لندن 12 ذو القعدة 1432 هـ الموافق 10 أكتوبر 2011 م واس
أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، أن المملكة العربية السعودية لن تدخر أي جهد لضمان أن يبدأ موسم الحج و ينتهي بأمن وآمان و سلام.
جاء ذلك في كلمة لسمو السفير خلال حفل وزارة الخارجية البريطانية اليوم الاثنين لتدشين انطلاقة بعثة حج المملكة المتحدة لموسم حج العام الحالي 1432 هـ للأراضي المقدسة في المملكة بحضور الوزيرة وعضوة مجلس الوزراء البريطاني البارونة وارسي سعيد، ووزير الدولة في وزارة الخارجية البريطانية جيرمي براون.
وأعرب سمو السفير في كلمته عن سعادته بالانضمام إلى احتفال تدشين بعثة الحج البريطانية إلى المملكة العربية السعودية، معربا في نفس الوقت عن تقديره لفريق الخليج و مكتب الحج والشؤون القنصلية في وزارة الخارجية البريطانية و للدعم القيم الذي يقدم سنويا لبعثة الحج البريطانية.
وقال سمو السفير إن "الدعم الذي تقدمه الحكومة البريطانية لبعثة الحج يعد تجسيدا للرعاية والاهتمام الذي يعطى للمسلمين البريطانيين باعتبارهم جزء لا يتجزأ من تركيبة هذا البلد. وهذه الرعاية و الاهتمام تعزز بلا شك شعور كل المسلمين البريطانيين بالانتماء إلى وطنهم ويفرض التزامهم و تفانيهم في رفاه و تنمية مجتمعاتهم و البلاد ككل".
وأشار سمو السفير إلى ثلاثة أسباب تجعل من الحج أكبر رحلة دينية مؤثرة على وجه الأرض، محددا في هذا الخصوص الهدف من الحج و الحجاج والمشاعر والعواطف.
وأوضح سمو السفير أن الهدف من الحج هو الوفاء بالركن الخامس من أركان الإسلام، مشيرا إلى أن أداء فريضة الحج يعني التزام الحاج بتنفيذ مهام أخرى عميقة و مهمة يبرهن من خلالها عن تضامنه مع إخوانه المسلمين ويثبت بهمة و نشاط ما يعبر عنه لفظيا خلال الطواف.
وتابع سمو السفير قائلا إن "الحج رحلة فريدة من نوعها، فالأفراد الذين يؤدون هذه الفريضة هم أفراد مسلمين يعيشون في الأصل داخل ثقافات متنوعة و متعددة ويعبرون الحدود من اجل تنفيذ واجبهم الإسلامي وهؤلاء الأفراد قد يكونوا ماليزيين أو كنديين أو صينيين أو كينيون أو أذربيجانيون أو ألمان و أكثر من ذلك".
وقال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف إن "هؤلاء وغيرهم يسافرون من أراضي مختلفة ومن أماكن يشعرون فيها بعض الأحيان بأنهم أجانب، إلى ارض واحدة ومكان واحد وهو المكان والارض التي نزل فيها دينهم، و باختصار هي رحلة من الفرقة إلى التوحد".
وأضاف سمو السفير أن "الحج تجربة فريدة لا تصدق بسبب المشاعر التي تظهر على حجاج بيت الله الحرام من التفاني والالتزام بخدمة المجتمع والتواضع و الرغبة في العيش في ظل مبادئ نقية وأكثر سلمية فالحج هو بمثابة انعكاس حقيقي لمبادئ سامية من التواضع و المساواة والأخوة الإنسانية التي هي في صميم الإسلام فالناس جميعا سواسية في الحج و تحدوهم جميعا نفس القوة والكل يذهب بنفسه و بكل تواضع وطاعة لخدمة الله عز و جل".
وتابع سمو السفير قائلا من النادر في عالم اليوم أن تجد مثل هذا التفاني العميق والذي لا يعرف الكلل و الملل.
وقال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف إن الحج "رحلة دينية مدهشة و أداء عميق للشعائر الدينية وهي شهادة على قوة الإسلام ولا يساورني شك بان الكثير من إخواننا و أخواتنا البريطانيين المسلمين قد شهدوا هذه الحقيقة بأنفسهم من رحلات الحج السابقة، و أنا واثق من أن أعضاء بعثة الحج لهذا العام سيكتشفون ذلك في رحلتهم المباركة القادمة".
وأضاف سمو السفير "وكمسلم و كسعودي اشعر بالفخر لأني امثل أمة لها شرف وامتياز استضافة ضيوف الرحمن الذين يأتون من جميع أنحاء العالم كل عام لأداء فريضة الحج. و نحن في المملكة العربية السعودية نؤمن بأن الله عز وجل قد انعم علينا بشرف و مسؤولية أن نكون خادمين للمسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة وهي النعمة التي نحمد الله عليها وهي أيضا المسؤولية التي نأخذها على محمل الجد".
وأشار سمو السفير إلى أن منسوبي سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة يتشرفون بأن يكونوا جزءا من الجهود التي تبذلها بلادهم من أجل الارتقاء إلى مستوى المسؤولية و هي مهمة ليست بالصغيرة بأن تقوم بدور المستضيف لملايين الحجاج. وهي مهمة ضخمة إداريا و تنظيميا وبتحديات لوجستية.
وأضاف سمو السفير "لكن من حسن الحظ أن قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده و النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء يتابعون بشكل شخصي حشد كل الجهود الكبيرة لمواجهة هذه التحديات بفعالية و كفاءة وهذا يتطلب تخصيص و إدارة موارد بشرية و مالية وثقافية ضخمة، والمملكة تفتخر بأن تقوم بكل هذا لخدمة الإسلام".
وأشار إلى أن بعثة الحج البريطانية و غيرهم من الزوار إلى الأماكن المقدسة في مكة المكرمة و المدينة المنورة قد شهدوا طوال السنوات الماضية المشاريع التي استهدفت تحسين الخدمات المقدمة لهم، إلا أنهم سيلاحظون بإعجاب و بشكل استثنائي الجهود الإضافية في هذا المجال.
وقال سمو السفير "لقد وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، حجر الأساس خلال الأسابيع القليلة الماضية لمشاريع توسعة تدخل ضمن أكبر المشاريع حجما في تاريخ توسعات المسجد الحرام في مكة المكرمة و المدينة المنورة إلى جانب ما أنجز بالفعل في عهده المبارك من توسعة المسعى والمجمع الضخم لجسر الجمرات".
وبين سمو السفير أن هذه التوسعة للمسجد الحرام ستزيد من قدرته الاستيعابية بأكثر من نسبة ١٥٠ في المائة أي من ٦٠٠ ألف إلى أكثر من مليون ونصف المليون، مشيرا إلى أن هدف هذه المشاريع الضخمة هو جعل أداء فريضة الحج و العمرة أكثر يسر وراحة و أمان لضيوف الرحمن.
وأكد سمو السفير أن المملكة لن تدخر أي جهد لضمان أن يبدأ الحج و ينتهي بأمن وآمان و سلام، متمنيا للحجاج البريطانيين وجميع الحجاج حجا مبرورا ومقبولا وعودة سالمة إلى أوطانهم و أحيائهم.
من جانبه، عبر جيرمي براون ، وزير الدولة في وزارة الخارجية البريطانية، عن شكره لحكومة المملكة العربية السعودية على الخدمات والتسهيلات المقدمة للحجاج.
وأكد براون على أن الجانب البريطاني سيعمل مع الجانب السعودي في جميع المجالات التي من شأنها تسهيل أداء البريطانيين المسلمين للحج.
وبدورها، أشادت البارونة وارسي سعيد، الوزيرة وعضوة مجلس الوزراء البريطاني، بالخدمات التي تقدمها حكومة المملكة للحجاج، مشيرة إلى التطور والتقدم المستمرين من عام إلى عام على مستوى هذه الخدمات، مستشهدة في هذا الخصوص برحلها لأداء الحج في العام الماضي.
وفي رد على أسئلة الصحافيين، شدد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف أن السلطات المعنية في المملكة تقوم باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان أن تفي مؤسسات الحج بكامل تعهداتها للحجاج، مبينا أن الجميع في المملكة وفي المشاعر المقدسة يعمل واضعا نصب عينيه خدمة ضيوف الرحمن أولا وأخيرا.
كما أكد سمو السفير في جانب آخر على أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تأخذ بعين الاعتبار كل الإجراءات التي من شأنها التأكيد على السلامة البيئية والصحية في الأماكن المقدسة قبل وبعد انتهاء موسم الحج.
حضر المناسبة عدد كبير من سفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدين لدى المملكة المتحدة بالإضافة إلى مندوبي وسائل الإعلام.
// انتهى //