​​تأسست العلاقات السعودية-الإماراتية على بنيانٍ متين، أساسه الرؤى المشتركة، بين القيادتين، والمشتركات الثابتة بين الشعبين، من وشائج القربى، وأواصر الدين، واللغة، والمصير المشترك.

فمنذ بداية العلاقات، بين الملك فيصل بن عبدالعزيز، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمهما الله، أس​س القائدين فيصل وزايد، لعلاقات متينة ورثها أسلافهم، كانت تستمد قوتها مما سمي آنذاك، بـ"وحدة المصير".

كانا يعيان ما يؤسسانه، ذلك أن تحديات الجغرافيا، صهرت الكثير من الدول، جراء انعدام وجود توازنٍ جدي، وتعاون استراتيجي، وتحالف يقوم على أسسٍ قوية مبنية على الثقة بين الطرفين. 

انتقلت هذه الرؤية الدقيقة، تسهم في تأسيس البلدين، مع بقية الأشقاء، مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في العام 1981، تم مساهمتهما الفاعلة في حرب تحرير الكويت منذ غزوه في العام 1990، حتى تحريره في العام 1991، حتى  شكلت هذه الرؤية، اليوم، أهم تحالف عربي، بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

هذا التحالف الاستراتيجي، الذي يشمل، المجالات كافة، حقق نجاحاتٍ لافتة، إذ خاض البلدان حرباً مشتركة في اليمن الشقيق، دفاعاً عن الشرعية، واستجابة لندائها، ومن أجل حماية الأمن القومي في منطقة الخليج العربي، ومحاربة للإرهاب.

اشتركت البيوت السعودية والإماراتية في الأفراح والأتراح، وانتقل التحالف من رأس الهرم، إلى المجتمعات التي تكن لبعضها مودة غير عادية، دافعها المحبة، والثقة، والإيمان بالمصير المشترك، ووجود تحالفٍ وثيق أسسه الآباء من أجل مستقبل واعد، وحماية لمصير واحد.

يجمع بين البلدين، سماحة الدين الإسلامي، والقيم العربية النبيلة، والفروسية في التعاطي مع الأحداث، والصدق في الوعد، وهذا ما جعل العلاقة متينة، والثقة كبيرة، والتحالف يتجذّر أكثر وأكثر، وهو ما أثمر عن تشكيل مجلس التنسيق السعودي-الإماراتي الذي يهدف إلى تكثيف التعاون بين البلدين في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ويرأسه من الجانب السعودي، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومن الجانب الإماراتي، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

 هذا المجلس الذي وضع استراتيجية مشتركة للتكامل بين البلدين، على المستويات الاقتصادية، والعسكرية، بـ44 مشروعاً، ومن ثم إعلان "استراتيجية العزم"، بمحاور تشمل الاقتصادي، والمعرفي، والبشري، وتم اعتماد اسم مدينة الرياض لأكبر مشروع سكاني في أبوظبي بما يتجاوز ثمانية آلاف هكتار، والزيارات بين قادة البلدين مستمرة ودائمةً لزيادة مستوى التعاون والتكامل ولترسيخ التحالف ليكون منارةً للحاضر، وعنواناً للمستقبل.

وبالثقة الملكية الغالية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، أسأل الله، أن يعينني على القيام بواجبي، ورعاية مصالح بلادي وخدمة أهله وأبنائه في أرض الإمارات العربية المتحدة، والحفاظ على هذه العلاقة المتينة وتعزيزها، تنفيذاً لتوجيهات قيادتي. 

أسأل الله التوفيق والإعانة، والله ولي التوفيق...