بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على المبعوثِ رحمةً للعالمين نبيِّنا وحبيبِنا محمدٍ وعلى آلِه الطيبين وصحبِه الغُرِّ الميامينَ أجمعينَ ، وبعد


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ضيوفنا الكرام من مسؤولي الجامعات والملحقيات والهيئات .


أبنائي الأعزة الطلبة والطالبات من المبتعثين


أيها الحفل الكريم


دعوني أستهلُّ كلمتي هذه بأن أرفعَ باسمي واسمكِم جميعاً واسمِ جميعِ العاملين في السفارةِ وقطاعاتِها المختلفةِ واسمِ جميعِ السعوديين في المملكةِ المتحدةِ أسمى أياتِ التهاني لمقامِ سيدي خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ عبدِ الله بنِ عبدِ العزيزِ حفظَه اللهُ ومقامِ سيدي وليِّ العهدِ صاحبِ السموِّ الملكيِّ الأميرِ سلمانَ بنِ عبدِ العزيزِ ومقامِ سيدي وليِّ وليِّ العهدِ صاحبِ السموِّ الملكيِّ الأميرِ مقرنِ بنِ عبدِ العزيزِ وجميعِ أفرادِ الشعبِ السعوديِّ الكريمِ متمنياً لبلدنا الكريم بلادَ الحرمينِ الشريفينِ قادةً وشعباً المزيدَ من العطاءِ والتقدمِ والخيرِ والأمنِ والأمانِ والرفاهية.


إنه ليُسعِدُنا ويسرُّنا أن نشهدَ الآن يوماً مشرقاً مباركاً من أيامِ الوطنِ الغرّاء وفي هذا اليوم الوطني المبارك ليصبح أيضاً يومَ تكريمِ أبنائِنا الطلبةِ المتفوِّقين في مجالاتِهم العلميةِ ودراساتِهم في هذه البلاد .


لقد جعلَ الله تعالى العلمَ أساساً للخير ، والجهلَ باباً للشر ؛ فقال تعالى في كتابه الكريم : ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )، ومدَحَ النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم في أكثرَ من حديثٍ شريفٍ أولئك الذين يطلبون العلَم، ويبحثون عن المعرفةِ، وبيّن أن الحكمةَ ضالةُ المؤمنِ حيثُما وجَدَها التقطها فهو أحقُّ بها.


وإن المملكة بقيادةِ سيدي خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الحكيمةِ حفظه الله تنظرُ إلى العلمِ وتحقيقِ اكتسابِ المعرفةِ ونقلِ العلمِ إليها لتوطينِه فيها على أنه أحدُ أهمِّ أهدافِ التنميةِ في بلادِنا الكريمةِ. وهي بذلك تستثمرُ في بناءِ الإنسانِ الذي هو مادةُ الحضارةِ وأصلُ التقدمِ والتمدنِ المنشودِ. وبناءُ الإنسانِ يعني تحقيقَ المعرفةِ واستثمارَها وتطويرَ المجتمعِ نحوَ الرفاهيةِ والخيرِ ونفعِ الجميع.


أبنائي الطلبة والطالبات : إن هناك أموراً هامةً جداً أرى أن نتذكرَها جميعاً، وأن أوصيَكم  بها في هذا المقامِ اليوم وفي هذه المناسبة الكريمة :


أوّلهُا : أن أمانةَ العلمِ التي يجب أن تحملوها هي الإخلاصُ في النيّةِ والعلمِ والعملِ لأن الإخلاصَ هو ما يحققُ النجاحَ بإذن الله ، وهو ما يكتبُ للإنسانِ الأجرَ والثوابَ عند اللهِ تعالى.


ثانيْها : أن العلمَ بحرٌ لا يصلُ الإنسانُ إلى مداه أو منتهاه . فلا تظنوا أن الحصولَ على درجةٍ علميةٍ أو شهادةٍ عاليةٍ هو نهايةُ طلبِ العلمِ ومنتهى الطريقِ، بل يجبُ عليكم المتابعةُ والمثابرةُ كلٌ في مجالِ تخصّصِه لتعرفوا ما يجدُّ من جديد، ويأتي من زياداتٍ وبحوثٍ في تخصصاتِكم يقومُ بها باحثون آخرون في أرجاءٍ أخرى من العالم من خلالِ المؤتمراتِ والمجلاتِ العلميةِ والصفحاتِ العلميةِ على الشبكة.


ثالثُها : أنْ نتذكر كلُّنا جيداً هدفَ رؤيةِ  خادمِ الحرمينِ الشريفينِ حفظه الله من برامج الابتعاث وأهدافَ دولتنا وهي تحقيقُ بناءِ الإنسانِ المثقفِ النافعِ لنفسِه ولغيرِه وبناءُ المجتمعِ السعودي وتحقيقُ التنميةِ الماديةِ والأخلاقيةِ...فإخلاصكم لهذه الدولةِ الكريمةِ والوطنِ المباركِ هو تحقيقٌ لهذهِ الرؤيةِ الساميةِ وتنفيذٌ لتوجيهِ سيدي حفظه الله في تحقيقِ تقدمِ المملكةِ ورفاهيةِ المواطنين.


رابعُها : التعاونُ والتواصلُ بينكم فلا يخفى عليكم أن تحقيقَ المواطنةِ الحقةِ لا يأتي بلا تعاونٍ وتكاتفٍ وشعورٍ مشتركٍ صادقٍ متساوٍ لدى أبناء الوطنِ الواحدِ بلا تمييزٍ أو تفرقةٍ. وتنظرُ حكومتُنا الرشيدةُ حفظها الله إلى مواطنيها بعينِ المساواةِ كما هي رسالةُ الإسلامِ السمحةِ للبشريةِ كلِّها. وعندما يستشعر الجميعُ - وأخُصُّ المثقفين وأهلَ العلمِ مثلَكم بذلك - يكون هذا قدوةً لغيرِهم.


خامسُها : الانتفاعُ الثقافيُّ من وجودِكم في هذه البلادِ المتقدمةِ في تنظيماتِها ووسائِلها وإداراتِها لأن التفاعلَ الثقافيَّ الحقيقيَّ وتقديم الوجه الحضاريِّ لنا وإبرازَ هـويتنِا الثقافيةِ وروائعِ حضارتِنا الإسلاميةِ في أخلاقِها وقيمِها الإسلامية والإنسانيةِ مع الاستفادةِ من التقدمِ التقنيِّ والكفاءةِ الإداريةِ في الغربِ هو غايةُ ما نرجُوه من التفاعلِ الثقافيِّ المنشودِ، وهو هدفٌ تعدُّ له الخططُ وترصدُ له الجهود..


سادسُها : أنّ العلمَ والتعاونَ والتكاتفَ والإخلاصَ هي عدتكُم بعد الله تعالى في مواجهةِ كلِّ من يستهدفُ بلادَنا الكريمةَ من فكرٍ منحرفٍ ورأيٍ ضالٍ أو إفسادٍ وتشويهٍ لها ولقادتِها ولأهلِها وفكرِها. وما لم تكونوا أنتم مدركينَ ومستحضرينَ لهذه المعاني الساميةِ على مستوى الطلابِ وعلى مستوى الموظفين في الملحقية فإن هناك قصوراً في العملِ وتقصيراً في التنفيذ وأداءِ الواجبِ.


إني لأرجو أن تكون هذه المعاني ماثلةً في قلوبِ الجميعِ خاصة أن هذا اليوم هو اليوم الوطني للمملكةِ وهو ذكرى عزيزة على قلوبنا تذكرنا بما قام به أسلافُنا وآباؤُنا جميعاً رحمهم الله في خدمة الوطنِ وتأسيسِه بقيادةِ الملكِ المؤسسِ عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ الرحمنَ غفرَ الله له الذي عرفنا من تاريخِه ما قام من أعمال جليلةٍ نتحدث عنها اليوم بفخرٍ وننعَم بنتائجها.


إن سفارة خادمِ الحرمين الشريفينِ تحرص كثيراً على أن يقوم الطلابُ بواجبِهم في سنواتِ الدراسةِ هذه مع ممارسةِ نشاطِهم العلميّ والاجتماعي حسبَما يحققُ الهدفَ ولا يخل بتنظيماتِ هذهِ البلادِ المستضيفةِ وهي بريطانيا ولا بالتزاماتِ السفارةِ  لدى الدولة المضيفة.


وسفارةَ المملكة العربية السعودية في لندن وهي تبتهجُ بهذا اليوم ترى أنه يومٌ من أيامِ نجاحها هي وفرحتهِا هي... وهي تؤكدُ للجميع أنها في تمثيلِها لخادمِ الحرمينِ الشريفينِ ولمصالح المملكةِ في هذه البلادِ ورعايتِها لمصالِح مواطنيها -وأنتم منهم - إنما تقومُ بواجبٍ عظيمٍ أكَّده خادمُ الحرمينِ الشريفينِ  نفسُه حفظه الله حينما وجّه وأمر في أكثر من مناسبة  بأنّ على ممثلياتِ المملكة وملحقياتها التابعةِ لها أن تضعَ مصلحةَ المواطنِ نصبَ عينيها وأن تجعلَ خدمةَ المواطنِ من أهمِّ أولوياتها . وخدمةُ المواطن وحسنُ العلاقةِ به هي أفضلُ تمثيلٍ لسياسةِ المملكةِ وأوامرِ مليكِها. وهذه الخدمة أصبحت اليوم من أهمِّ ملامحِ ومعالمِ الدولِ الحديثةِ ومن أهمِّ ما يميزُ رقيَّها وتقدمَها ويثبتُ كفاءة مسؤوليها ورعايتهم للقيمِ الإداريةِ والإنسانيةِ ويبرز اهتمامَها بحقوق مواطنيها ومصالحِهم.


ايها الحفل الكريم،،،


ختاماً : أشكر الزملاء في الملحقية والسفارة الذين اجتهدوا في تنظيم هذا اللقاء المبارك اليوم ويسّروا اللقاء بكم . ولا شكَّ أن رائعَ الشكرِ وعظيمَ الأمنيات منصرفٌ لأبنائي وبناتي الطلبة ولذويهم الذين لولا صبرهم واجتهادُهم ومثابرتُهم بعد الله تعالى لما سعدنا بهذه المناسبةِ الجميلةِ ولما تحققت هذه اللُّقيا العزيزة إلى قلبي .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .