أقام سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المغربية سعادة الدكتور سامي بن عبدالله الصالح مساء يوم الاثنين 20 ربيع الأول 1446هـ الموافق 23 سبتمبر 2024م بمقر السفارة، حفل استقبال كبير بمناسبة اليوم الوطني الرابع والتسعين لتوحيد المملكة العربية السعودية ألقى خلاله كلمة بهذه المناسبة الوطنية الغالية أعرب فيها أصالة عن نفسه ونيابة عن منسوبي السفارة والمكاتب التابعة لها ، والمواطنين والطلبة السعوديين في المغرب، عن أحر التهاني والتبريكات وأصدق الدعوات والتمنيات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -يحفظهما الله - وإلى الشعب السعودي الكريم. وأشار سعادته إلى أن المملكة العربية السعودية تشهد في هذه المرحلة الهامة من تاريخها الحديث، تحولاتٍ جذرية عميقة لترسيخ ركائز التطور الشامل في مختلف مناحي الحياة، من أجل الارتقاء بمستوى المواطن السعودي في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والتعليمية والصحية ، وذلك استرشادا برؤية السعودية 2030 التي تحمل في طيها أفكارا ملهمة ومخططاتٍ استراتيجية لربط الحاضر بالمســـــــــــــتقبل، حيث تمضي المملكة العربية السعـــــــــودية بخطواتٍ ثابتةٍ وواثقة لتكريس أفضل الاختيارات على صعيد الاستثمار الأمثل لطاقاتها البشرية الخلاقة، وإمكانياتها المادية الضخمة، ووفق ما يلبي طموحات وتوقعات قيادتها الرشيدة ، ويستجيب لآمال وتطلعات شعبها، ويليق بالمكانة الرفيعة التي تتبوأها المملكة إقليميا ودوليا. من جهة أخرى أشاد سعادته بالعلاقات بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية الشقيقة، ووصفها بأنها علاقاتٍ نموذجية يحتذى بها في سياق العلاقات بين الدول الشقيقة والصديقة ، لأنها علاقات ذات مصداقية تتسم بالود والصفاء والتكامل والتضامن، وتتميز بالثبات والاستقرار في مختلف الظروف الإقليمية والدولية. مضيفا بأنها تصب في اتجاه خدمة مصالحهما العليا المشتركة والدفاع عن حقوق الأمتين العربية والإسلامية، كما تصب في اتجاه نصرة قضايا العدل والحق والسلم في شتى أنحاء العالم، حيث تتفق وجهات نظر البلدين حيال العديد من القضايا المبدئية والمواقف السياسية لدرجة التطابق. مشيرا إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين شهدت تطورا كبيرا خلال العامين المنصرمين في كافة المجالات، حيث تكللت مجهودات التعاون الثنائي حتى الآن بإبرام أكثر من 68 اتفاقية في مختلف القطاعات الحيوية. كما أكد أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تتعزز على أعلى مستوى، إذ حقق التبادل التجاري في العام الماضي رقما غير مسبوق، بلغ (4.4) مليار دولار تقريبا ، بينما توجد حوالي (250) شركة سعودية تستثمر في المغرب، وعلى رأسها شركة "أكوا باور". كما توجد حوالي (25) شركة مغربية تستثمر في المملكة العربية السعودية. وأوضح أن الفترة الماضية شهدت عدة زيارات متبادلة بين المسؤولين السعوديين والمغاربة ، كان آخرها زيارة وزير الصحة الذي وقع مؤخرا مع نظيره المغربي مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في المجال الصحي ، وقبلها قام وزير الصناعة والثروة المعدنية بزيارة إلى المغرب، كانت زيارة مثمرة وناجحة بحث خلالها الجانبان الآفاق المستقبلية لتطوير التعاون الاقتصادي والصناعي والتقني بين البلدين من أجل بناء علاقة اقتصادية تكاملية خاصة في القطاعات التي يتميز فيها المغرب سواء قطاع السيارات أو صناعة الفوسفات وغيرها من المجالات. وكذلك تقديم الخبرات السعودية للمشاريع المغربية الطموحة في مجال تحلية مياه البحر. حضر الحفل عدد من أصحاب المعالي الوزراء و كبار الشخصيات المدنية والعسكرية في الدولة ، وزعماء الأحزاب السياسية المغربية وسفراء الدول الشقيقة والصديقة وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية المعتمدين بالمغرب، والمثقفين وممثلي مختلف وسائل الاعلام ، كما حضرها منسوبو السفارة والملحقيات والمكاتب التابعة لها. وقد تم خلال الحفل عرض أشرط وثائقية سلطت الأضواء على مختلف جوانب التطور الشامل الذي تشهده المملكتان الشقيقتان على جميع الأصعدة والمستويات، كما قدمت فرقة فلكلورية سعودية عرضا فنيا من تراث المملكة نال استحسان الحاضرين.