بدايات النجاح
بقلم : أسامة عجاج
لن اضيف كثيرا إذا قلت ان التاريخ يؤكد ان الدول العربية تحرص بشكل بالغ .علي اختيار افضل عناصرها الدبلوماسية.للعمل كسفراء في القاهرة .فهي في قلب الاحداث ."وقبلة" لكثير من المسؤلين.
اما في زيارات تخص العلاقات الثنائية.او لحضور اجتماعات الجامعة العربية.. كما ان نجاح اي سفير في مهمته. مرتبطة بشكل اساسي بمدي فهمه لطبيعة الشعب المصري الطيبة والسمحة. وقدرة السفير علي التواصل والتعاطي مع كل الطوائف .سواء علي مستوي صنع القرار وهي مهمته الاساسية.دون اغفال للفعاليات السياسية والثقافية والاعلاميه ومااكثرها في مصر .وصولا الي رجل الشارع العادي .ولعل في مقدمة النماذج الناجحة في مصر والتي ينطبق عليها مااشرت اليه سابقا. السفير احمد قطان السفير السعودي في القاهرة. والذي قام الاسبوع الماضي بزيارة لدار "اخبار اليوم".
والسفير قطان جاء الي القاهرة منذ اكثر من ست سنوات. كمندوب دائم للسعودية في الجامعة العربية .دون ان يكون غربيا عنها .فقد تلقي تعليمه في المرحلتين الابتدائيه والاعدادية في المدارس المصرية .كما انه تخرج في جامعة القاهرة تخصص اقتصاد وادارة اعمال .وعندما غاب عنها كان من حظه العمل في سفارة بلاده في واشنطن لفترات طويلة. اكتسب خلالها خبرات طويلة مثلت قصة نجاح .خاصة في الفترة التي عمل فيها مساعدا للامير بندر بن سلطان .وهو بذلك شاهدا علي كثير من الاحداث منذ 1983. وبعضها غيرت التاريخ.
وقد نجح السفير قطان في اثنين من التحديات التي واجهته . وتجاوز بالعلاقات بين البلدين الي بر الامان خلال الفترة القصيرة الماضية .منذ بداية الاحداث التي مرت بمصر منذ قيام الثورة في ٥٢ يناير الماضي .والتي ترافقت مع تولي السفير مهمته الاضافيه .بعد اقل من اسبوعين من نجاحها في ٧٢ فبراير.اكدت قدراته ومثلت ملامح انجازات تحسب له وتؤشر علي المستقبل المزدهر للعلاقات بين القاهرة والرياض. المهمة الاولي التعامل بوعي تام وشفافيه مع اجواء الضبابية والغموض وسوء الفهم. عندما اشاع البعض ان هناك دورا للسعودية وضغوطا علي مصر لعدم محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك.ووصل البعض في غياب المعلومات الي الترويج لانباء عن تهديدات سعودية بالاستغناء عن العمالة المصرية.وسحب الاستثمارات السعودية في مصر. اذا تمت محاكمة مبارك والبعض راح يتحدث بجهل عن رغبة السعودية في استضافة مبارك وخروجه مقابل ٠١ مليارات دولار. اعتمد السفير علي المنطق والعقل واستند في تصديه لهذا الامر .علي الواقع والتاريخ الذي يؤكد ان القيادة السعودية منحازة الي مصالح الشعب المصري. وعدم المساس به او بمصالحه حتي لو اختلفت مع النظام السياسي القائم في مصر.وهي حريصة علي عدم التدخل في الشأن الداخلي .وبهذا المنطق لم يتم بحث قضية الرئيس السابق في اي مناسبة جمعت المسئولين في البلدين .وكان السفير قطان بحكم عمله موجودا في كل اللقاءات .واعتقد ان هده القضية لم تعد مطروحة علي الساحة.
والقضية الثانية المتعلقة ببعض المشاكل التي واجهت الاستثمارات السعودية في مصر .فقد كان من الطبيعي في ظل المراجعة التي تتم لبعض المشروعات الكبيرة وكشف الفساد .ان يتم تناول بعض الاستثمارات السعوديه .وكان يمكن للسفير ان ينأ بنفسه عن ذلك .ولكنه قرر المواجهة علي قاعدة "لاضرر ولاضرار" .ودخل طرف في محاولة تقريب وجهات النظر بين الطرفين. مثلما حدث مع مشروع الامير الوليد بن طلال في توشكي. حيث تم التوصل بفضل جهود السفير الي حل للازمة بالتراضي.وبشكل يحمي المصالح المصرية والمستثمر السعودي
وبعد وفقا لماتحدث به السفيرقطان اثناء زيارته لدار" اخبار اليوم" الذي اتسم بالصراحة .فالايام القادمة ستكشف عن مستوي غير مسبوق للعلاقات بين البلدين .علي كافة المستويات.
المصدر:http://www.akhbarelyom.org.eg/elakhbar/detailze.asp?field=news&id=37404