍ وإبادةٍ جماعيةٍ، وتدميرٍ ممنهجٍ ومنظمٍ لكثيرٍ منَ القرَى والمنازلِ؛ مما يمثلُ صورةً منْ أسوأِ صورِ الإرهابِ وحشيةً ودمويةً ضدَّ الأقليةِ المسلمةِ وغيرِها منَ الأقلياتِ. وتدعُو بلادِي إلى التحرُّكِ العاجلِ لوقفِ أعمالِ العنفِ، والعملِ على وقفِ تلكَ الممارساتِ الوحشيةِ وإعطاءِ أقليةِ الروهنجا المسلمةِ في ميانمارَ حقوقها دونَ تمييزٍ أوْ تصنيفٍ عرقيٍّ.

السيد الرئيس

 إنَّ بلادِي سعتْ مؤخرًا لدعمِ الضحايا الروهينجيينَ عبرَ دعمِ البرامجِ التأهيليةِ ذاتِ العلاقةِ بالتعليمِ والصحةِ بمبلغِ 50 مليونَ دولارٍ، كما ُيوجدُ في بلادِي نحوُ رُبعِ مليونِ روهينجيٍّ ُيقدَّمُ لهمْ كل الدعمِ والمساندةِ، ولا يفوتُ وفدَ بلادِي شكرُ حكومةِ بنغلاديشَ على ما تقدمهُ منْ جهودٍ لتخفيفِ معاناةِ الروهينجا وغيرِهمْ منَ الأقلياتِ.

وشكرًا، السيد الرئيس