اهتمت الصحف المحلية باليوم الوطني للمملكة وأبرزت نص برقية التهنئة التي بعثها جلالة العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والتي أشاد فيها بالخصال التي يتحلى بها خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – من حنكة قيادية عالية وبصيرة نافذة في إقرار السلام ونبذ التطرف والإرهاب والعدوان والجنوح إلى السلم والحوار ونصرة القضايا العادلة منوهاً بدعمه الفاعل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة ضمن تسوية شاملة وعادلة لكل نزاعات الشرق الأوسط، وبجهوده الدؤوبة للم شمل الأمة العربية والإسلامية وصيانة سيادة دولها ووحدتها الوطنية ووحدة أراضيها ودعم توجهاتها التنموية وتطلعاتها إلى التعايش الآمن بينها وبين جيرانها وكافة الشعوب المحبة للسلام والمؤمنة بقيم التسامح والحوار بين الأديان والحضارات.

وقد أشاد جلالة العاهل المغربي بما يجمع الأسرتين المالكتين والشعبين الشقيقين من أواصر الإخاء والتضامن في الشدة والرخاء انطلاقا من الرصيد المشترك بينهما والبناء الشامخ لعلاقاتهما النموذجية، مؤكدا أنه لن يدخر أي جهد لمواصلة العمل مع خادم الحرمين الشريفين للارتقاء بهذه العلاقة المتميزة بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية إلى شراكة استراتيجية في جميع المجالات مدعومة بالتشاور الموصول والتنسيق المحكم والوفاق الدائم والتعاون المثمر والمستمر لما فيه خير الشعبين الشقيقين وصالح الأمة العربية والإسلامية واستتباب السلام والتعايش في ظل الأمن والوئام في المنطقة وكل ربوع العالم. كما أوردت هذه الصحف نص البرقية المماثلة التي بعثها جلالة العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام والتي أعرب فيها جلالته لسموه عن ارتياحه العميق للعلاقات الأخوية النموذجية التي تربطاهما شخصياً وتجمع الشعبين والبلدين الشقيقين بوشائجها القوية مؤكداَ لسموه اعتزاز جلالته الكبير بما ساد اللقاء الأخوي بينهما خلال زيارة سموه للمغرب، من تطابق تام في وجهات النظر في كل القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن حرص الجانبين على ترسيخها بالمزيد من التضامن الملموس والفعال في كل الميادين.

من جهة ثانية ذكرت صحيفة (الصحراء المغربية) أن سعادة الدكتور/ محمد بن عبد الرحمن البشر سفير خادم الحرمين الشريفين بالرباط أقام حفلا بمناسبة اليوم الوطني للمملكة الذي يصادف ذكرى توحيد المملكة على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وذلك بمقر إقامة السفير حيث حضر الحفل الوزير الأول المغربي معالي السيد/ إدريس جطو ورئيس مجلس النواب السيد عبد الواحد الراضي وعدد من الوزراء في الحكومة المغربية وجمع من الأحزاب السياسية وأعضاء السلك الدبلوماسي كما حضر الحفل عدد من الأدباء والمثقفين والصحفيين.

ونشرت الصحيفة صفحة خاصة حول العلاقات بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية تصدرها تحليل إخباري بعنوان (سباق بين الرباط والرياض لغزو المستقبل بعلاقات استراتيجية) قال فيه الصحفي عبد الهادي مزراري إنه (في ظل العلاقات العربية على المستويات الاقتصادية والتجارية وكذا السياسية، يحاول كل من المغرب والسعودية وضع خطط عمل تقوم على استثمار التقارب السياسي بين البلدين والذي ظل يلفت انتباه السادة وصناع القرار والباحثين في شؤون العلاقات الدولية على مدى أزيد من خمسين. عاما فالعلاقات المغربية السعودية فريدة من نوعها ولم تتأثر ببؤر الصراع المشتعلة على مدى خمسة عقود في المنطقة العربية بدء من مشكل الشرق الأوسط الذي بددت غيومه العديد من العلاقات الثنائية العربية ثم حروب الخليج الأولى والثانية والثالثة التي مزقت الساحة العربية بالإضافة إلى تضارب المواقف وتصدع الآراء في كثير من الأزمات الإقليمية والدولية) وأضاف بأنه(رغم هذه الهزات العنيفة التي ضربت العالم العربي من المحيط إلى الخليج، بدت الرباط والرياض حريصتان على تقوية علاقاتهما وتنسيق مواقفهما وكان للبلدان موعد مع أقوى اختبار لعلاقتهما بعد انطلاق الحرب الدولية على الإرهاب ودخول الأقطار العربية والإسلامية في سجال لم ينته بعد، حول مفهوم الإرهاب وتعريف الديمقراطية وتطبيق الإصلاحات السياسية).

وأوضح الكاتب أن الإرهاب قض مضجع الجميع في الرياض كما في الرباط وفرضت الظروف على المسئولين في البلدين تكثيف تعاونهما لكن هذه المرة من أجل أهداف أمنية داخلية وخارجية، حيث وجد البلدان نفسهما مرة أخرى في صف واحد. ورغم الضغوط الأمنية الظرفية والمستجدات السياسية فقد فضل البلدان غزو المستقبل بعلاقات استراتيجية تعتمد على تقوية البنية التحتية للعلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية وبلغة الأرقام يتطلعان إلى بناء ذلك الغد، ولا يجهل أي من القيادتين مدى أهمية استثمار رصيد الوفاق السياسي المشترك بينهما لعقود طويلة.

وقال الكاتب انه في هذا السياق بذل الظرفان جهودهما من أجل إيجاد مشروع للتعاون الثنائي في مجالات التبادل التجاري والصناعي والثقافي، يكون نموذجا في العالم العربي، وحافزا لتطوير العلاقات العربية وإعادة بنائها على أسس اقتصادية تؤمن المصالح الدائمة والمشتركة بين العرب.

وتحت عنوان (استثمار الوفاق السياسي لتثبيت مصالح دائمة ومشتركة: المغرب والسعودية يخططان لعلاقات استراتيجية) ذكرت الصحيفة أن السعودية والمغرب يحرصان على تطوير العلاقات الثنائية بينهما لتطوير مشروع تعاون مشترك، ويعتمدان على علاقتهما السياسية والدبلوماسية التي أثبتت على مر العقود تطابق وجهات النظر بين البلدين والتقائهما حول مواقف مشتركة في العديد من القضايا الإقليمية والدولية. وأشارت إلى أن التقارب السياسي لم يعد وحده يكفي لبناء الدول، وهذا ما أدركته قيادتا البلدين وعملتا على إبرازه خلال العملية التي انطلقت عام 2003 من أجل إصلاح جامعة الدول العربية.

وأضافت الصحيفة بأنه وفي هذا الاتجاه يخطط البلدان لعلاقات استراتيجية من خلال التوقيع على عدد من الاتفاقيات التي تؤطر علاقاتهما وترقى بمستوى التعاون بينهما، حيث تحظى العلاقات التجارية والاقتصادية المغربية السعودية بدعم سياسي كبير من لدن القيادتين في الرياض والرباط، وهذا ما تترجمه المجهودات المبذولة من الطرفين لزيادة حجم المبادلات والاستثمارات مع دراسة إمكانية تذليل العقبات التي تواجه الطرفين مع توظيف رؤوس الأموال في البلدين.

واستعرض الموضوع جرداً مفصلاً لتاريخ التعاون الثنائي بين السعودية والمغرب منذ توقيع اتفاقية التعاون عام 1966 وتطرق إلى جميع الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين وبعض توصيات اجتماعات اللجان المشتركة.

وتناولت الصحيفة في موضوع آخر بعنوان (رأسمال سعودي لتعزيز الاستثمارات في المغرب) إلى آفاق التعاون الثنائي في مجال الاستثمار تطرقت إلى الإمكانيات الضخمة المتوفرة لدى البلدين لقيام المزيد من الاستثمارات من خلال تكامل الأدوار برأسمال ومواد خام من المملكة وأيد عاملة وخبرة من المغرب الذي يتوفر على ميزة قربه من أوروبا ورخص اليد العاملة ووفرة وسائل المواصلات مما يتيح إنشاء مشاريع صناعية وتجارية منتجة، ربما كانت لها قوة المنافسة مع المشروعات المماثلة في مختلف أنحاء العالم. وأضافت الصحيفة بأن البلدين يمكنهما تطوير مبادلاتهما التجارية من خلال استجابة المغرب بمنتجاته الزراعية لحاجيات السوق السعودية وإنشاء مشاريع مشتركة لتطوير صناعات كيماوية ذات مردودية عالية، إضافة إلى استفادة المملكة من اليد العاملة المغربية المدربة. وقالت الصحيفة إن مختلف أشكال هذا التبادل يمكن ضبطه عبر الكثير من الاتفاقيات لتنظيم عمليات التعاون بقوانين وتنظيمات محددة حتى يتحول التعاون بين البلدين من مجرد آمال وأمانٍ إلى مخطط عملي لبناء صرح الاقتصاد في البلدين.

واستعرضت الصحيفة حجم المبادلات التجارية بين السعودية والمغرب بالأرقام خلال سنوات 2000 إلى 2003 وذكرت أن المملكة العربية السعودية تحتل الرتبة الرابعة بين الدول الأكثر تصديراً للمغرب.