تعتبر الصين واحدة من الدول الاقتصادية الكبرى في العالم التي تتمتع
بقدرة تنموية واسعة بفضل تنفيذ إجراءات البناء الاقتصادي بشكل واسع ومخطط.
فمنذ عام 1953 حتى عام 2005، قامت الصين بتنفيذ "الخطة الخمسية الحادية
عشر" للتنمية الاقتصادية وحققت نتائج ملحوظة أدت إلى تنمية الاقتصاد الوطني
الصيني بشكل ثابت.
الجدير بالذكر أن الاقتصاد الصيني تمكن في الثلاثين
عاما الماضية من تحقيق نمو اقتصادي مطرد واستطاع التحول من المركزية
المحلية ليصبح أكثر انفتاحا على العالم ويعتمد على التجارة الدولية، وقد
وضعت الحكومة الصينية الأهداف التالية لتحقيق تنمية اقتصادية حديثة
ومستدامة:
أولا: إصلاح الهيكل الاقتصادي
لإصلاح البنية الإنتاجية لابد من التركيز على:
1- العلاقة بين تطوير الصناعات الناشئة واستخدام التكنولوجيا الحديثة في إصلاح الإنتاج التقليدي.
2- العلاقة بين تطوير الإنتاج الذي يقوم على كتلة التكنولوجيا الرأسمالية وبين تطوير الإنتاج الذي يقوم على كتلة العمال.
ثانيا: التسريع في عملية التحضر
هناك
مشاكل قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى في تنمية اقتصاد الريف. لذا فإن دفع
التمدن مسألة جوهرية لتطوير الاقتصاد الصيني. لذلك رأت الحكومة ضرورة تغيير
سياسة حظر دخول الريفيين إلى المدينة والتي طبقت منذ سنوات طويلة، في
الوقت نفسه قامت بتحسين النظم ودعم الإدارة والحفاظ على استقرار المجتمع.
ثالثا: تنمية غرب الصين
إن
التوسع في تنمية غرب الصين لا يعنى التخلي عن أو التراخي في تنمية شرق
الصين. فإن تنمية شرق الصين كانت ومازالت ستبقي على المدى الطويل أهم قوة
داعمة للاقتصاد القومي مالياَ و مادياَ وتكنولوجياَ. وهى عنصر أساسي في دعم
تنمية غرب الصين والإسراع في تنمية غرب ووسط الصين، ولا تزال هناك قوى
كافية وكبيرة في شرق الصين للتنمية. لذلك فإن تطبيق استراتيجية تنمية غرب
الصين وتحقيق إصلاح وتطوير محلى هي رفاهية مشتركة للصالح العام، فعدم تحديث
غرب الصين يعنى عدم تحديث البلاد.
رابعا: تحقيق التنمية المستدامة
إن
هدف تحقيق التنمية المستدامة هي إحدى أهم القضايا العالمية، لذلك فهي تحتل
مكانة بارزة في مراحل التنمية الحديثة، وبخاصة التنمية السكانية و
البيئية. بدأت الدول المتقدمة اقتصاديا معالجة البيئة في وقت وصل فيه دخل
الفرد إلى 2000 دولار أمريكي، أما الصين فقد بدأت التحكم بصورة واسعة في
التلوث البيئي مع دخل فردي لا يصل إلى 800 دولار أمريكي، لكن لا تزال هناك
صعوبات كبيرة تحتاج إلى جهود سنوات طويلة.
خامسا: تحسين نظام اقتصاد السوق
ما
زالت الصين في المرحلة الأولى من بناء نظام اقتصاد السوق، حيث مازالت
تعاني من بعض النقاط الغير صحية والغير مكتملة، فالصين في حاجة إلى دعم
وتجديد هذا النظام، وتقديم ضمانات للنمو الاقتصادي لهذا النظام عن طريق
تعميق سياسة الإصلاح. إن انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية دليل على
دخول إصلاح نظام الاقتصاد الصيني مرحلة جديدة من التطوير، وهى مرحلة بناء
نظام اقتصاد سوق اشتراكي متكامل نسبيا، ومتفق مع مبادئ اقتصاد السوق
العالمية.إن تجديد هذا النظام يعد جزءاَ هاماَ لا يمكن الاستغناء عنه في
قضية تحديث الصين.
سادسا: تطوير الاقتصاد الانفتاحي
طرأ تطور كبير
على وضع الاقتصاد الصيني وعلاقات الصين الاقتصادية الخارجية ويتركز هذا
التطوير بصورة أساسية في العولمة الاقتصادية والتوسع في انفتاح الصين على
العالم الخارجي. إن العولمة الاقتصادية اتجاه عالمي تتداخل فيها المصالح
والمنافسة شديدة بين كافة الدول، وقد سعت الصين دائما إلى رفع قدرتها
التنافسية في المجال الاقتصادي.