اجتماع مجموعة الرؤية الاستراتيجية (روسيا والعالم الإسلامي)
جدة – المملكة العربية السعودية 23- 25 نوفمبر 2021
تعقد مجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا والعالم الإسلامي تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان به عبدالعزيز حفظه الله اجتماعها في مدينة جدة المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 23 الى 25 نوفمبر 2021 هذا اللقاء السنوي الذي أصبح منصة رئيسية وملتقى مهم لصناع الاستراتيجيات ولشخصيات وخبراء من بلدان إسلامية مختلفة.
وتعقد المجموعة اجتماعها تحت عنوان (روسيا والعالم الإسلامي الحوار وآفاق التعاون) لمناقشة الفرص الجديدة للتفاعل بين روسيا الاتحادية والبلدان الإسلامية بالإضافة الى عدد من الموضوعات الملحة المدرجة على جدول الاعمال الدولي، وسيتم تنظيم الجلسة (روسيا والعالم الإسلامي وآفاق تشكيل نماذج تنموية جديدة) للحديث عن القيم الثقافية والأخلاقية والدفاع عنها ووضع وتنفيذ برامج مشتركة للترويج لأفكار التنوع الثقافي والروحي والديني في العالم الحديث وتنشيط التعاون الإقليمي.
ومن بين القضايا الدولية الملحة التي تولي المجموعة اهتماما بها مكافحة الإرهاب والامن والسلم الدوليين، ودور المنظمات الدولية في التسوية السلمية للنزاعات، وثقافة تعزيز السلام والتعاون الاقتصادي في عالم ما بعد كورونا، والحوار والتقارب الثقافي والإنساني، وعدد من القضايا الأخرى.
وتقوم مجموعه الرؤية الاستراتيجية (روسيا والعالم الإسلامي) برئاسة رئيس جمهورية تتارستان / روستم مينيخانوف التي أسست بمبادرة من فخامة الرئيس فلاديمير بوتين عام 2006 بدور مهم في تنشيط التفاعل بين روسيا الاتحادية ومنظمة التعاون الإسلامي وتطوير علاقتها مع العالم الإسلامي ، وذلك بعد انضمام روسيا الاتحادية عام 2005 لمنظمة التعاون الإسلامي بصفة عضو مراقب ، وقد عقدت المجموعة عدة اجتماعات سابقة بالشراكة مع منظمة التعاون الإسلامي وبحضور عدد من الشخصيات الاسلامية والخبراء والمسئولين ويتم فيها بحث العديد من القضايا المهمة إقليميا ودوليا وفي مجال علاقة روسيا والعالم الإسلامي في جو من التفاهم والصراحة للوصول الى تحقيق المساعي المشتركة والتفاهم المتبادل بين الشعوب والحوار بين الأديان.
وفي هذا الإطار يسرني الإشادة بالجهود التي تقوم به مجموعة الرؤية الاستراتيجية في التقارب بين روسيا الاتحادية والعالم الإسلامي من خلال العمل المشترك لتعزيز الحوار والتفاهم ونبذ الأفكار المتطرفة وتعزيز التدابير المشتركة لمكافحة الإرهاب الدولي
ومن جهة أخرى اود الإشارة الى المواقف الثابتة لروسيا الاتحادية في القضايا العادلة للعالم الإسلامي وحرص القيادة السياسية الروسية على تحقيق الوئام والتفاهم والتسامح والتعايش بين شعب روسيا الاتحادية وشعوب الدول الإسلامية لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق التقدم والازدهار للجميع
ان المملكة العربية السعودية تحرص في إطار تعزيز علاقاتها مع روسيا الاتحادية بالمشاركة في كافة اجتماعات المجموعة ايمانا منها بأهداف ومقاصد المجموعة ، فخدمة الإسلام والمسلمين كانت ولاتزال محور اهتمام قادة المملكة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله الى يومنا الحاضر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله حيث تتشرف المملكة بخدمة الحرمين الشريفين كما تحتضن مقري منظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي وتلتزم بتقديم الدعم الكامل لهما انطلاقا من سياسة المملكة الثابتة في خدمة قضايا الإسلام والمسلمين وايمانها بالدور الهام الذي تقوم به المنظمة والرابطة بهدف الدفاع عن قضايا الإسلام والمسلمين.
كما تحرص حكومة المملكة العربية السعودية في نشر ثقافة التعايش والتفاهم والتسامح بين الأديان ونشر السلام ودعم الاعمال الإنسانية والاغاثية في العالم ومحاربة الإرهاب والتطرف على مختلف المستويات الإقليمية والدولية والتي تعد من أسس ثوابت المملكة حيث بادرت الى انشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين اتباع الأديان والثقافات وقامت بتأسيس المركز العالمي لمكافحة التطرف والإرهاب (اعتدال) ومركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية
كما تنظر المملكة العربية السعودية باهتمام الى علاقتها مع روسيا الاتحادية بما لها من ثقل سياسي وما تضطلع به من دور هام على المستوى العالمي وما تتمتع به من موارد وإمكانات كبيرة وما يجمع الجانبين من مشتركات الثقافة والفنون والعلوم، وتتوج هذه العلاقات بين الدولتين الصديقتين هذا العام باحتفالهما بمرور 95 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما حيث تشهد تطورا كبيرا على كافة الأصعدة في إطار من الصداقة والتعاون والتفاهم المشترك.
ونأمل من جميع المشاركين في اعمال مجموعه الرؤية الاستراتيجية (روسيا والعالم الإسلامي) في اجتماعهم هذا العمل المشترك والفعال للدفع بأهداف المجموعة الى الامام والخروج بنتائج تخدم الجميع وتدعم فرص الحوار والتلاقي والتعاون والسلام.