بدأت المكسيك منذ عام 1988م مرحلة (الخصخصة) وتوجها بتوقيع معاهدة حرية التجارة لأمريكا الشمالية مع الولايات المتحدة الامريكية وكندا عام 1993م ودخلت حيز التنفيذ بداية عام 1994م. وحققت للمكسيك قفزات تجارية واقتصادية واستثمارية وعلمية وتقنية عالية , ويعكسها حاصل الانتاج الوطني الاجمالي والذي بلغ عام 2011م 1.3 تريليون دولار وجعلها دولة بارزة في العديد من المحافل والمنتديات والتجمعات الدولية, أبرزها مجموعة الريو ومجموعة دول العشرين. ولكونها دولة ذات عدد سكان كبير (112 مليون نسمة ) لازالت تعاني من مشاكل مزمنة مثل الفوارق الاجتماعية الهائلة وكثرة الفقر.
الجانب الإسلامي:
تعتبر الجاليات الإسلامية قليلة العدد نظراً لطبيعة المكسيك من جهة وتركيبة الجاليات العربية المهاجرة من جهة اخرى . وتعود أحد أسباب قلة الجالية الإسلامية لكون المكسيك تاريخياً تعد من أكبر الدول ذات التجمع الكاثوليكي في العالم , إذ تعتبر نسبة المسيحية فيها تقارب 91% بالرغم من فصل الدولة عن الدين منذ عام 1854م .
ولذلك تخلو مكسيكو سيتي حتى الان من اي مسجد إسلامي قياساً بالكنائس والمعابد اليهودية ( الجالية اليهودية 45 ألف شخص) , و لا يوجد رقم دقيق لعدد المهاجرين المسلمين بالمكسيك أو الذين دخلو للدين الإسلامي ولكن تضمهم حالياً عدد من الجمعيات تحت أسماء متعددة مثل المركز الثقافي الإسلامي والجمعية الإسلامية بالمكسيك.
الجانب الاقتصادي والثقافي:
تتبع المكسيك في اقتصادها سياسة حرية السوق , ويتوزع النشاط الاقتصادي المكسيكي على ثلاثة محاور أساسية – الخدمات ( 60%) – الصناعة (35%)- الزراعة (5%) – ويساعدها أيضا توفر النفط الخام والغاز الطبيعي ومساقط المياه لتوليد الطاقة الكهربائية .
ولديها صناعات ثقيلة في مجالات التعدين والمناجم والبترول والغاز والصناعات التحويلية يساعدها قرب السوق الامريكية المغرية , حيث يعاد التصدير إليها من المنتجات المكسيكية وأهمها السيارات والمنسوجات والآلات الدقيقة والصناعات الغذائية والدخان والخشاب والمشروبات , ويساعدها ايضاً قدوم الاستثمارات الأجنبية والشركات المتعددة الجنسية , ولكنه من جانب آخر يجعل من الإقتصاد المكسيكي رهينة بسب ان جل صادراته باتجاه الأسواق الامريكية والكندية.
أما على الجانب الثقافي فالمكسيك بلد محب للفنون والفلكلور ويعكس ذلك وجود العديد من الأنشطة الثقافية الدورية والسنوية , أبرزها مهرجان سيرفانتيس الدولي الذي يقام مرة كل سنة وضم خيرة الفرق الفنية والثقافية من أنحاء العالم وقد مضى على نشاطه أكثر من أربعين عاماُ , وتحوز المدن المكسيكية وخصوصاً العاصمة مكسيكو سيتي على أبرز المتاحف ذات السمعه العالمية مثل متحف على الإنسان (الانثروبوليجي) وصالات المعارض الفنية الحديثة والكلاسيكية.
وسيتولى المجلس الوطني للثقافة (تابع لوزارة التربية والتعليم) الإشراف على التراث المكسيكي الفني بآثاره التاريخية العريقة التي تركتها اقوام الحضارات السابقة التي كانت موجودة في المكسيك ( الاستيك – المايا ) في العديد من المناطق , أشهرها ( اهرامات توتواكان ( 35 كم عن مكسيكو سيتي ) – معابد بالينكي ( ولاية تشياباس) – تهرامات تشتشي نيتزا ( ولاية يوكاتان) . وتقام العروض السنوية التقليدية والتراثية في العديد من المدن المكسيكية البارزة التي تعكس فنون الاقوام الهندية قبل الفتح الأساني عام 1019م.
الجانب السياسي:
يقوم النظام السياسي بالمكسيك على ثلاثة سلطات , الاولى السلطة التنفيذية على اساس النظام الجمهوري الدستوري حيث ينتخب رئيس الجمهورية لفترة واحدة غير قابلة للتجديد لمدة 6 سنوات , والسلطة التشريعية التي تضم مجلس النواب وعدد اعضاءه 500 نائب فيدرالي ( مدة ولاينتخب 3 سنوات) يتولون مناقشة وإقرار التعديلات للقوانين والمواد الدستورية ذات العلاقة بالقضايا الداخلية , ثم مجلس الشيوخ وعدد اعضاءه 128 سيناتور مدة ولايتهم 6 سنوات ويهتمون بالقضايا السياسية الخارجية للبلاد وتعرض عليه الاتفاقيات والمعاهدات الدولية للمصادقة عليها وله الحق باستدعاء اعضاء الحكومة وتعيين السفراء بالخارج , والقضايا المتعلقة بوحدة الولايات المكسيكية تحت النظام الفيدرالي للجمهورية . ومن أبرز الاحزاب السياسية في المكسيك – حزب العمل الوطني (اليمين) - الحزب الثوري الدستوري (الوسط) وقد سبق وأن حكم الدولة لمدة 71 سنة مابين 1929م - 2000م – حزب الثورة الديمقراطي (اليسار) وتتنافس هذه الاحزاب حالياً للفوز بانتخابات رئاسة الجمهورية القادمة المقررة يوم 1 يوليو 2012 للفترة الدستورية 2012م - 2018م.