​​​ اعتبرت فنلندا وحتى العام 1284 إحدى أقاليم مملكة السويد إلى أن أصبحت تابعة لروسيا بعد خسارة السويد فيما كان يعرف بالحروب الشمالية (1700-1721)، وقامت روسيا عندها بممارسة سياسة تعسفية عليها، الأمر الذي أدى مع مطلع القرن العشرين إلى إعلان فنلندا الاستقلال من جانب واحد عام 1917.

الموقع الجغرافي:- تقع فنلندا في أقصى الشمال من القارة الأوربية وتبلغ مساحة أراضيها 390920 كم مربع، وتغطيها الغابات بنسبة 69٪ ويبلغ عدد البحيرات 187 ألف بحيرة، و5100 نهرا، و180000 جزيرة، ويبلغ ارتفاع قمة جبل هالتيتونتوري و1328 متر، ويؤثر الموقع الجغرافي لفنلندا على مناخها حيث تمر عليها خطوط العرض الشمالية والدائرة القطبية فيبقى الطقس شديد البرودة طوال العام جنوبا وقطبي شمالا.


​الجانب الإسلامي:

تكونت الجالية الإسلامية في فنلندا من التتر الفنلنديين ونسبتهم 1% من سكان فنلندا. والذين هم أقدم أقلية مسلمة في فنلندا وفي دول اسكندنافيا قاطبة، وهم شعب من الشعوب التركية الذين يعتنقون الدين الإسلامي، وترجع أصولهم التاريخية إلى تركيا ولغتهم تنتمي لمجموعة اللغات التركية، وهم يشكلون أقلية متماسكة دينياً وثقافياً ولغوياً. أجداد التتر الحاليين- الذين يشكلون أساس المجتمع التقليدي – كانوا من التجار التتريين الذين قدموا من روسيا بنهاية القرن التاسع عشر عام 1870م – وبداية من سبعينات القرن التاسع عشر – إلى منتصف العشرينات من القرن العشرين وقدموا إلى فنلندا من مجموعة من 20 قرية في إقليم  سرجاتش على نهر الفولجا إلى الجنوب الشرقي من نزني- نوفجورود، والتي كان يطلق عليه سابقاً بإقليم جوركي. غالبيتهم كانوا مزارعين ولكنهم استقروا في فنلندا كتجار يتاجرون في الفراء والمنسوجات واختاروا في البداية السكن في هلسنكي والمناطق المحيطة بها.

 

اللاجئون والمهاجرون من الجالية الإسلامية:

شهدت فنلندا منذ بداية التسعينيات من القرن المنصرم هجرة اللاجئين من دول إسلامية عديدة، وقد شهد عدد أفراد الجالية الإسلامية في فنلندا تزايداً ملحوظاً وبلغت أعدادهم مابين 15 – 20 ألفاً بحلول عام 1999 (ويقدر عددهم حالياً بأقل من 40 ألف).

وقد استقبلت فنلندا لاجئين عددهم 17600 بين عام 1973 – 1999 أبرزهم دول روسيا والعراق وإيران والصومال. أما عن الصوماليين فقد اختارتهم المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وبدءوا الهجرة عام 1991م ليصل إلى حوالي 5000 فرد في عام 2002م كما أن هناك لاجئين من يوغسلافيا السابقة والأكراد من الشرق الأوسط. وقد فاقت فنلندا الدول الأوروبية في تزايد طلبات اللجوء والتي تزيد من 1000 – 3000 طلب سنوياً لتفوق الدنمارك التي تتمتع بتاريخ طويل مع طالبي اللجوء.

وفي عام 1996م اتحدت تلك المجموعات لتؤسس اتحاد الجمعيات والمنظمات الإسلامية في فنلندا، وأغلبية المساجد في فنلندا تخضع لإدارة الاتحاد ويهدف للحفاظ على الإسلام وتقاليده وتطوير تعاون مرن بين المسلمين والمسئولين الخارجيين والمعاهد. ويقدر عدد المسلمين الذين تحولوا للإسلام بالمئات والغالبية العظمى منهم نساء اللواتي تحولن للدين الإسلامي عقب زواجهم من مسلمين. وتم نشر ترجمة باللغة الفنلندية للقرآن الكريم عام 1995م وتم إعدادها بواسطة أحد الدارسين الفنلنديين للغة والحضارة العربية والذي نشر مؤخراً ترجمة حديثة للقرآن باللغة الفنلندية. وتبلغ تقديرات لأعداد الجالية الإسلامية المكونة من مجموعات عرقية مختلفة في فنلندا:

·  صوماليون (6267)

·  عرب (2600)

·  أكراد (2560)

·  إيرانيون (1658)

·  أتراك وتتر (1357)

·  ألبان (784)

·  تايلانديون (16)

.  أخرى (522)​


الجانب الاقتصادي والثقافي:​

الجانب الاقتصادي:

تتبع فنلندا اقتصاد السوق الحر الذي تشكل فيه الصناعة عمودها الفقري، ومن أهم الصناعات الخشب، والورق، المعدات الثقيلة، وبناء السفن والبواخر، تقنية الاتصالات، والمواد الكهربائية، والصناعات الكيميائية، والأنسجة والملابس.وتعتبر فنلندا من مقدمة دول الإتحاد الأوربي فائقة التقدم في حقل تقنية الصناعات الصديقة للبيئة، وهي في مقدمة الدول المتخصصة في هذا المجال، بحيث أصبح معدل دخل الفرد في فنلندا يضاهي معدلاته في الدول الصناعية الكبيرة كالمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وايطاليا.ومع سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، تعرض الاقتصاد الفنلندي لهزة قوية وحل كساد شديدة نتيجة لتوقف التعامل التجاري مع أهم شريك تجاري آنذاك وهو الاتحاد السوفيتي، إلا أن فنلندا سريعاً ما نهضت واخترقت الأسواق الاقتصادية بالتكنولوجيا الحديثة في مجال الهاتف النقال والمنتجات التكنولوجية. 

الجانب الثقافي:

يعتبر الفنلنديين على غرار السويديين والنرويجيين شعب محافظ محب للطبيعة والهدوء، وهو شعب محب للفنون والآداب بشكل عام، وركيزة الأدب الفنلندي هو الأديب الياس لونروت (Lönnrot)، أيضا يعد يوهان لودفغ رونيبيرغ (Runeberg) وأرتو باسيلينا (Paasilinna) أحد أكبر كتاب فنلندا. حصل فرانز إيميل سيلانبا (Sillanpää) على جائزة نوبل في الأدب عام 1939م. جان سيبيليوس (Sibelius) هو أهم مؤلف موسيقي فنلندي. أما في المجال الرياضي فإن هوكي الجليد وألعاب الشتاء تعتبر من أهم الرياضات التي تزاول في فنلندا. وقد استضافت فنلندا الدورة الأولمبية في عام 1952م وتألق في تلك الفترة العداء الفنلندي الأسطوري بافو نورمي. التعليم المدرسي مجاني وإجباري لغاية سن السادسة عشر، وتعتبر فنلندا من الأوائل عالميا في امتحان مستوى التعليم المدرسي (بيزا) كما يوجد عدة جامعات بالبلاد أهمها جامعة هلسنكي وجامعة هلسنكي التقنية وجامعة تامبيريه. يبلغ ما معدله 77% من الفنلنديين ذو الفئة العمرية (25 – 64) سنة ممن أتموا التعليم الثانوي العالي والمهني. وتقريبا 35% من الفئة العمرية نفسها قد أتمت الدراسة الجامعية وما فوقها (وهذه تعتبر النسبة في كافة دول الإتحاد الأوروبي).


الجانب السياسي:​

النظام السياسي لجمهورية فنلندا رئاسي برلماني، فالرئيس الفنلندي هو المسئول الأول عن السياسة الخارجية، في حين أن معظم الصلاحيات التنفيذية تقع تحت عاتق رئيس الوزراء الذي يعينه البرلمان كل أربع سنوات، ويقوم الفنلنديون بانتخاب أعضاء البرلمان المائتين كل أربعة أعوام باستخدام نظام القوائم، وكانت آخر انتخابات عامة قد أجريت شهر مارس عام 2007، فنظام الحكم فيها مكون من سلطة رئاسة الجمهورية (الرئيس)، والسلطة التشريعية (البرلمان)، والسلطة التنفيذية (رئاسة الوزراء).​