​نشر موقع (Seznam Zpravy) الإخباري الالكتروني لقاء صحفي مع سعادة السفير/ عبدالله بن متعب الرشيد في مقر السفارة في براغ، وذلك قبيل أيام قليلة على انعقاد اجتماع اللجنة السعودية التشيكية المشتركة التي ستعقد في الرياض.



"سيتفاوض سياسيون ومسؤولون ورجال أعمال التشيك مع نظرائهم في السعودية بعد عطلة نهاية الأسبوع. 
في مقابلة مع موقعنا (سيزنام سبرافي) صرّح السفير السعودي أن أحد الموضوعات سيشمل حل أزمة الطاقة وإمدادات النفط.
بعد عطلة نهاية الأسبوع سيعقد في العاصمة السعودية اجتماع لمدة يومين بين سياسيين ومسؤولين ورجال أعمال التشيك مع ممثلين عن المملكة العربية السعودية.
سيترأس نائب وزير الخارجية / مارتين تلابا الوفد التشيكي نيابة عن وزارة الخارجية، كما سيشارك في البعثة موظفون من وزارات الصناعة والتجارة والبيئة والزراعة والصحة والتنمية المحلية. 
المتحدثة باسم وزارة الخارجية التشيكية / لينكا دو أفادت بأن "الغرض من الرحلة هو في المقام الأول المشاركة في اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة والتي تشكّل منصة للمفاوضات بين الإدارات التشيكية والسعودية. ويفترض بممثّلي جمهورية التشيك والمملكة العربية السعودية التفاوض بشأن التعاون بين الوزارات للفترة المقبلة، لا سيما في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار والصناعة والنقل والثقافة والسياحة والرعاية الصحية والمنتجعات الصحية".
وسيركّز جزء من الرحلة الاستكشافية على مجال الطاقة، حيث يوجد لدى المملكة العربية السعودية الكثير لتقدمه بفضل احتياطها النفطي. في السياق، أضاف المتحدث باسم وزارة الصناعة والتجارة التشيكية / فويتييخ سرنكا أن "الموضوعات الرئيسية لوزارة الصناعة والتجارة ستكون الطاقة والموارد المعدنية وإمكانيات تطوير العلاقات التجارية المتبادلة".
تتزايد الأهمية الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها في وقت الحرب الروسية في أوكرانيا. ويوضح سفير المملكة العربية السعودية في براغ/ عبد الله الرشيد في مقابلة مع موقعنا، من بين أمور أخرى، سبب أهمية إدانة بلاده لضم روسيا للأراضي الأوكرانية في الأمم المتحدة. كما أنه يشعر بقرب معيّن من الصراع هناك لأنه افتتح في الماضي شخصياً السفارة السعودية في كييف. 
كما ذكر أنه يجري الإعداد لاتفاقية بشأن التعاون الاقتصادي بين جمهورية التشيك والمملكة العربية السعودية. وبحسبه، يمكن للشركات التشيكية أن تنجح في أعمال البناء المرتبطة بالمشروع المستقبلي لمدينة (ذي لاين) الجديدة (بطول 170 كيلومترًا وعرضها 500 متر)، والتي يتم بناؤها لـ 9 ملايين نسمة.

في غضون أيام قليلة، ستقوم بعثة تجارية وسياسية تشيكية بزيارة المملكة العربية السعودية. كيف يتم التحضير؟
سيقام الحدث يومي 7 و 8 نوفمبر في الرياض. نحن نواصل التعاون الذي أنشأناه في وقت سابق. أنا أعتبر هذه الزيارة مهمة ومن شأنها أن تساعد في تعميق علاقاتنا المتبادلة. لن يشارك عدد من رجال الأعمال فحسب ، بل سيحضر أيضًا ممثلون ومسؤولون من عدة وزارات ، على سبيل المثال وزارتي الخارجية والصناعة.
هل سيكون هناك أيضا ممثلون للوزارات في الجانب السعودي؟
نعم، سيلتقي ممثلو التشيك بنظرائهم السعوديين. يرأس وفدكم نائب وزير الخارجية للدبلوماسية الاقتصادية مارتين تلابا. كما سأحضر شخصيا الاجتماع في عاصمتنا. أنا أعتبره اجتماعًا سيخلق الأساس لمزيد من الاجتماعات على مستوى سياسي أعلى. لسوء الحظ، كانت آخر مرة عُقد فيها مثل هذا الاجتماع قبل جائحة كوفيد، لكن من الضروري الاجتماع بهذا الشكل كل عام. 

بالنسبة لك كيف ستكون المفاوضات التشيكية السعودية مهمة في المستقبل؟
أنا سعيد حقًا بهذا الاجتماع، لأن العديد من الممثلين والسياسيين والمسؤولين السعوديين لا يدركون تمامًا كيف يمكن أن يكون التعاون الأكبر والأعمق مع جمهورية التشيك مفيدًا. فإمكانات التعاون التجاري كبيرة.

في أي مجالات؟
بشكل رئيسي التكنولوجيا، الصناعة الدفاعية ، الرعاية الصحية ، شركات البناء التي يمكن أن تنجح فعلا في المملكة العربية السعودية.

هل يتعلق ذلك بمشروع نيوم وبناء مدينة جديدة تسمى "ذا لاين" لـ 9 ملايين شخص؟
نعم، ستشارك الكثير من شركات البناء في هذا المشروع - تظرا لحجم المشروع الضخم. نحن مهتمون أيضًا بشركات تكنولوجيا المعلومات الخاصة بكم وبتجربتكم في الدفاع السيبراني بشكل عام.

في سياق الحرب الروسية في أوكرانيا، من المهم للدولة التشيكية ودول الاتحاد الأوروبي معالجة مستقبل الطاقة في أوروبا والتخلص من أو تقليل الاعتماد على الغاز والنفط الروسي. هل سيشمل النقاش في الرياض أيضًا المساعدة المحتملة من المملكة العربية السعودية في هذا المجال؟
نعم، ستجتمع اللجنة المشتركة لمناقشة الطاقة. وستضم ممثلين عن وزارة الصناعة والتجارة. سيكون ممثلو شركة النفط السعودية أرامكو حاضرين نيابة عنا، وستجري معهم مفاوضات مباشرة. نحن نخطط لتوقيع اتفاقية بشأن الاستثمارات المباشرة مع جمهورية التشيك، ووزير الاستثمار هو المسؤول عن الإعداد. وستشمل استثمارات الشركات التشيكية في المملكة العربية السعودية والشركات السعودية المستثمرة في جمهورية التشيك.

هل من الممكن أن يقوم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بزيارة براغ؟

لا أرى أي سبب يمنع مثل هذه الزيارة في المستقبل. منطقة وسط وشرق أوروبا تعتبر مثيرة للاهتمام من الناحية الاستراتيجية بالنسبة لنا، ونعتبر التعاون مع جمهورية التشيك أمرًا مهمًا. ومع ذلك، فإن التاريخ الدقيق لهكذا زيارة غير معروف بعد. 

في سبتمبر، توسطت المملكة العربية السعودية في إطلاق سراح أكثر من 200 مدافع أوكراني عن ماريوبول من الأسر الروسي. كيف حدث هذا؟
حدث هذا بفضل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي كانت لديه معلومات جيدة عن أزمة الرهائن هذه منذ البداية. وقد ساعد في ذلك أن المملكة العربية السعودية تتمتع بعلاقات جيدة مع كلا الجانبين - أوكرانيا وروسيا. ودارت مفاوضات مهمة تم خلالها الاتفاق على الافراج عن سجناء بينهم اميركيون وبريطانيون وكروات. الأمير محمد بن سلمان تعامل مع الحدث برمته على أنه عملية إنسانية.

لكن كيف حدث أن الأمير أصبح مهتمًا بهذه العملية بالضبط؟
كانت لديه معلومات جيدة عن كل شيء، لقد فعل ذلك لأسباب إنسانية. ارتبط الأمر بالتواصل الثلاثي مع أوكرانيا وروسيا. كانت ميزته أنه كان يثق به كل من الأوكرانيين والروس.

هل دفع الأمير فدية عن الأسرى الأوكرانيين؟ ما الذي أقنع بوتين؟
لا، لم يكن هناك أي أموال. لقد كان فعلاً عملاً إنسانياً استغل خلاله العلاقات الدبلوماسية والاحترام الذي يكنه رجال الدولة المتهمون به.

هل لعب التعاون الذي يقيمه بلدك مع روسيا ضمن منظمة أوبك + دوراً في ذلك؟
لا، هذا الأمر لا علاقة له بما جرى.
هل تسعى السعودية للعب دور الوسيط في التفاوض على إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا؟
نعم، تحاول السعودية جلب ممثلين عن روسيا وأوكرانيا إلى طاولة واحدة في محاولة لإيجاد طريقة لوقف هذه الكارثة. كما يقولون، يجب ألا نغلق النوافذ بل يجب أن نتركها مفتوحة ونحاول المساعدة بطريقة ما في إنهاء الصراع بأكمله.

في تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة، أدانت المملكة العربية السعودية قرار ضم روسيا للأراضي الأوكرانية. ألم تؤد هذه الخطوة إلى تفاقم علاقتكم مع روسيا؟
كان من الصواب التصويت بهذا الشكل في الأمم المتحدة ضد الضم الروسي. نحن نقدم المساعدات الإنسانية لأوكرانيا منذ اليوم الأول للحرب. وفي أكتوبر قدمنا لأوكرانيا 400 مليون دولار لأغراض إنسانية.

لديك شخصيًا خبرة في العمل في أوكرانيا. هل لديك علاقة أوثق مع الأحداث في أوكرانيا بسبب هذا؟ 
في عامي 2009 و 2010 ، فتحتُ السفارة السعودية في كييف. لقد كان ذلك أمراً صعبا للغاية من الناحية الإدارية والفنية. أوكرانيا بلد جميل، لدي أصدقاء هناك ويجب أن أقول إن كييف مدينة مسالمة. زرتها في عام 2018 وأمضيت أسبوعين هناك مع الأصدقاء.

هل فوجئت أن الروس غزو أوكرانيا بالفعل في النهاية؟
صدمني ذلك واعتقدت أنها كانت مجرد مناورة للتخويف.

هل تخشى تصاعد التوترات والتهديدات النووية؟
إنه أمر خطير للغاية، وسيكون ذلك بمثابة كارثة. لذا نعم، هذا يقلقني كثيرا. يجب استبعاد خطر استخدام الأسلحة النووية تمامًا.

هل بلدك حساس لمثل هذا الخطر أيضًا بسبب الخطر النووي المحتمل من إيران؟
إنه أمر خطير دائمًا عندما يمتلك جارك أسلحة نووية. هذا موضوع حساس للغاية في منطقة الشرق الأوسط، يجب ألا تكون الأسلحة النووية متاحة لأي طرف في هذه المنطقة.

على الجانب الآخر من الشارع توجد السفارة الروسية، يمكنك رؤيتها من النافذة. إذا قابلت السفير الروسي، فماذا ستقول له أو توصي به؟
أود أن أخبره أنني أود أن ينتهي ما يجري في أقرب وقت ممكن. على الأقل أن تجلس فعليًا على الطاولة وتبدأ في التفاوض، فعليًا التفاوض وليس مجرد الحديث عن ذلك. أعتقد أنه في مرحلة ما سوف يتعبون من الوضع القائم ولن يكون هناك خيار سوى البدء في التفاوض والتحدث مع بعضهم البعض. نحن على استعداد للمساعدة، ونعرف كيف نتحدث مع أوكرانيا وروسيا.

قبل أسابيع قليلة، قررتم ضمن إطار منظمة أوبك + التي تضم روسيا خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا. هل كانت خطوة ضد إدارة الرئيس جو بايدن، الذي لطالما انتقد بلدك؟
لم يكن لهذه الخطوة خلفيات سياسية، فخبراؤنا اتخذوا القرار على أساس الاقتناع الاقتصادي والحسابات. يمكنك أن ترى بنفسك أن هذه الخطوة لم يكن لها تأثير على سعر النفط كما ادعى النقاد في البداية. كانت إجراءاتنا صحيحة، وسوق النفط مستقر، ولا تقلبات في الأسعار.

لكن إدارة بايدن انتقدت بشدة تصرفات أوبك +. هل تضررت علاقاتك مع الولايات المتحدة؟
علاقاتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية هي علاقات استراتيجية، وتستمر لمدة 80 عامًا. لدينا العديد من المصالح المشتركة، ونتعاون في مكافحة الإرهاب، فنحن ركيزة من ركائز استقرار المنطقة بأسرها. نعم، لقد اختلفنا حول قرار أوبك + ، دفعتنا أسباب اقتصادية بحتة إلى القيام بذلك. المملكة العربية السعودية تشهد تحولاً هائلاً في السنوات الأخيرة اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا. وهذا أمر جيد لبلدنا ومنطقتنا وعلاقاتنا مع حلفائنا الغربيين.

كان الرئيس السابق دونالد ترامب من أشد المنتقدين لإيران. ألم تكن قيادة بلدك أقرب إلى ترامب من الرئيس الأمريكي الحالي بايدن؟
موقفنا واضح. لن نقبل جارًا يمتلك سلاحًا نوويًا. إنها مسألة حياة أو موت لمنطقتنا بأكملها.

في الأسابيع الأخيرة تم الكشف عن أن الجيش الروسي لديه أسلحة مصنوعة في إيران. هل أنت متفاجئ من هذا التحالف؟
رسمياً ينفي كلا الجانبين مثل هذا الارتباط. بالطبع، هذا الأمر يفاجئني لأنني لم أكن أعتقد أن الجيش الروسي سيحتاج إلى مساعدة إيران من قبل.
بالنظر إلى مقتل الصحفي والناشط جمال خاشقجي، إلى أي مدى أضرت هذه القضية ببلدك في العلاقات الدولية؟
اتخذ الأمير محمد بن سلمان نهجًا جريئاً وواجه هذه القضية بشجاعة. تمت إدانة الأشخاص المسؤولين أخلاقياً عن القتل. قدمنا الجناة إلى العدالة. كما ساعدتنا تركيا التي زودتنا بالأدلة اللازمة. إنه أمر محزن، لكنه انتهى.

عندما تتحدث عن التغيرات الثقافية في المجتمع السعودي، هل تظهر تلك التغييرات في الشارع مثلاً؟
نعم، يمكنك حقًا أن تشعر بذلك. في كل مرة أتيت فيها إلى المملكة العربية السعودية، أشعر برؤى وتجارب جديدة حول كيفية انفتاح بلدنا على العالم. لم يكن لدينا دور سينما من قبل، ولم يكن بمقدور النساء القيادة، فقد تغير كل ذلك. لقد وصل جيل شاب إلى السلطة في المملكة العربية السعودية، ومجتمعنا شاب ويريد الاستمتاع بهذا الانفتاح. تعاليم الإسلام ليست راديكالية، إنه دين منفتح، نريد العودة إلى الحياة الطبيعية. إذا أرادت النساء السفر أو القيام بأعمال تجارية، فيمكنهن القيام بذلك الآن. سوف أعطي مثالا على ذلك. قبل عشر سنوات، لم تكن هناك امرأة تعمل في وزارة الخارجية، واليوم تشكل النساء 40 في المائة من موظفي وزارة الخارجية. جزء من هذا التحول لبلدنا هو على وجه التحديد مشروع نيوم وبناء مدينة جديدة تسمى The Line لـ 9 ملايين شخص، والتي ستكون مفتوحة للسياح من جميع أنحاء العالم. هذا الأمر سيغير وجه السعودية اقتصاديا.
(رابط الخبر)