وللثقافة نصيبٌ كبيرٌ من الرؤية2030
ليلة الثامن عشر من رمضان كانت ليلة وطنية بامتياز حيث كانت ليلة ميلاد جديد للثقافة السعودية التي هي جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية والسجل التاريخي والذاكرة الثقافية، فبصدور الأمر الكريم باستحداث وزارة للثقافة ، سيكون تعزيز هذه الهوية وإعلاء شأنها وتطويرها بما يتواكب مع المتغيرات المتسارعة في العالم بشكل عام، كما أنه سيخلق المزيد من الفرص الوظيفية المختلفة والجديدة التي يطلبها ويحتاجها سوق العمل الثقافي لأبناء وبنات هذا الوطن.
فرحة عظيمة وتفاؤل لم يقتصرا على المثقفين السعوديين في هذه الليلة بهذا الانجاز الذي تمخض عن وزارة جديدة ينتظرها عدد من الملفات الهامة والمسؤوليات المختلفة. إنها وزارة تقع على عاتقها مسئولية جسيمة وهي الارتقاء بالجوانب الثقافية والفنية والتاريخية الوطنية، كما يؤمل منها ضخ الدماء الفتية في عروق الشعر والأدب واللغة وفنون الطفل والمسرح والسينما.
الأمر الملكي باستحداث وزارة الثقافة يعكس أهميتها الكبيرة في نظر القيادة وحرصها على التزامها بالسعي نحو الارتقاء بالمملكة لمصاف الدول المتقدمة وتأكيد دورها كقوة إقليمية وعالمية رائدة تتجدد باستمرار لتواكب المجتمعات العصرية. إنها الوزارة التي تريد القيادة منها ربط ثقافات هذا الوطن العظيم بمختلف أشكالها ومنابتها لتتناغم معاً لتبرز هوية وطنية واحدة ومشرفة.
لقد جاء هذا القرار الحكيم في فترة يسير فيها هذا الوطن وفق أعظم خطة استراتيجية وطنية تحت مسمى (رؤية) عبر خارطة طريق واضحة نحو العالمية التي يؤمل تحقيقها بحلول عام 2030م ، إن هذه الرؤية أولت جل اهتمامها لإبراز الثقافة السعودية بشكل عام والفن السعودي بشكل خاص من خلال المشاركة في الفعاليات والمعارض المختلفة، الأمر الذي يستدعي وجود واهتمام ورعاية وتوجيه وزارة مختصة ومعنية، تركز على دعم المجالات الفكرية والأدبية والفنية الموروثة والحديثة من خلال كفاءات وطنية قادرة على الاستجابة إلى المتغيرات والمتطلبات العصرية والتعامل معها.
مسيرة الإصلاح والحداثة لا تزال منطلقة وبنفس الزخم الذي بدأت فيه وستستمر ولن تتوقف، لأنها المسيرة التي تجسد طموح شعب ورؤية قيادة ومستقبل أجيال ستفخر حتماً ذات يوم بالمنجزات العظيمة على هذه الأرض المباركة.