تصريح من سعادة الأستاذ حازم محمد كركتلي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى سويسرا وليختنشتاين لوكالة الأنباء السعودية
في البداية أود أن أرفع لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وللآسرة المالكة الكريمة ولكافة أبناء الشعب السعودي المخلصين الأوفياء أحر التعازي في وفاة فقيدنا الغالي سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز يرحمه الله
ولقد تلقيت بحزن وألم عميق النبأ بوفاة سموه ، و كان هذا الخبر الحزين كوقع الصاعقة علينا جميعاً للمحبة والود الذي زرعه سموه في قلوبنا وقلوب ابناء شعبه الوفي من خلال خلقه العظيم وأعماله الجليلة التي قدمها لأبناء وطنه والتي ستظل ويظل التاريخ يذكرها له . لقد كانت الفاجعة كبيرة علينا لا سيما وأنني وزملائي بالسفارة والمكاتب التابعة لها قد تشرفنا بلقاء سموه الكريم قبل عدة أيام بناء على رغبته يرحمه الله للالتقاء بأبنائه المواطنين للإطمئنان على أحوالهم وتلمس احتياجاتهم حيث كان ذلك هو شغله الشاغل فكان طوال اللقاء حريص على الاستماع إلينا ، كما كان من ضمن الحضور معنا بعض من الوزراء والمسئولين الذين كانوا متواجدون بسويسرا في مهام مختلفة – حيث وجههم سموه يرحمه الله بالإهتمام بسرعة إنجاز الأمور المتعلقة براحة ورفاهية المواطنين خاصة ما يتعلق ببرامج توطين الوظائف وغيرها ، وكان لقاءاً أبوياً مثل أروع الأمثلة في التلاحم والتواصل بين القيادة والمواطنين وهو ما تتميز به بلادنا العزيزة والذي ندعوا الله أن يديمه علينا
إن رحيل سيدي سمو ولي العهد يمثل خسارة كبيرة ليس للمملكة وشعبها فحسب وإنما للعالم العربي والإسلامي بل للعالم أجمع نظراً لما كان يتمتع به سموه من احترام لرجاحة رأيه وبعد نظره باعتباره رجل دولة من طراز فريد – وهو ما يشهد به العديد من زعماء وقادة العالم - ولما قدمه من إنجازات على المستويين الداخلي والخارجي كانت سبباً - بعد توفيق الله ثم القيادة الحكيمة لسيدي خادم الحرمين الشريفين واهتمام سمو سيدي ولي العهد وتوجيهاته ومتابعته يرحمه الله - فيما تنعم به بلادنا من أمن وأمان ، كما كانت رئاسة سموه الكريم لمجلس وزراء الداخلية العرب والعديد من المجالس الأخرى محلياَ ودولياً تقديرا واعترافاً بتلك القدرات المتميزة لسموه وخبرته التي تعول عليها الكثير من الدول
إنني في هذه العجالة لا أستطيع أن أوفي هذا الرجل العظيم مايستحقه ، ولكني أرفع يداي إلى البارئ عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يجعل ما قام به من أعمال خيرة لأبناء شعبه والأمتين العربية والإسلامية في ميزان حسناته ، وأن يجزيه عنا خير الجزاء ، وأن يحفظ بلادنا الغالية آمنة مطمئنة ويديم عليها استقرارها ورخائها في ظل قيادة ولاة أمرنا وعلى رأسهم سيدي خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ، كما أدعوه جلة قدرته أن يعيننا جميعاً مسئولين ومواطنين أن نقوم بواجبنا في خدمة ديننا ومليكنا ووطننا
كما لايفوتني أن أتقدم بالشكر للحكومة السويسرية وعلى رأسها فخامة السيدة ايفلين شلومبف التي حالما سمعت بنبأ وفاة سمو سيدي ولي العهد أرسلت تعازيها للقيادة كما كلفت سكرتير الدولة بوزارة الخارجية للاتصال بي لتقديم التعازي، ووجهت كافة الأجهزة السويسرية المعنية بتسهيل كافة إجراءات نقل الجثمان وقد كان المسئولين بالحكومة السويسرية خاصة بوزارة الخارجية على اتصال دائم معي وحتى بعد إقلاع الطائرة المقلة لجثمان الفقيد الغالي للاطمئنان على سير وسلاسة الإجراءات وهو ما يعكس ما يكنه الجميع هنا من احترام وتقدير للمملكة وقيادتها بصفة عامة ولسموه الكريم بصفة خاصة