العلاقات السعودية مع البوسنة والهرسك

 

تقف العلاقات السعودية البوسنية على أساس صلب مستمد من الرعاية السامية التي أولاها ولا يزال يوليها مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز  حفظه الله للبوسنة والهرسك ، وتجسدت العلاقات في الدعم السعودي القوي لاستقلال البوسنة والهرسك والذي اعلن في شهر مارس 1992م، ذلك الاستقلال الذي لم يكن مفروشا بالورود نتيجة للعدوان على دولة البوسنة والهرسك والذي استمر قرابة أربعة سنوات، فقد سارعت المملكة العربية السعودية إلى الاعتراف باستقلال البوسنة والهرسك في شهر ابريل 1992م ثم ساندت استقلال البوسنة والهرسك في المحافل الدولية ومنها منظمة المؤتمر الإسلامي وحركة عدم الانحياز والأمم المتحدة، والتي كان موقف المملكة فيها يقوم على حق البوسنة والهرسك على الدفاع عن استقلالها ورفع المعاناة عن شعبها المحاصر، كما كانت المملكة ولازالت عضوا في فريق الاتصال التابع لمنظمة المؤتمر(التعاون) الإسلامي  الخاص بالبوسنة والهرسك، وتأكيدا على تضامن المملكة مع دولة البوسنة والهرسك فقد انشأت في المملكة عام 1992م  وبأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله) هيئة خاصة لمساعدة البوسنة والهرسك هي الهيئة السعودية العليا لمساعدة البوسنة والهرسك والتي  تشرف على جمع التبرعات من المملكة وتتولى توزيعها لصالح البوسنة والهرسك، وقد رأس هذه اللجنة  مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز  حفظه الله إبان توليه امارة منطقة الرياض وقد كان لهذه الهيئة دور تاريخي بارز في دعم صمود الشعب البوسني عبر تقديمها الطعام والأدوية وغيرها من المساعدات الإنسانية للشعب البوسني في الداخل أو اماكن لجوئه في الخارج . وقد توطدت العلاقات بين البلدين بافتتاح البوسنة والهرسك سفارة لها في الرياض عام 1993م وافتتاح المملكة سفارتها في سراييفو في عام 1998م، وقد شهدت العلاقات بين البلدين زخما بتبادل الزيارات على أعلى مستوى فقد قام رئيس مجلس رئاسة البوسنة والهرسك الراحل/علي عزت بيجوفيتش بعدة زيارات للمملكة منها زيارته للرياض في عام 1993م والتي تلقى فيها جائزة الملك فيصل العالمية  لخدمة الإسلام، كما قام فخامة رئيس مجلس رئاسة البوسنة والهرسك الدكتور/حارس سلايجيتش بزيارة رسمية للمملكة في شهر مارس 2010م التقى فيها بخادم الحرمين الشريفين الملك/عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، كما التقى أيضاً بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله (امير منطقة الرياض آنذاك)  وبصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رحمه الله، كما قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله عندما كان أميراً لمنطقة الرياض (أمير منطقة الرياض آنذاك) بزيارتين رسميتين للبوسنة والهرسك في عامي 1997 و2000 م وضع فيهما حجر الأساس وافتتح بعض المشاريع التي اقامتها المملكة في البوسنة والهرسك،

ولزيادة التنسيق والتعاون بين البلدين فقد وقع البلدان في عام 2003م  اتفاقية عامة للتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والفنية والثقافية والشبابية والرياضية، وحرصا من المملكة على دعم البوسنة والهرسك بوصفها نموذجا فريدا من تعايش الأديان والثقافات فقد واصلت المملكة دعمها الإنمائي للبوسنة والهرسك عبر الصندوق السعودي الذي مول ومازال يمول العديد من مشاريع البنية الأساسية فيها مثل مشاريع بناء وتجهيز المستشفيات والطرق والمدارس .

ويسعى البلدان حاليا لتطوير التعاون بينهما في مجالات عديدة عبر توقيع مزيدا من اتفاقيات التعاون التي يجري التفاوض حولها والتي يؤمل أن تسهم في تحقيق مزيدا من التعاون والتنسيق بين البلدين .