مرت ألمانيا بمراحل تاريخية مؤلمة لاسيما عندما تم تقسيمها إلى دولتين: (ألمانيا الشرقية) و(ألمانيا الغربية). وبتحقيق إعادة الوحدة في أوائل شهر أكتوبر من عام 1990، تشكلت "جمهورية ألمانيا الاتحادية"، التي تعتبر اليوم إحدى أقوى الدول الأوروبية ويحتل اقتصادها مركز الريادة في أوروبا، حيث باتت علامة "صنع في ألمانيا" تحظى بثقة المستهلكين حول العالم كونها ترمز إلى الجودة والدقة في العمل. كما تمثل ألمانيا اليوم وجهة سياحية شهيرة تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم. فالتنوع الذي تتصف به المدن الألمانية وما تتمتع به من جاذبية يجعلها تلبي احتياجات ورغبات وأذواق كل زائر من الزوار. فباختصار هناك كل شيء: معالم تاريخية وأثرية، فنون معمارية، نشاطات ثقافية وفنية وموسيقية وترفيهية، مجموعة واسعة من خيارات التسوق، استرخاء واستجمام، وغير ذلك الكثير. ويساهم هذا المزيج المثالي بين التراث والتغيير بلا شك في زيادة سحر المدن الألمانية، لاسيما مع ما تشتهر به من طبيعة خلابة ومناظر متفردة تضفي على أي رحلة استكشافية مذاقاً ونكهة خاصة.
تاريخ
شهد التاريخ الألماني تسمية أول ديمقراطية برلمانية ألمانية من خلال نشوء جمهورية (فايمار) نسبة لمدينة (فايمار) التي شهدت انعقاد الجلسة الأولى للجمعية الوطنية في عام 1919. وارتبط نشوء هذه الجمهورية بنتائج الحرب العالمية الأولى، ولكن صعود النازية أدى إلى سقوطها. وفي مايو من العام 1945 سقط النظام النازي تحت ضربات قوات الحلفاء.
وفي عام 1949 تم تقسيم ألمانيا إلى مناطق نفوذ، منها: جمهورية ألمانيا الديمقراطية (دي دي ار) وجمهورية ألمانيا الاتحادية (بي ار دي)، وفي العام 1961 تم بناء جدار برلين الذي فصل (ألمانيا الغربية) عن (ألمانيا الشرقية). ورغم كل ما مثله هذا الجدار من تفرقة، إلا أن انهياره في عام 1989 شكل منعطفاً هاماً في تاريخ البشرية بالكامل، فقد سجل هذا الحدث نهاية حقبة تخللتها أكثر الصراعات دموية وتعقيداً في العالم، بدءاً بالحرب العالمية الثانية وتقسيم ألمانيا إلى مناطق نفوذ لدول الحلفاء المنتصرة في تلك الحرب وانتهاءً باستعار الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي الشرقي والرأسمالي الغربي.
وبانضمام (ألمانيا الشرقية) إلى (ألمانيا الغربية) في أكتوبر من عام 1990، تشكلت "جمهورية ألمانيا الاتحادية" التي تعتبر اليوم إحدى أقوى الدول الأوروبية. ويمكن القول إن الوحدة ساهمت وبدون أدنى شك في زيادة ثقل ألمانيا على الساحة السياسية الدولية وحررتها من الكثير من القيود التي فرضتها الحرب الباردة.
سياسة
جمهورية ألمانيا الاتحادية (بالألمانية: Bundesrepublik Deutschland) هي عضو في الاتحاد الأوروبي. ويتصف النظام السياسي فيها بكونه اتحادي فيدرالي، ويتخذ شكلاً جمهورياً برلمانياً ديمقراطياً. وتتمثل الهيئة التشريعية في: البرلمان (بوندستاغ) ومجلس الولايات (بوندسرات). وتعتبر ألمانيا الدولة الأكثر عدداً وكثافة بالسكان في دول الاتحاد الأوروبي. عاصمتها برلين وهي مقر السلطة فيها وأكبر مدنها.
وتضم ألمانيا اليوم 16 ولاية اتحادية، هي:
برلين: العاصمة برلين
بريمن: العاصمة بريمن
هامبورغ: العاصمة هامبورغ
نوردراين-فستفالن: العاصمة دوسلدورف
بافاريا: العاصمة ميونخ
بادن-فورتمبيرغ: العاصمة شتوتغارت
براندنبورغ: العاصمة بوتسدام
هيسن: العاصمة فيسبادن
مكلينبورغ-فوربومرن: العاصمة شفيرين
ساكسونيا السفلى: العاصمة هانوفر
ساكسونيا: العاصمة دريسدن
سكسونيا-آنهالت: العاصمة ماغديبورغ
شليسفيغ-هولشتاين: العاصمة كييل
تورينغن: العاصمة إرفورت
راينلاند-بفالتس: العاصمة ماينتس
زارلاند: العاصمة زاربروكن
القانون الأساسي (الدستور) والنشيد الوطني الألماني
الحكومة الألمانية
البرلمان الألماني - البوندستاغ
الأحزاب السياسية
الموقع الجغرافي
تقع جمهورية ألمانيا الاتحادية في قلب أوروبا، حيث يجاورها 9 دول تتمثل في: هولندا، بلجيكا، لوكسمبورغ، فرنسا، سويسرا، النمسا، بولندا، الجمهورية التشيكية، الدانمارك. كما تشكل جسراً بين البحر في غرب أوروبا وبين أوروبا القارية في الشرق، وبين جنوب القارة الدافئ وشمالها البارد. وهي عبارة عن ثلاثية من الجبال والسهول المنخفضة والهضاب المرتفعة، فبينما توجد الشواطئ البحرية في الشمال، تنتشر في الجنوب قمم جبال الألب الشاهقة، وبينهما تمتد المناطق الزراعية والمناظر الطبيعية والغابات والأنهار والبحيرات والسلاسل الجبلية المتوسطة.
تعتبر ألمانيا أكثر دولة أوروبية لديها حدود مشتركة مع دول أخرى، حيث تجاورها 9 دول، هي:
هولندا، بلجيكا، لوكسمبورغ، فرنسا، سويسرا، النمسا، بولندا، التشيك، الدانمارك
يحدها من الجنوب: النمسا، سويسرا
يحدها من الشرق: بولندا، التشيك
يحدها من الغرب: فرنسا، لوكسمبورغ، بلجيكا، هولندا
يحدها من الشمال: الدنمارك، بحر البلطيق، بحر الشمال
تمثل قمة (تسوغ شبيتسه) أعلى قمة جبل في ألمانيا، حيث يبلغ ارتفاعها 2963 متراً. وأطول أنهارها هو نهر (الراين) الذي يمتد عبر الأراضي الألمانية بطول 865 كم.
ويتصف المناخ في ألمانيا بأنه معتدل، حيث يبلغ معدل درجات الحرارة في الصيف 20-30 درجة مئوية (من يونيو ويوليو وحتى أغسطس وسبتمبر)، وينخفض هذا المعدل إلى درجة الصفر المئوية في شهور الشتاء (نوفمبر وديسمبر وحتى فبراير ومارس).
اقتصاد
تحضر ألمانيا بقوة على الساحة العالمية بإعتبارها من أكثر الدول تداخلاً في الاقتصاد العالمي وتأثراً بتطوراته. وتكتسب قدرة ألمانيا على المنافسة في الأسواق العالمية أهمية متزايدة، لاسيما أن اقتصادها يرتكز على العديد من نقاط القوة، كالتوازن الجيد بين الإنتاج الصناعي والاقتصاد الجديد، وإمكانية التجديد وتكنولوجيا المستقبل، والبنية التحتية، والجامعات الدولية ومعاهد البحوث والتنمية، والقوة البشرية التي تعمل بأعلى الكفاءات. ولابد لأي متتبع ملاحظة أن قوى ألمانيا التنافسية الاقتصادية الدولية ما هي إلا نتيجة لمجموعة من النقاط الإيجابية في مختلف مجالات البحث والتعليم والابتكار. كما أن حرص ألمانيا الدائم على التركيز على جودة المنتجات والاهتمام بمختلف النوعيات التي يتم تصنيعها، ساهم بشكل جلي في تحويل عبارة "صنع في ألمانيا" إلى رمز يدل على الجودة والدقة والإتقان في العمل، مما جعل المنتجات الألمانية تحظى بثقة كبيرة لدى المستهلكين من كافة أنحاء العالم وأصبح تصدير السلع والخدمات يشكل محركاً رئيسياً لعملية الإصلاح الاقتصادي في ألمانيا.
التركيبة السكانية
تتمتع ألمانيا بنوعية حياة ذات مستوى عال، وتعتبر مثالاً لمجتمع عالمي متسامح وحديث يعيش في مستوى معيشي ممتاز، فهناك أكثر من سبعة ملايين أجنبي يعيشون في هذا البلد في ظل نظام صحي وتعليمي يتصف بالرقي، يضاف إلى ذلك المناخ الثقافي المتنوع والغني، والعديد من الفرص الترفيهية والرياضية والمناظر الطبيعية الخلابة.
مدن كبرى
برلين (3.4 مليون نسمة)، وهي عاصمة ألمانيا وأكبر مدنها
هامبورج (1.8 مليون نسمة)
ميونخ (1.3 مليون نسمة)
كولونيا (حوالي مليون نسمة)
فرانكفورت (662 ألف نسمة)، وتعتبر العاصمة المالية لألمانيا
الدين
يعتنق ثلثا الشعب الألماني الديانة المسيحية (كاثوليك، بروتستانت). ويعيش في ألمانيا حوالي 4 ملايين مسلم، وما يقرب من 100 ألف من معتنقي الديانة اليهودية.
اللغة
تعتبر الألمانية هي اللغة الرسمية في ألمانيا. وعلى الرغم من انتشار العديد من اللهجات في مناطق مختلفة من ألمانيا، إلا أن الجميع يفهم اللغة الألمانية الفصحى. ويمكن للسياح التواصل مع شريحة واسعة من السكان باللغة الإنكليزية.
التعليم
يستند تميز ألمانيا أولاً وأخيراً على القوى العاملة التي يضمن لها النظام التعليمي تحقيق أعلى المستويات، حيث أتاح ذلك تأهيل 81% من سكان ألمانيا للدخول إلى مستوى جامعي أو لامتلاك المؤهلات المهنية المعترف بها. كما أن نظام التعليم الألماني، خاصة ما يُعرف بـ (نظام التدريب المهني المزدوج) يعد من أهم عوامل نجاح الاقتصاد الألماني. وتحظى الجامعات والمعاهد الألمانية بجاذبية خاصة بالنسبة للطلبة الأجانب القادمين من مختلف أنحاء العالم.
الصحة
يتمتع النظام الصحي الألماني بسمعة طيبة في الخارج. وتمثل علامة "الطب في ألمانيا" الميزة الأساسية للجودة العالية في كافة أنحاء العالم من ناحية الكفاءة الطبية والابتكار التكنولوجي والبنية التحتية والخدمات الموجهة بالأساس إلى العناية الشخصية بالمرضى. علاوة على ذلك، تقدم ألمانيا العديد من الخدمات الطبية بأسعار مناسبة خاصة عند مقارنتها مع البلدان التي تقدم خدمات طبية عالية الجودة.
ثقافة
تزخر ألمانيا بالعديد من مواقع اليونسكو للتراث العالمي. ويوجد فيها أعداد كبيرة من المسارح والمتاحف والمعارض الفنية التي تضم مقتنيات قيمة ومعروضات فنية رائعة. ويشكل الكتاب جزءاً مهماً من حياة الناس في ألمانيا، حيث يصدر فيها كل عام عشرات الآلاف من الكتب، ناهيك عما يصدر من مجلات وصحف ومطبوعات إعلامية أخرى. فألمانيا هي موطن الكتاب والشعراء والمبدعين الموسيقيين مثل (غوته) و(شيلر) و(بيتهوفن) و(باخ) وغيرهم. كما تعد المهرجانات جزء من الثقافة الألمانية أيضاً، كمهرجان (أكتوبر فيست) الذي يعتبر من أكبر المهرجانات الشعبية في العالم.
مأكولات ومشروبات
يحب الألمان الطهي وتنتشر في ألمانيا أصناف متنوعة وعديدة من المطاعم وهناك المئات منها التي حصلت على جوائز في هذا المجال. وبالإضافة إلى الطعام التقليدي المميز، تزخر ألمانيا بفنون المطابخ العالمية، فهي بلد متعدد الثقافات، وباتت مطاعمها تُدخل تقاليد الطبخ المحلية إلى بعض الأطباق العالمية، بحيث نجد أن ذواقة الطعام في العالم باتوا يفضلون المطاعم الألمانية على غيرها من المطاعم الأوروبية الأخرى. وخلال فترة أعياد الميلاد تنتشر في مختلف المدن والبلدات الألمانية أسواق تضم العديد من الأكشاك الصغيرة التي تعرض المنتجات اليدوية والمأكولات والمشروبات الشعبية المخصصة لهذه المناسبة، وذلك في ظل الأضواء والزينة والملونة الرائعة.
رياضة
تزخر ألمانيا بالأماكن والمرافق الرياضية التي تمكن المرء من ممارسة رياضته المفضلة سواء خلف الجدران أو في في الهواء الطلق وبين أحضان الطبيعة، ومن هذه الرياضات: المشي، ركوب الدراجات الهوائية، ركوب القوارب الشراعية، السباحة، التزلج على الثلج، كرة اليد، كرة السلة وكرة القدم وغيرها الكثير. فألمانيا تعد مكاناً مثالياً لإقامة الأحداث الرياضية الضخمة، وكان ذلك واضحاً عند احتضانتها بطولة العالم لكرة القدم للرجال فيفيا 2006، وكذلك بطولة العالم لكرة القدم للسيدات فيفا 2011. ويمتلك هذا البلد بنية تحتية ممتازة، وملاعب ومرافق رياضية حديثة، بالإضافة طبعاً إلى أماكن المبيت والفنادق المتنوعة والفخمة، ويتمتع بأجواء ودية ومثيرة وبجمال الطبيعة الخلاب.
- See more at: http://www.almaniah.com/germany#sthash.yCmNeZvj.dpuf
الجانب الإسلامي:
الإسلام في ألمانيا وفق دراسة ميدانية فإن عدد المسلمين في ألمانيا عام 2009 يتراوح بين 3.8 و 4.3 ملايين نسمة يشكلون نسبة 5% من تعداد سكان ألمانيا. وأشارت الدراسة إلى أن 45% من أفراد الأقلية المسلمة بالبلاد يحملون الجنسية الألمانية (حوالي 1.9 مليون نسمة) في حين يحتفظ 55% منهم بجنسيات بلدانهم الأصلية. الدراسة تقول أيضاً أن 98% من المسلمين يعيشون في الولايات الغربية وبرلين، في حين يعيش 2% فقط في الولايات الشرقية. وأشارت إلى أن القسم الأكبر من المسلمين يتركزون في ولاية شمال الراين التي تستحوذ على أكثر من ثلثهم. وكانت ذات الدراسة قد صنفت 86% من أفراد الأقلية المسلمة بين متدينين جداً ومتدينين، في حين اعتبرت أن 13.6% كأصحاب وازع ديني ضعيف أو غير مؤمنين بأي معتقد[1]. وغالبية المسلمين في ألمانيا هم من الأتراك المقدرين بأكثر من مليونين ونصف مليون نسمة. كما أن هناك نحو 15 ألفاً من الألمان قد تحولوا إلى اعتناق الإسلام.
هذا وتشير أرقام حكومية سابقة صادرة عام 2007 إلى أن عدد المسلمين في ألمانيا نحو 3.4 مليون مسلم من أصل العدد الإجمالي لسكان ألمانيا والبالغ نحو 82 مليون نسمة (أي نحو 4.1% من السكان). وبذلك يعتبر المسلمون في ألمانيا أكبر الأقليات الدينية بعد المسيحيين (حيث أن البروتستانت والكاثوليك هم الأكثرية). أكثر من نصف مسلمي ألمانيا هم المواطنين الأتراك، حيث يوجد في ألمانيا نحو 1.8 مليون شخص ينحدرون من تركيا. كما توضح بيانات الأجانب أن الجماعات الأخرى الكبرى من المسلمين هم من البوسنة (نحو 160 ألفًا)والمغاربة (نحو 70 ألفًا) ومن إيران (نحو 60 ألفًا) ومن أفغانستان (نحو 55 ألفًا). وبشكل عام فإن 90% من مسلمي ألمانيا ينحدرون من أصول غير عربية.
ويوجد تباين واضح في تقديرات أعداد الألمان (المواطنين) المسلمين. فبعض الأرقام تعطي تقديرات في حدود المليون مسلم يحملون الجنسية الألمانية. وعلى أي حال فإن معظم هؤلاء المواطنين هم مواطنون بالتجنيس وليسوا منحدرين من أصول ألمانية. وتشهد ألمانيا في السنوات الأخيرة تزايدًا ملحوظ في الإقبال على اعتناق الإسلام من قبل المواطنين الألمان، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن عدد المسلمين الجدد بالاعتناق في ألمانيا هو في حدود 4000 مسلم في العام السابق وأن النساء يشكلون الأغلبية من معتنقي الإسلام إلا أن التقرير لم يورد مصادر لهذا الرقم [2]. ويعزو البعض ذلك إلى كثرة الحديث حول الإسلام في وسائل الإعلام الأمر الذي يدفع المواطنين إلى دراسة وتعلم المزيد عن الإسلام.
ويتركز المسلمون في المدن الصناعية الكبرى الواقعة في ما كان يعرف بألمانيا الغربية وفي مدينة برلين والتي يوجد بها وحدها نحو 220 ألف مسلم. ومع ذلك فإن في ألمانيا (وكذلك الأجزاء الألمانية من سويسرا والنمسا) وعلى خلاف معظم الدول الأوروبية الأخرى يوجد بها أعداد كبيرة من المسلمين في المناطق الريفية من البلاد.
وقد برزت المخاوف من انتشار التطرف في أوساط المسلمين في ألمانيا خاصةً بعد أحداث سبتمبر في الولايات المتحدة وبعد تعرض مدريد ولندن لضربات تنظيم القاعدة، خاصةً بعد الأخذ بعين الاعتبار أن منفذي أحداث سبتمبر قد جاؤوا من ألمانيا فيما يعرف بخلية هامبورج.
وقد استقر المسلمون في ألمانيا بأعداد كبيرة على وجه الخصوص في ستينات القرن العشرين عندما استعانت ألمانيا بالعمالة التركية للمساهمة في إعادة بناء ألمانيا في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية. كما قدم الكثير من المسلمين إلى ألمانيا في السبعينات على شكل موجات من اللاجئين السياسيين. ومع ذلك فإن بداية احتكاك ألمانيا بالإسلام والمسلمين يعود إلى قرون سابقة.
وتشير التقديرات الرسمية إلى وجود 2500 مصلى في ألمانيا الكثير منها هي عبارة عن مجرد غرفة لأداء الصلاة.
ويوجد في ألمانيا فعليًا 147 مسجد حالياً.
الجانب الاقتصادي والثقافي:
العلاقات الاقتصادية بين المملكة وجمهورية ألمانيا
تعتبر المملكة العربية السعودية أهم شريك تجاري عربي لجمهورية ألمانيا الاتحادية إذ بلغت حجم الواردات الألمانية من المملكة في يناير 2011م مبلغ وقدره (325.8 مليون يورو) وقد بلغت حجم الصادرات الألمانية إلى المملكة العربية السعودية في نفس الشهر (3113.0 ثلاثة مليار ومائة وثلاثة عشر مليون يورو ) وقد تصدرت المملكة العربية السعودية قائمة مستوردي السلع الألمانية من جميع الدول العربية تبعا للإحصائيات الوارد من مركز الإحصاء الاتحادي الألماني ، مما يعكس الحجم التجاري والأهمية الاقتصادية للمملكة العربية السعودية على صعيد الاقتصاد الألماني .
وشهد التعاون الاقتصادي بين البلدين تطوراً كبيراً إذ ترتبط المملكة مع ألمانيا بالعديد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية والفنية المهمة. ويبحث الجانبان السعودي والألماني حالياً اتفاقية تفادي الازدواج الضريبي واتفاقية النقل البحري اللتين سيدعم توقيعهما العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين كما ترتبط بعض الجهات الحكومية باتفاقيات فنية قطاعية مع بعض الجهات الألمانية مما يدعم نقل التقنية إلى المملكة والمساعدة في تنفيذ المشاريع التنموية .
أهم الاتفاقيات الموقعة بين المملكة وألمانيا :
- اتفاقية التعاون العلمي والفني عام 1966م .
- مذكرة التفاهم للتعاون الفني والصناعي والاقتصادي 1985م .
- اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي .
- اتفاقية تشجيع الحماية المتبادلة لاستثمارات رؤوس الاموال السارية من عام 1999م .
- اتفاقية الإعفاء الجمركي .
- مذكرة التفاهم بين اللجنة الاولمبية العربية السعودية واللجنة الأولمبية الألمانية 2006 م.
- اتفاقية للتعاون العلمي ابريل 2001م .
حيث أسهمت هذه الاتفاقيات إلى زيادة أوجه التعاون في المجالات العلمية والبحثية والثقافية والرياضية بين البلدين إلى جانب زيادة التبادل التجاري والعلمي والفني والتقني والتدريب بين البلدين من خلال تبادل زيارات الوفود المتخصصة لكلا البلدين على المستوى الأكاديمي التي تهدف إلى تعزيز تعاون علمي مثمر بين الجامعات السعودية ونظيراتها من الجامعات الألمانية من خلال تبادل المعلومات والقيام بالأبحاث المشتركة وإيجاد برامج تدريب وتقديم الاستشارات في مجال العلوم والتنسيق بين الاقتصاد والأبحاث والعلوم الدولية وبحث إمكانية التعاون والاستفادة من تجارب وخبرات الجامعات الألمانية وتبادل المعلومات والبيانات والإحصائيات في مجال الدراسات العليا والبرامج وتدعيم العلاقات بين مراكز البحوث الألمانية ذات الاهتمام بالدراسات الإسلامية والعربية ومراكز المملكة وكيفية التعاون في مجال التدريب والتأهيل العلمي .
وترسخت العلاقات الثقافية والتعليمية من خلال الاتفاقات واللقاءات والمعارض التي تمت بين البلدين الصديقين.
ولإطلاع الشعب الألماني على النهضة التي تعيشها المملكة العربية السعودية في جميع المجالات أقامت المملكة عام 1985 معرض المملكة بين الامس واليوم في ثلاث مدن ألمانية هي كولون وشتوتغارت وهامبورغ ، حيث افتتح الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض هذا المعرض.
كما شهدت مدينة بون بجمهورية ألمانيا الاتحادية في سبتمبر عام 1995 افتتاح أكاديمية الملك فهد بن عبد العزيز على نفقته الخاصة وبتكلفة تبلغ 60 مليون ريال، فأصبحت اليوم منارة علم لأبناء العرب والمسلمين في ألمانيا.
ولتحقيق مزيد من التعاون العلمي بين الجامعات السعودية ونظيراتها من الجامعات الألمانية بما يؤدى إلى تطوير تخصصات التعليم العالي وآفاق البحث العلمي بين البلدين تم في 24 مايو 2000 توقيع مذكرة تفاهم بين المجلس الألماني للتعليم ومجلس التعليم العالي في المملكة العربية السعودية للاستفادة من خبرات الجامعات والهيئات الألمانية في مجالي الابتعاث والتدريب.
كما جرى في 22 ابريل 2001 التوقيع على اتفاقية تعاون علمي بين وزارة التعليم العالي في المملكة ووزارة التربية والبحث بجمهورية ألمانيا الاتحادية وتسهم هذه الاتفاقية في زيادة أوجه التعاون في المجالات العلمية والبحثية بين البلدين مما سيكون له أثره الايجابي والكبير في تطوير التعليم العالي.
إلى جانب زيادة التبادل العلمي الفني والتقني والتدريب بين البلدين من خلال تبادل زيارات الوفود المتخصصة لكلا البلدين على المستوى الأكاديمي التي تهدف إلى تعزيز تعاون علمي مثمر بين الجامعات السعودية ونظيراتها من الجامعات الألمانية من خلال تبادل المعلومات والقيام بالأبحاث المشتركة وإيجاد برامج تدريب وتقديم الاستشارات في مجال العلوم والتنسيق بين الاقتصاد والأبحاث والعلوم الدولية وبحث إمكانية التعاون والاستفادة من تجارب وخبرات الجامعات الألمانية وتبادل المعلومات والبيانات والإحصائيات في مجال الدراسات العليا والبرامج وتدعيم العلاقات بين مراكز البحوث الألمانية ذات الاهتمام بالدراسات الإسلامية والعربية ومراكز المملكة وكيفية التعاون في مجال التدريب والتأهيل العلمي. وفي 4 يونيو عام 2000 شاركت وزارة الثقافة والإعلام السعودية في جناح الإسلام في معرض هانوفر 2000 الذي أقيم بمدينة هانوفر الألمانية بعرض مجسمات كبيرة للحرم المكي والمسجد النبوي تبين توسعة الحرمين الشريفين لزوار الجناح وما بذلته المملكة لإعمار بيوت الله
الجانب السياسي:
الرئيس كريستيان فولف، هو قائد الدولة ويتمتع بصلاحيات وسلطات تمثيلية أولية. يتم انتخاب الرئيس من قبل المؤتمر الفيدرالي، وهو مؤسسة تشمل اعضاء البوندستاغ وعدد مماثل من مندوبي الولايات.
ثاني أعلى منصب رسمي حسب ترتيب الأسبقية الألماني هو رئيس البوندستاج ويتم انتخابة من قبل اعضاء البوندستاغ وهو مسؤول عن الإشراف على الجلسات اليومية للبرلمان.
ثالث أعلى المناصب الرسمية ورئيس الحكومة هو المستشار، الذي يتم تعيينه من رئيس البوندستاغ بعدما يتم انتخابة من قبل البنودستاغ. يمكن إقالة المستشار بالتصويت على حجب الثقة عليه من قبل البوندستاغ، حيث يتم انتخاب خليفة للمستشار بنفس الوقت.
المستشارة الحالية انجيلا ميركل هي رئيسة الحكومة وتمارس سلطاتها التنفيذية، بشكل مماثل لرئيس الوزراء الموجود في النظام البرلماني الديمقراطية. الهيئة التشريعيةالفيدرالية مخوله للبرلمان المتكون من البوندستاغ والمجلس الفيدرالي، اللذان معاً يمثلان نموذج فريد للسلطة التشريعية. يتم انتخاب البوندستاغ بالانتخابات المباشرة ذات التمثيل النسبي. اعضاء البوندسرات يمثلون حكومات 16 ولاية فيدرالية وهم اعضاء الحكومات المحلية. ويحق لحكومة الولاية الممثلة أن تعين أو تعفيء ممثليها في اي وقت.
منذ 1949، ظل الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني مسيطران على النظام الحزبي كون كل المستشارون كانوا أعضاء من إحدى هذين الحزبين. مع ذلك، الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي الأصغر حجما(الذي كان لديه أعضاء في البوندستاغ منذ 1949)، وحزب الخضر الألماني (الذي لديه مقاعد في البرلمان منذ 1983) قد لعبوا ادوارا مهمة عن طريق كونهم الشريك الأصغر في حكومة ائتلافية.