تورنتو – الجمعة 10 ربيع الآخر 1431هـ الموافق 26 مارس 2010م.

قام سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى كندا الأستاذ أسامة بن أحمد السنوسي أحمد يوم الجمعة 10 ربيع الآخر 1431هـ الموافق 26 مارس 2010م بزيارة لمدينة تورنتو في إطار زياراته للمدن الكندية للقاء الطلبة السعوديين الذين يدرسون فيها. وقد التقى سعادته برئيس وأعضاء نادي الطلبة السعوديين في تورنتو وقد تميز اللقاء بحضور كبير جداً من قبل الطلبة السعوديين يـُـقـَـدَّر بحوالي الثلاثمائة شخص.

وفي مستهل اللقاء ألقى رئيس النادي الدكتور سعد الحسنيه كلمة رحب فيها بسعادة السفير والوفد المرافق له من منسوبي السفارة وتوجه بالشكر لسعادته على تلك الزيارة وعلى إقامة حفل العشاء للطلبة وعلى اهتمامه الكبير بالطلبة وأن زياراته السابقة والحالية واللاحقة للطلاب في مختلف المدن الكندية إنما هو دليل على حرصه على تنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة كما تناول بعض شئون النادي وأحوال الطلبة وأهمية التواصل بينهم وبين السفارة والملحقية الثقافية.

تلى ذلك كلمة توجيهية ألقاها سعادة السفير، تناول فيها مختلف الجوانب التي تهم الطلبة وحثهم على بذل قصارى جهدهم لتحقيق ما أتوا إليه من أجل العودة إلى أرض الوطن للمساهمة في مسيرة التنمية والتطوير الذي تعيشه المملكة في هذا العهد الزاهر في ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله.

ثم جرى بعد ذلك لقاء مفتوح بين الطلبة وسعادة السفير شارك فيه سعادة الملحق الثقافي السعودي في كندا الدكتور فيصل المهنا أبا الخيل، حيث تمت مناقشة أوضاع الطلبة والإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم والاطمئنان على أحوالهم.

ثم شارك الجميع في حفل العشاء الذي أقامته السفارة بهذه المناسبة. وقد حضر اللقاء وحفل العشاء عدد من منسوبي السفارة والملحقية الثقافية.

وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها سعادة السفير:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...

أيها الأخوة والأخوات أود في البداية أن أعبر لكم عن إعتزازي البالغ بلقائكم هنا في مدينة تورنتو والتي هي من أكبر وأهم المدن الكندية وأشكركم على قبول دعوتي لنلتقي في هذا اليوم المبارك والمساء المبارك إنشاء الله وأسأل الله العظيم أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه وأن يجعل أعمالنا دائماً خالصةً لوجهه الكريم.

إخواني إن زيارتي لكم اليوم وكذلك زياراتي السابقة واللاحقة إنشاء الله لإخوانكم الطلاب في المدن الكندية الأخرى إنما هي تنفيذ لتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه بأن يكون المواطنون السعوديون بصفةٍ عامة والطلاب بصفةٍ خاصة في أولى مسئوليات وإهتمامات السفراء والبعثات الدبلوماسية في الخارج. لذلك فإنني هنا لأتواصل معكم وأستمع إليكم فى كل ما يهمكم ولأؤكد لكم بأننا في السفارة وكذلك الزملاء في الملحقية الثقافية إنما وجدنا لخدمتكم وتسهيل أموركم وإننا إنشاء الله سوف لن ندخر جهداً حسب إمكانياتنا لمساعدتكم.

أيها الإخوة والأخوات هناك أمر مهم جداً ربما لا يشعر به الكثيرون منكم وهو أننا جميعاً سواء في البعثة الدبلوماسية أوالبعثة الطلابية نشكل في الإطار العام الذي ينظر إليه المجتمع الذي نتواجد فيه بعثة واحدة هي البعثة السعودية ولذلك فإننا جميعاً سفراء لبلادنا كلاً في مجاله وميدانه ويرى الناس من خلالنا وطننا وثقافتنا وتاريخنا وحضارتنا. وإذا كانت بلادنا هي بلاد الحرمين الشريفين ومهوى أفئدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وتتمتع بمكانة سياسية وإقتصادية متميزة في العالم كما إن سياساتها تقوم على أسس أرساها المؤسس والموحد العظيم جلالة المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه وتغلب فيها دائماً منطق الحكمة والإعتدال في ثبات على مباديء الدين الإسلامي الحنيف وفقاً للمنهج الوسطي الذي يؤمن بالحق والعدل والمساواة ويرفض التطرف الأعمى والعدوان والظلم في سماحة وعقلانية بما يحقق لوطننا وأمتنا والإنسانية جمعاء الخير والتقدم والإزدهار ولذلك فإن مسئوليتنا أمام الله سبحانه وتعالى أولاً ثم أمام وطننا وولاة أمرنا لاشك عظيمةً جداً.

أيها الأخوة والأخوات أنتم أبناء وبنات عبد الله بن عبد العزيز لكم في قلبه مكانةً عاليةً جداً ليس لأنكم فقط من شعبه الذي يبادله مشاعر حبٍ وتفاعلٍ هي من أبرز سمات عهده الميمون بل لأنه يحفظه الله يرى فيكم العدة والعتاد لمشروعه الحضاري الكبير الذي يقود به المملكة نحو نهضة فكرية ومعرفية خلاقة تنافس بها الأمم التي تتسابق في عصرنا الحاضر على المراكز المتقدمة في العالم. إننا أيها الأخوة نعيش في عهد مميز لملك مميز إعتلى عرش المحبة في قلوب شعبه وأمته بإخلاصه وتفانيه لرفعة شأنهم فهو يضع لبنات راسخة وغرسات مزهرة لنهضة خلاقة في كل المجالات يسترشف بها مستقبلاً زاهراً وآمناً للأجيال القادمة يكون فيه الوطن واحةً للأمن والإستقرار ومركزاً حضارياً للرقي والتقدم. لذلك فإن واجبنا جميعاً أن نلبي نداء الوالد القائد لنكون عناصر فاعله في مشاريعه التنموية والإصلاحية التي هي محل تقدير وإعجاب العالم وذلك لا يتأتي إلا بالعلم والعمل وأن يكون الوطن دائماً في قلوبنا وأن يكون هدفنا هو أمنه وإستقراره ونهضته وتطوره وهذ أمر لا يتحقق بالتمني ولكن بالجد والمثابرة والطموح الذي يستند على العلم والصبر والمثابرة والتضحية كما إنه لن يتأتى أيضاً إلا بفكر نقي غير ملوث بأدران التطرف الأعمى وأحلام اليقظة المريضة. أيها الإخوة لقد بذلت دولتكم مالم تبذله أي دولة أخرى لأبنائها فابذلوا أنتم أقصى الجهود لتحققوا أفضل مستويات التحصيل العلمي لتعودا إلى وطنكم فتساهموا في نهضته وتقدمه.

أيها الإخوة أنتم في مدينة كبيرة جداً وكما أن للمدن الكبرى محاسنها فإن لها أيضاً مساوئها ولعل من أبرز مساوئها كثرة المغريات التي قد تجذب الشباب فيضيع وقته الثمين في أمور غير نافعة وفي كثير من الأحيان مضرةً بل وخطيرة جداً. وأنا أذكر هذا الأمر بالتحديد لأنه تأتينا في السفارة العديد من المشاكل والقضايا التي يتعرض لها بعض زملائكم الطلبة من مختلف المناطق لكن الملاحظ أن القضايا الخطيرة تكون غالباً في المدن الكبيرة ومن ضمنها تورنتو وقد تورط بعضهم في قضايا خطيرة ولها تداعيات كبيرة جداً على حياتهم ومستقبلهم لذلك فإني أوصيكم بتقوى الله والإستقامة قبل كل شيء ثم لا بد أن تنتبهوا إلى أهمية التقيد بأنظمة البلد وقوانينها وأن تراعوا إختلاف العادات والثقافات وأن تبتعدوا عن السلبيات في تعاملكم مع الآخرين وفي جميع شئونكم. كما إنني أرجو من الأخوان في إدارة النادي ومنكم جميعاً أن تتواصلوا معنا في السفارة وكذلك مع الزملاء في الملحقية وتبلغونا عن أية مشاكل أو معاناة أو قضايا قد يتعرض لها أو يتورط فيها أحد من زملائكم وأن يكون ذلك فور حدوث المشكلة لنتمكن من معالجتها قبل أن تتفاقم ويهمني جداً أن تعلموا بأن سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله يحرص شخصياً ويوجهنا دائماً بأن نوفر لجميع المواطنين في الخارج الحماية القانونية اللازمة حتى لا يكونوا عرضةً للإساءة والظلم والإستغلال. لذلك لا تتردوا أبداً في التواصل معنا في جميع الأمور ولكن خاصةً في الأمور التي تحتاج إلى غطاء قانوني فالسفارة بيتكم ونحن وأنتم أسرة واحدة ولن ندخر إنشاء الله جهداً في مساعدتكم وتيسير أموركم فهذا واجبنا ونحن لم نوجد في مواقعنا ووظائفنا إلا لنكون في خدمتكم. وإني لأسأل الله العلي القدير أن يوفقكم وينجح مسعاكم ويسدد خطاكم لمافيه الخير والرشاد.

حفظ الله بلادنا الحبيبة بلاد الحرمين الشريفين وقيادتنا الراشدة الصالحة وشعبنا السعودي العزيز النبيل.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,