رفض صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة زيف ادعاءات الكاتب ديفيد هيرست عن المملكة التي اتهمها بالتحالف مع إسرائيل ضد غزة في خطاب وجهه الى الصحيفة الإلكترونية.
-------------
السيد ديفيد هيرست،
هل نيتك الإساءة؟ ام إنك تجهل تماما تاريخ وسياسة الشرق الأوسط؟ او انها محاولة منك لتكون مختلفا ولا تكترث بما ادعيته ولذلك قررت ان تقلب العالم راساً على عقب من مكتبك في لندن دون الاستناد الى الوقائع. ("الهجوم على غزة بقرار ملكي السعودي").
من الصعب أن نصدق أن مثل هذه التخريفات المطلقة، ومثل هذه الأكاذيب التي لا أساس لها، يمكن أن تكون مكتوبة من قبل شخص يزعم أن يكون رئيس تحرير لأي وسيلة اعلامية.
وهل تخليت عن المبادئ الصحفية والاخلاقيات المهنية والشعارات التي تزعم انك تتبناها من خلال صحيفتك الالكترونية ومنها: "لدينا ولاء رئيسي نحو قرائنا -والمهمة الرئيسية لدينا هو تقديم الحقائق للقارئ." والسؤال اين الحقائق الموثقة فيما قدمته؟
دعني أكون واضحا تماما معك ومع القراء: المملكة العربية السعودية كانت في الماضي، ولا تزال في الحاضر وستظل في المستقبل تدعم الشعب الفلسطيني في مطالبتهم بالعودة الى وطنهم المغتصب وتقرير مصيرهم في دولة خاصة بهم.
ان الوحشية وعدم توازن القوى بين الجيش الاسرائيلي والشعب الفلسطيني المضطهد في غزة هي جريمة ضد الانسانية. واسمحوا لي أن أذكركم بأن ارض فلسطين هي منبع الديانات السماوية وفيها المقدسات المسيحية والاسلامية ويتعايش فيها المسيحين والمسلمين. الادعاء بأن المملكة العربية السعودية، التي التزمت دعم وحماية حقوق جميع الفلسطينيين في تحديد مصيرهم وتكريس سيادتهم، بأنها تدعم العدوان الإسرائيلي هو بصراحة وقاحة بشعة.
إسرائيل لا تدافع عن نفسها فهي تقتل الأطفال الابرياء وعائلات بأكملها. أليست هذه إبادة جماعية؟ نتنياهو وأنصاره سيجيبون عن جرائمهم أمام سلطة أعلى من كل السلطات إنها سلطة خالق الكون ومنصف المظلومين.
دون شك إسرائيل تحتاج إلى المساعدة. ولكن ليس في شكل الطغيان والبطش والمزيد من العمل العسكري المجنون. انها بحاجة للمساعدة في رؤية ان العدوان التي تقوم به يزيد من ضعفها فقط ويقوم بعزلها. كما انها تقوم بخلق جيل بعد جيل من الرجال والنساء الذين لا يعرفون الخوف ولغة الرصاص بل زيادة الكراهية فقط وبالتالي الانتقام.
بصيص الامل الوحيد هو أن يوجد اصوات داخل المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم بعضها ينادي علنا بإيقاف العدوان الإسرائيلي، ويقولون إن ما تقوم به حكومة نتنياهو لا يمثلهم. يمكننا أن ندعو الله فقط أن الحكومة الإسرائيلية سوف تستجيب الى مطالبهم العاقلة.
أي تعامل من قبل المملكة العربية السعودية مع اسرائيل بشكل غير مباشر اقتصر على محاولات لتحقيق خطة للسلام. اي بحث بسيط من قبل اي محلل مهني سيظهر مبادرة الملك عبد الله للسلام في قمة بيروت -التي قبلتها جميع الدول العربية -كانت دائما ولا تزال في طليعة التفكير في المملكة العربية السعودية. حاولنا وسوف نستمر في محاولة القيام بكل طاقتنا لتحقيق السلام العادل -ولكننا لن نقبل أبدا، بدعم أي عدوان ضد الشعب الفلسطيني.
الشعب الفلسطيني إخواننا وأخواتنا -سواء كانوا مسلمين او مسيحيين عرب. وتأكدوا أننا، نحن شعب وحكومة المملكة العربية السعودية، لن نتخلى عنهم، وسوف نفعل كل ما بوسعنا لمساعدتهم في مطلبهم الشرعي للعودة إلى وطنهم والأراضي التي استولت عليها اسرائيل بصورة غير مشروعة بل بلغة النار والقهر والظلم.