( الكلمة )

أصحاب السعادة الوزراء

أصحاب السعادة الشيوخ

أصحاب السعادة سفراء الدول العربية والإسلامية والصديقة

السيدات والسادة الحضور الكرام ، أحييكم بتحية الإسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :

يسرني أن أرحب بكم جميعا أجمل ترحيب واقدر كثيرا لكل فرد منكم تشريفه لنا بالحضور ومشاركتنا في الاحتفاء باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية حيث نحتفل اليوم بذكرى توحيد المملكة العربية السعودية على يد المغفور له الملك عبدالعزيز  بن عبدالرحمن ال سعود ذلك القائد العظيم الذي استطاع بقيادته وحنكته السياسية وإيمانه الراسخ بالله تعالى أن يوحد أجزاء هذه المملكة المترامية الأطراف بعد أن كانت غارقة في الشتات والجهل فأسس لهذه المملكة ثوابت راسخة مازلنا نسير على هداها حتى اليوم .

 أيها الإخوة الكرم ،،،

إن هذا الانجاز لم يتأتى إلا بمسيرة طويلة من الكفاح خاضها غفر الله له اكثر من اثنتين وثلاثين عاما حتى استطاع أن يقيم هذه المملكة في تجربة فريدة من نوعها حيث أرسى أسس دولة عصرية مبنية على أساس متين من القيم والثوابت وبدأ البناء والتحديث في جميع المجالات فوجه اهتمامه للإنسان فاهتم بتعليمه والنهوض بمستواه المعيشي والاقتصادي ولقد كان من أقواله رحمه الله  " اعلموا أن العلم بلا عمل كشجرة بلا ثمر، وأن العلم كما يكون عوناً  لصاحبه يكون عوناً عليه، فمن عمل به كان عوناً له، ومن لم يعمل به كان عوناً عليه، وليس من يعلم كمن     لا يعلم " ولعلي اذكر قولا له أيضا يدلل على هدف من أهداف المملكة منذ قيامها وحتى الآن وهو توحيد كلمة العرب ونصرة قضاياهم ألا وهو قوله " إنني أتمنى أن يتم جمع المسلمين وتوحد كلمتهم وإنني على استعداد لأن أكون أنا وأسرتي كجندي بسيط في هذا الشأن .. ولن أدخر جهداً في سبيل توحيد بلادي وتوحيد كلمة العرب وتأسيس الوحدة بين العرب ، وإذا كنت أسعى في ذلك فلست أريد من وراء ذلك جزاء ولا شكورا " وهذا يفسر الاهتمام الخاص الذي توليه المملكة لقضية العرب والمسلمين الأساسية القضية الفلسطينية والتي دعمتها المملكة بكل السبل وفي جميع الأوقات كواجب مقدس وثابت لا يمكن أن تتزحزح عنه أيمانا منها بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بإعادة أراضيه المحتلة وإقامة دولته المستقلة .

إذن هي تلك الأسس التي أسس عليها الملك عبدالعزيز دولته وسار على نهجه أبناؤه البررة من بعده فكان كل منهم يزيد في هذا البناء الشامخ حتى استلم الراية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي اوجد واقعا جديدا مزدهرا بفضل رؤيته الثاقبة التي تبنت المشروعات الإصلاحية في جميع الميادين بدءاً من إصلاح التعليم، والقضاء، والاقتصاد، ومحاربة الفساد، ومواجهة البطالة ، ومروراً ببناء مجتمع المعرفة وبناء الجامعات والمدن الطبية ، والحوار الوطني، والحوار مع الحضارات الأخرى، وتحقيق التنمية المستدامة ، ووصولاً إلى مشاركة الأسرة الدولية في تبني مواقف السلام والعدل والمساواة، والتأثير في القرارين السياسي والاقتصادي على المستوى الدولي ، فالمملكة تعيش اليوم نهضة غير مسبوقة في جميع المجالات بمنجزات كبيرة لا يمكن حصرها في هذا المقام و لعل أحدثها ما تحقق للمرأة السعودية من مكاسب جاءت في خطاب خادم الحرمين الشريفين خلال افتتاحه لأعمال السنة الثالثة من الدورة الخامسة لمجلس الشورى يوم أمس والتي تنص على مشاركة المرأة في مجلس الشورى عضواً اعتباراً من الدورة القادمة و حق  المرأة في  أن ترشح نفسها لعضوية المجالس البلدية وحقها في المشاركة في ترشيح المرشحين ، ومن المنجزات التي حفل بها هذا العام ايضا توسعة الحرم المكي التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله والتي تعتبر أكبر توسعة في تاريخ الحرم المكي، حيث سترفع الطاقة الاستيعابية للحرم إلى مليون و600 ألف مصلّ في وقت واحد، وتزيد هذه التوسعة بمرة ونصف على مجموع التوسعات التي شهدها الحرم المكي وتبلغ تكلفة هذه التوسعة 80 مليار ريال، وتعكس هذه التوسعة اهتمامه حفظه الله بكل ما يخدم الإسلام والمسلمين كدأب ملوك المملكة العربية السعودية منذ قيامها وحتى الآن مستمدين دستور الدولة ومنهجها من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .

أيها السيدات والسادة ،،،

 اليوم ونحن نحتفل بهذه الذكرى في دوحة العرب دوحة المحبة يسرني أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لدولة قطر قيادة وشعبا على مشاركتهم لنا في أفراحنا فما يجمع المملكة العربية السعودية ودولة قطر من روابط تاريخية واجتماعية وثقافية مشتركة وأهداف ومصير مشترك وما يجمعهم من أواصر إخوة يجعل القيادتين الرشيدتين والشعبين الشقيقين يفرحون لفرح بعضهم البعض فالعلاقة بين البلدين أصبحت نموذجا يحتذى به ، كل ذلك يدفع لتطوير وتعزيز هذه العلاقة في جميع المجالات والذي كان من ثمراتها إنشاء مجلس التنسيق السعودي القطري الذي يترأسه وليا العهد في البلدين والذي كان له نتائج ايجابية ملموسة على تطوير العلاقات في شتى المجالات من خلال العديد من الاتفاقيات التي تم توقيعها بين البلدين ، فنسأل الله تعالى أن يحفظ البلدين الشقيقين  وان يسبغ عليهما الأمن والأمان والتقدم والازدهار . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

اكرر شكري الجزيل على حضوركم وتشريفكم لنا في هذه الليلة المباركة ، وكل عام وانتم بخير ،،،