ألقى صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية محاضرة في معهد الدراسات والتحليلات الدفاعية في نيودلهي بتاريخ 15/12/2011م بناء على دعوة من مدير عام المعهد، حضرها نخبة من الخبراء والمختصين والأكاديميين الهنود.
تركزت المحاضرة حول الوضع الراهن في منطقة الشرق الأوسط وما يشهده بعض الدول العربية من تحولات عميقة وتطورات متلاحقة، وموقف المملكة العربية السعودية إزاء تلك التحولات ودورها الهام والبناء في تعزيز الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأكد سموه أنه على الرغم من حالة الاضطراب وعدم الاستقرار في جوار المملكة العربية السعودية إلا أن المملكة تنعم بالأمن والاستقرار والنمو المستمر بفضل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الحكيمة وما نفذته حكومة المملكة من إصلاحات اجتماعية وسياسية مطردة ومتوازنة، واستثمارات ضخمة في تطوير البنية التحتية وتعزيز الأمن، وما تنتهجه من سياسات اقتصادية حققت نمواً اقتصادياً عالياً وفوائض في الميزانية واحتياطيات من النقد الأجنبي تتجاوز 600 مليار دولار.
وأشار سمو الأمير تركي الفيصل إلى الجهود الجبارة والخطوات الشاملة للتطوير والتحديث والإصلاح التي اتخذتها المملكة على مدى العقدين الماضيين في جميع المجالات، مؤكداً أن هذه الجهود المتواصلة قد أعطت ثمارها وجعلت المملكة تبرز كدولة لها دور قيادي على مستوى العالم في القرن الحادي والعشرين. كما أكد عزم المملكة على المساهمة إيجابيا في تعزيز الاستقرار الإقليمي واستخدام ما لديها من إمكانيات وموارد لمساعدة جيرانها في التغلب على الأوضاع الصعبة الراهنة.
وتطرق سموه إلى تطورات الأوضاع في مصر وليبيا وتونس, وكذلك في اليمن والبحرين وسوريا, كما تناول الملف النووي الايراني وشدد على دعوة المملكة لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل لمصلحة شعوب المنطقة كلها.
وفي معرض الحديث عن الصراع العربي- الإسرائيلي أكد الأمير تركي الفيصل أن المبادرة العربية للسلام التي تقدم بها الملك عبد الله في 2002م هي الطريق إلى حل الصراع وإحلال السلام. كما أكد سموه دعم المملكة لحصول الدولة الفلسطينية على الاعتراف الدولي والعضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
كما نوه سموه بعلاقات المملكة المتميزة مع الهند في شتى المجالات، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 2 مليون مواطن هندي يعملون في المملكة ويساهمون في مسيرتها التنموية، وأن الاستثمارات السعودية في الهند آخذة في التوسع مما يخلق فرص العمل في الاقتصاد الهندي.