ألقى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الرباط سعادة/ الدكتور محمد بن عبد الرحمن البشر، كلمة بمناسبة تقديم جائزة الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات للشخصيات الداعمة للنشاط الثقافي خلال عام 2009م، والتي منحت لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، واستلمها سعادته نيابة عن المقام الكريم، في الحفل الذي أقيم يوم الخميس         10 ديسمبر 2009م، بمؤسسة الملك عبد العزيز للدراسات الإسلامية بالدار البيضاء. وفيما يلي نص كلمة سعادته بهذه المناسبة:-

 

أصحاب المعالي الوزراء، أصحاب السعادة، الإخوة الحضور

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

شرفني خادمُ الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز        - حفظه الله  ورعاه – باستلام الجائزة الممنوحة لمقامه الكريم من الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات للشخصيات الداعمة للنشاط الثقافي العربي في عام 2009م،  نظراً لجهود خادم الحرمين الشريفين ومبادراته الكثيرة  والمميزة  في هذا المجال، و يشرفني  أن أشكر صاحب الجلالة الملك محمد السادس على رعايته السامية الكريمة لهذه الجائزة، كما أشكر القائمين على هذه الجائزة لحسن الاختيار.

وخادمُ الحرمين الشريفين – حفظه الله – عرف للعلم قدره،  وللمكتبة مكانتها، فزرع  في كل  منبتٍ بذرة، فأينعت  ثمارُها فكراً تمتلئ به العقول، وبحرَ علمٍ لا تُكَدِّرُهُ الدلاء ، ولا يقصر عنه الرِّشَاء.

 

وخادمُ الحرمين الشريفين، يحرص على أن تضَع الأمةُ العربيةُ  على رأس أولوياتها، التعاونَ فيما بينها، لإدراكِه – حفظه الله - أنَّ العالمَ اليوم يعتبرُ عالم التجمعات السياسية والاقتصادية، والانفتاح الفكري، مع حرصه على التمسك بالإسلام الصحيح المتسامح، والقيم العربية الأصيلة التي تجمع في طياتها مكارم الأخلاق، وتحثُ على التعلمِ والعلم. والمكتبات إحدى  أدوات التواصل الفكري والتلاحم المعرفي، ويتوخى العالمُ العربي أن تكون المكتباتُ أداةً فاعلةً  للتعاون في هذا المجال، وأن تكون مادتُها سائرةً لبلوغ هذه الغاية، دافعةً في الاتجاه الإيجابي الجامع للأمة العربية، وأن تكون جسراً للتلاقحِ والتقارب بين الحضارات من خلال طرح مواضيع واقتناء كتب تدفع بهذا الاتجاه.

 وعالُمنا العربي يحتاج إلى المزيدِ من أدواتِ التفاعلِ والتواصلِ حتى يتمكن من اللحاقِ بالعالم الذي أخذ يخطو خطواتٍ متواصلة من خلال المعرفةِ العلمية والتطبيقات العملية، والتمازج المعرفي بين الدول. وعالمُنا العربي قادرٌ على اللحاق بالعالم المتقدم عندما تتوفر الإرادة لديه. فبالعلمِ و الإرادةِ يمكنُ أن نصلَ إلى المبتغى، مستمدين ذلك من تعاليم دينِنا وتاريخِنا المجيد الذي وضع للعالمِ أسسَ العلمِ والمعرفة.