لندن 20 رجب 1432 هـ الموافق 22 يونيو 2011 م واس

 

أقام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة غداء عمل بعد ظهر أمس الثلاثاء في مقر السفارة في لندن على شرف عدد من أعضاء مجلس العموم واللوردات البريطاني. ورحب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف في كلمة له خلال مأدبة الغداء بالحضور، قائلا "نستضيفكم اليوم في هذا المجلس وهو في قلب السفارة حيث يجتمع الجميع لأداء صلاة الجمعة رجالا ونساء، سنه وشيعه، صغار الموظفين وكبار الموظفين. فهذا المجلس هو مركز ومحور حياتنا هنا". وأضاف صاحب السمو السفير قائلا "الإسلام هو أيضا محور أي عمل نقوم به وكذلك هو محور أي عمل تقوم به الحكومة والأفراد. الإسلام هو الاعتبار الأول والأخير لأي عمل نقوم به في مقر العمل أو في المنزل". وتابع صاحب السمو السفير "المملكة العربية السعودية هي أرض خاتم الرسل والأنبياء وآخر الديانات السماوية، و بها المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة ويتوجه إليها المسلمين من مختلف أنحاء العالم كل يوم لأداء الصلوات. فالمملكة هي مهد الإسلام والإسلام يؤثر بعمق في كل ما نفعله".

وفي شأن آخر، أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف أن المملكة العربية السعودية وعبر التاريخ تثمن علاقاتها القوية والايجابية والدائمة مع المملكة المتحدة. وقال صاحب السمو السفير "وبدوري أثمن أيضا الاستماع إلى أفكاركم ووجهات نظركم لأن العلاقات بين البلدين تقوم على مبادئ الاحترام والتكافؤ والسعي وراء الأهداف الإستراتيجية المشتركة. وأظهر البلدان معا التزام أصيل للازدهار والسلام المشترك وبالتالي للسلام والازدهار العالمي". واستعرض صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف العلاقات الثنائية بين الجانبين في عدد من المجالات، مشيرا إلى أن الشعب السعودي والبريطاني لديهما روابط ثقافية وتفاعل سياسي ثري. وقال في هذا الخصوص "المملكة ترحب بوجود أكثر من 20 ألف مسلم بريطاني يزورون المملكة سنويا لأداء فريضة الحج، كما يوجد حاليا أكثر من 16 ألف طالب سعودي في الجامعات البريطانية يعملون بجد لزيادة حصيلتهم العلمية ولمعرفتهم وتفهمهم للجوانب الثقافية والاجتماعية للمجتمع البريطاني. وغالبية هؤلاء الطلبة هم من مبتعثي برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، للابتعاث الخارجي حيث وصل عدد المبتعثين من هذا البرنامج أكثر من 100 ألف طالب وطالبة في مختلف جامعات العالم".

وفي شأن آخر، أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف أن الإصلاح والتعليم هما المستقبل الذي تعمل من أجله المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مشيرا إلى أن المجتمع في المملكة يتطور بشكل مستمر، مستشهدا في هذا الشأن بالسياسات الأخيرة التي أسسها الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله. وقال صاحب السمو السفير "أحد أكبر وأهم الخطوات التي من شأنها أن تدعم وتعزز هذه السياسات هي الإصلاح في مجال التعليم، حيث تم إجراء تحسينات مكثفة لمدارسنا وللمناهج". كما تناول صاحب السمو السفير في كلمته الوضع الاقتصادي القوي للمملكة والدور الذي تقوم به المملكة على صعيد الاقتصاد العالمي والإقليمي. من جانبهم، عبر النواب واللوردات عن شكرهم وتقديرهم لكرم الضيافة والحفاوة التي وجدوها من صاحب السمو السفير. وأكدوا في كلمات لهم أن المملكة العربية السعودية تلعب دورا مميزا على صعيد استقرار المنطقة، مشيرين إلى أن العالم العربي والإسلامي يسترشد دائما بمواقف وأراء المملكة تجاه الأحداث. كما أشادوا بحرص المملكة على مد يد العون والمساعدة لأشقائها من الدول العربية، مشيرين في هذا الخصوص إلى القرض الذي قدمته المملكة لجمهورية مصر العربية والذي بلغ 4 مليار دولار.

ودار حوار بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف والسياسيين البريطانيين تناول عددا من الجوانب من ضمنها العلاقات الثنائية بين البلدين، والتطورات الحالية في المنطقة العربية وتعثر عملية السلام في الشرق الأوسط وموقف المملكة العربية السعودية من هذه التطورات والأحداث. وأكد صاحب السمو السفير في رد على أسئلة بهذا الخصوص أن المملكة حريصة على استقرار المنطقة وسيادة دولها وسلامة شعوبها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، مشيرا إلى أن المملكة تتوقع المعاملة بالمثل من الدول الأخرى. حضر مأدبة الغداء اللورد روجان، والنواب مايك غابيس، جون مان، دان بايليس، الدكتور كواسي كوارتينغ، ريتشارد فوللر، رهمان كيستي، ياسمين قريشي، ديفيد تريدنينك، وجيم داود.