أجرت القناة الدولية للتلفزيون الرسمي الهندي (دور درشان ـ انديا) مقابلة مع سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الهند الأستاذ فيصل بن حسن طراد، جرى بثها في الساعة العاشرة من مساء يوم الأحد 15/5/2011م، تحدث فيها سعادته عن مختلف أوجه العلاقات السعودية الهندية مشيراً إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين قد شهدت نمواً وتوسعاً كبيرين خلال مدة قصيرة منذ زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للهند في عام 2006م ومن ثم زيارة دولة رئيس وزراء الهند الدكتور مانموهان سينغ للمملكة في عام 2010م، حيث تم رفع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجالات الاقتصاد والتعليم والصحة وما إلى ذلك، كما توسعت العلاقات التجارية بشكل ملحوظ خلال هذه المدة القصيرة ولم تعد مجرد علاقة نفطية. ومما يدل على ذلك أن الصادرات الهندية للمملكة قد ارتفعت بنسبة حوالي 500% خلال الفترة من عام 2006م إلى 2010م وأصبحت المملكة من ضمن أهم 15 دولة بالنسبة للصادرات الهندية. كما أن الاستثمارات الهندية في المملكة قد وصلت إلى 2,5 بليون دولار.
وذكر السفير أن رجال الأعمال السعوديين قد بدأوا يعززون وجودهم في الهند، وأن اجتماع مجلس الأعمال السعودي الهندي الذي عقد في شهر فبراير الماضي قد شهد إبرام عدد من مذكرات التفاهم لإقامة مشاريع مشتركة بين الشركات السعودية والهندية، من ضمنها مشروع مشترك بين مجموعة بن لادن السعودية وشركات هندية تبلغ قيمته حوالي 100 مليون دولار، ومشروع آخر بين مجموعة الاتصالات السعودية وشركة أيجز التابعة لمجموعة ايسار الهندية. كما أن شركة انجينيرز انديا الهندية المحدودة فازت بعقد في قطاع سكة الحديد بالمملكة بقيمة حوالي 400 مليون دولار.
ورداً على سؤال عن التعاون الأمني بين البلدين أشار السفير فيصل طراد إلى توقيع اتفاقية لتسليم المطلوبين واتفاقية أخرى لتبادل المحكومين بين البلدين، وقال إن التعاون في مجال الأمن قائم ومتطور وهناك زيارات منتظمة تتم بين المختصين في هذا المجال لتبادل المعلومات ومشاطرة الخدمات، مضيفاً أن سمو الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية سيزور الهند قريباً لبحث سبل تعزيز التعاون الأمني في إطار الاتفاقيات الموقعة التي توفر إطاراً قانونياً للارتقاء بالتعاون في هذا المجال.
ولدى سؤاله عن العاملين الهنود في المملكة أكد السفير أن عدد المواطنين الهنود المقيمين في المملكة قد وصل إلى 2,2 مليون هندي وأن وجودهم في المملكة يمثل إحدى دعائم العلاقة السعودية الهندية وأنهم ساهموا في عملية التنمية بالمملكة مثلما ساهموا في دعم اقتصاد الهند. وذكر أن المواطنين الهنود يشكلون أكبر جاليات المغتربين في المملكة والبالغ عددهم الإجمالي حوالي 8,5 مليون مغترب، وأن التحويلات المالية من الهنود العاملين في المملكة إلى وطنهم تبلغ حوالي خمسة بلايين دولار سنوياً.
وأكد السفير فيصل طراد أن الحكومة السعودية تولى اهتماماً كبيراً لحماية حقوق العاملين وضمان سلامتهم، وأن وزير الدولة الهندي للشئون الخارجية كان قد زار المملكة مؤخراً لبحث الطرق والوسائل الكفيلة بتعزيز ذلك مع نائب وزير العمل السعودي وأنه من المتوقع أن يتم التوقيع على مذكرة تفاهم حول العمالة قريبا.
كما أشار السفير إلى ضرورة تحسين أوضاع مكاتب توظيف العمالة داخل الهند ومنع استغلال العاملين على يد هذه المكاتب خاصة وأن كثير ممن يتقدمون للحصول على تأشيرات عمل ينتمون إلى الطبقات الأقل اقتصادياً وتعليمياً ولا يعرفون ما يتضمنه عقد العمل من شروط ومواصفات وحقوق مضمونة لهم . وذكر أنه قد اجتمع مع معالي الوزير الهندي لشؤون الهنود المقيمين في الخارج ولفت عنايته إلى ضرورة توعية العاملين بحقوقهم، مضيفاً أن السفارة السعودية تبذل كل ما وسعها لتحسين أوضاع العاملين وتسهيل أمورهم ومنع استغلالهم، وأنها قد اتخذت عدداً من الخطوات في هذا الشأن بما ذلك أخذ تعهد خطي من مكاتب توظيف العمالة في الهند التي تتعامل مع السفارة ينص على تقيدهم بالأنظمة الهندية وألا يتقاضوا من العاملين إلا ما تسمح به الأنظمة وأن يتم إطلاعهم على حقوقهم التي يكفلها نظام العمل السعودي.
وأشاد سعادة السفير فيصل طراد بالتعاون الذي تقدمه الحكومة الهندية في تطوير التسهيلات المقدمة للأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين الهنود، مشيراً إلى أن عدد الحجاج الهنود قد بلغ حوالي 170 ألف حاج العام الماضي فيما بلغ عدد المعتمرين الهنود 70 ألفاً. وأكد السفير أن خدمة الحجاج والمعتمرين مسؤولية عظيمة تعتز المملكة بأدائها، وأن حكومة خادم الحرمين الشريفين تسخر كل إمكاناتها المادية والبشرية لأداء هذه المسؤولية على أحسن ما يرام.
ورداً على سؤال عن وضع المرأة في المملكة أكد السفير أن المرأة السعودية تلعب دوراً فاعلاً وهاماً في المجتمع السعودي مثل نظيرتها في أي دولة أخرى، وأن دور المرأة السعودية في عملية التنمية بالمملكة يتزايد يوماً بعد يوم، مضيفاً أن حكومة المملكة ظلت وما زالت تولى اهتماماً فائقاً للنهوض بالمرأة وتفعيل مساهمتها في مختلف مجالات الحياة مع الحفاظ على خصوصيات المجتمع السعودي والقيم الإسلامية. وأشار السفير في هذا الخصوص إلى استضافة المملكة مؤخراً لوفد من الشخصيات النسائية الهندية من مختلف الحقول الأكاديمية والصحفية والثقافية والاجتماعية، وأن هؤلات السيدات الهنديات البارزات وبعد مشاهدتهن للمرأة السعودية عن كثب لمدة أسبوع كامل قد اعجبن بواقع المرأة السعودية ومستواها الثقافي الرفيع ومكانتها في المجتمع ومساهمتها القوية والمتنامية في شتى مجالات الحياة.