رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين ومواجهة جائحة كورونا
تترأس المملكة العربية السعودية هذا العام 2020 مجموعه العشرين التي تعتبر المنتدى الرئيس للتعاون الاقتصادي الدولي الذي يضم قادة من جميع القارات ويمثلون دولاً متقدمةً ونامية. وتمثل الدول الأعضاء في المجموعة مجتمعة نحو 80 بالمائة من الناتج الاقتصادي العالمي وثلثي سكان العالم وثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية.
وقررت المملكة تنسيق أعمال مجموعة العشرين تحت شعار "اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع". وركزت من خلال قيادتها للمجموعة لعام 2020م على ثلاثة محاور أساسية وهي:
تمكين الإنسان: من خلال تهيئة الظروف التي تمكن الجميع، لا سيّما المرأة والشباب، من العيش الكريم والعمل والازدهار.
الحفاظ على كوكب الأرض: من خلال تعزيز الجهود الجماعية لحماية كوكبنا، خصوصًا فيما يتعلق بالأمن الغذائي والمائي والمناخ والطاقة والبيئة.
تشكيل آفاق جديدة: من خلال تبني استراتيجيات جريئة وطويلة المدى لمشاركة منافع الابتكار والتقدم التقني.
والمعروف أن المملكة العربية السعودية تقوم بدور فاعل ومميز في الاقتصاد العالمي وبما أنّ الاقتصاد والسياسة يقفان على أرضية واحدة، فإنّ المملكة قد باتت ومنذ سنوات عدة تلعب أيضاً دوراً رئيسياً في السياسة الدولية والإقليمية، وأصبحت الرياض قبلة سياسية لقادة الدول التي لها أثرها في المجتمع الدولي.
تعتبر استضافة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين فرصة رائدة على مستوى الشرق الأوسط والعالم العربي، وتعكس مكانة المملكة على الصعيد الدولي. وقد بدأت المملكة رئاستها لاجتماعات مجموعة العشرين منذ 1 ديسمبر عام 2019م، وستستمر باستضافة لقاءات المجموعة حتى أواخر شهر نوفمبر عام 2020م وذلك انتهاءً بانعقاد قمة القادة بالرياض خلال 21-22 نوفمبر عام 2020م.
ومنذ تولي المملكة العربية السعودية رئاسة المجموعة للعام الحالي 2020 وهي لم تألوا جهدا في العمل على تنظيم اللقاءات والأنشطة والفعاليات لتحقيق أهداف المجموعة برغم ما حمله العام الحالي 2020م من ظروف استثنائية جراء تداعيات جائحة كورونا.
وقد تراس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله في شهر مارس 2020 القمه الاستثنائية الافتراضية الأولى لقادة مجموعه العشرين حول فيروس كورونا حيث أدّى انتشار الفيروس في معظم دول العالم إلى ارتباك اقتصادي في العالم كله وفي مقدمته الدول الكبرى والمؤثرة على الساحة الدولية فكان لا بد من مبادرة على مستوى المجموعة فجاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لقادة مجموعه العشرين بمشاركة فخامة الرئيس فلاديمير بوتين الذين أصدروا قرارات رئيسية للتنسيق ولمواجهه هذه الجائحة دوليا.
وقد استمرت المملكة العربية السعودية في عقد اللقاءات الافتراضية التي بلغت ما يقارب 100 اجتماع ومؤتمر كما شارك العديد من الوزراء والمسئولين من الدول الأعضاء ومنهم عدد من المسئولين والمختصين من روسيا الاتحادية في الاجتماعات الخاصة بمجموعة العشرين التي عقدت عبر اجتماعات افتراضية برئاسة المملكة. لمناقشة جائحة كورونا والمواضيع ذات العلاقة بأجندة مجموعه العشرين ومن ذلك وزراء الخارجية والصحة، والمالية، والطاقة والتجارة والموارد البشرية والسياحة والمجتمع الحضري والبيئة والزراعة والفضاء
وفي هذا الإطار أود الإشارة إلى أن مجموعه العشرين خلال هذا العام وبقيادة المملكة العربية السعودية قامت من ضمن جهود أخرى بما يلي
- قدمت مجموعه العشرين أكثر من 11 ترليون دولار أمريكي لحماية الاقتصاد العالمي
- دعمت مجموعه العشرين الجهود الدولية لمحاربة الجائحة ب 21 مليار دولار أمريكي
- قدمت لتعليق ديون الدول الأشد فقرا أكثر من 14 مليار دولار أمريكي وتغطي أكثر من 46 دولة
أن المملكة العربية السعودية ستستمر بدفع الحلول والسياسات لمعالجة الوباء والعمل مع الشركاء الدوليين والمنظمات لتحقيق هذه الحلول
من جهة أخرى قامت المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية كعضوين في مجموعه العشرين بدور واضح وجهد ملموس لتحقيق اهداف المجموعة انطلاقا من مكانة واهمية وثقل البلدين في المجتمع الدولي
وتواصل هذا التفاهم المشترك بين البلدين وتطور الى مراحل متقدمة دعمتها الشراكة الدولية التي جمعتهما في مجموعه العشرين، اذ حرص البلدين على استثمارها في اجراء المزيد من التشاور نحو مناقشة القضايا ذات الاهتمام لمجموعه العشرين مثلما جرى في قمة مجموعه العشرين عام 2015 بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وفخامة الرئيس بوتين وكذلك لقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظه الله بفخامة الرئيس بوتين في قمم اليابان 2019 والأرجنتين 2018 والصين 2016
ان المملكة العربية السعودية سباقة دائماً في تعزيز التعاون مع شركائها من الدول الأعضاء لتحقيق أهداف المجموعة، وإيجاد توافق دولي حول القضايا التي ستطرح في أجندة القمة والعمل على تحقيق الاستقرار في الاقتصاد العالمي وازدهاره وتطوير سياسات فعالة لتحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة، وتخلق وظائف حقيقية لرفع مستويات المعيشة والرفاهية بين شعوب العالم.
سفير المملكة العربية السعودية لدى روسيا الاتحادية وبيلاروسيا
عبدالرحمن بن سليمان الأحمد