في حوار مع صحيفة التلغراف البريطانية صرح صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة ان المملكة على إستعداد للسعي نحو امتلاك السلاح النووي اذا ما تعثرت المفاوضات مع إيران.

وأوضح الامير محمد بن نواف ان المملكة إلتزمت لسنوات عديدة بالسياسة التي وضعها الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - أن الرياض لن تنتهج سياسة تطوير أسلحة نووية. لكن أصبح من المعروف أن إيران تنتهج سياسة قد تتحول إلى برنامج أسلحة الدمار الشامل. وقال "لقد غيرت هذه السياسة الآفاق المستقبلية في المنطقة."

وعن موقف المملكة من المفاوضات الحالية مع ايران حول البرنامج النووي التي يقودها الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال سموه "أعربنا دائما عن دعمنا لتسوية الملف النووي الإيراني بطريقة دبلوماسية ومن خلال المفاوضات، ونحن نثني على جهود الرئيس الأمريكي في هذا الصدد، شريطة أن أي اتفاق يتم التوصل اليه سيكون لا لبس فيه ولن يكون هذا النوع من الصفقة التي من شأنها أن تعرض على ايران رخصة لمواصلة سياساتها المضللة لزعزعة الاستقرار في المنطقة.

وشدد الأمير محمد بن نواف ان المفاوضات عليها ان تنتج التزامات جادة من إيران بعدم إنتاج أسلحة نووية. واضاف "نأمل ان نتمكن من الحصول على الضمانات التي تؤكد ان إيران لن تسعى الى هذا النوع من الأسلحة.” واكد سموه قائلاً "ولكن إذا لم يحدث ذلك، فإن كل الخيارات ستكون مطروحة للمملكة. البرنامج النووي الايراني يشكل تهديدا مباشرا للمنطقة برمتها، وكما يشكل مصدرا رئيسيا وحافزا لانتشار النووي في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها إسرائيل."

وصرح سموه أن الرياض لديها كل الحق في أن تقلق من احتمال حصول إيران على الأسلحة النووية، لا سيما في ضوء مشاركتها في دعم الحوثيين لإسقاط الحكومة اليمنية. حيث قال "المتمردون الحوثييون المدعومون من ايران قرروا الاستيلاء على صنعاء وتليها محاولة الاستيلاء على عدن. لذلك أصبحت الغارات الجوية لازمة لتفادي ذلك مسبقا، والحفاظ على خيار الوصول الى حل سياسي. جميع المؤشرات والأدلة تدعم حقيقة أن إيران تستخدم الحوثيين اداة محاربة لهم لتحويل اليمن إلى منصة الوثب لمخططات الهيمنة الوهمية في العالم العربي.”

وعن مطامح المملكة للهيمنة الإقليمية قال سموه "المملكة ليس لديها نوايا ولا تطمح للعب هذا الدور كما يفعل الآخرون. كل ما يهمنا هو الحفاظ على والاستقرار والأمن وذلك في العالمين العربي والإسلامي.”

وعن سياسة بريطانيا الخارجية أعرب سمو السفير في رده عن قلقه إزاء ما يتداول حول لعب بريطانيا دورا أقل أهمية في الشؤون العالمية. وقال سموه "هذا من الممكن أن يكون له انعكاسات سلبية، وخاصة في الشرق الأوسط. واضاف ان “ تصور أن بريطانيا تنسحب من الساحة الدولية قد يكون له تأثير سلبي.” مضيفاً "لقد لعبت بريطانيا دورا تاريخيا في المنطقة نظرا لماضيها الاستعماري. وهي تعرف العالم العربي جيدا، ولا يزال لها دور إيجابي محوري. رؤية بلد مثل بريطانيا لا تلعب دورا محوريا في المنطقة سيكون لها تداعيات ليست ايجابية ."