الجانب الإسلامي:
الإسلام هو الديانة الرسمية للدولة, ويدين به غالبية سكان مصر وذلك بنسبة94.7% من تعداد السكان لعام 2010 والغالبية الساحقة من المسلمين في مصر يتبعون المذهب السني .وتوجد أقلية بسيطة منهم تتبع المذهب الشيعي و بعض الفرق والجماعات الصوفية.
موجز تاريخي
يرجع تاريخ الإسلام في مصر إلى المرحلة التأسيسية للدولة الإسلامية في سنواتها الأولى، ويعود بالتحديد إلى عصر الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، حينما عزم على فتح مصر ونشر رسالة الإسلام بين أهلها، وكان قائد فتح مصر عمرو بن العاص.
ويعتبر فتح مصر من الانتصارات العظيمة التي حققها المسلمون آنذاك. كانت إستراتيجية المسلمين في صدر الدولة الإسلامية تتلخص في معظمها حول نشر الإسلام في أصقاع الأرض، وكانت مصر في تلك الأثناء في يد البيزنطيين، وبعد أن تم فتح الشام، رأى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب أن خطر البيزنطيين على الدولة الإسلامية الفتية لا يزال قائماً، فسعى إلى تأمين دولة المسلمين من خطرهم. وتم له ما أراد فتمكن من فتح مدن مصر واحدة تلو الأخرى، فدخل العريش عام 19 هـ/639 م، وعلى الفرما وبلبيس ثم على حصن بابليون الذي يعتبر مفتاح مصر ومدخلها السفلي عند شريط الدلتا، وحيث تحصنت به قوات الروم سبعة أشهر إلى أن تمكن المسلمون من فتحه صلحاً عام 21 هـ/641 م.
وخلال هذه المدة التي حاصر المسلمون فيها حصن بابليون تمكنوا من الاستيلاء على الفيوم. وتتابعت فتوحاتهم لمدن مصر آنذاك واحدة تلو أخرى حتى وصلوا مناطق مصر السفلى، مما جعل الروم يضطرون إلى الاحتماء والتحصن خلف أسوار الإسكندرية، غير أن المسلمين لحقوا بهم وحاصروهم خلف أسوارها حتى فتحوها صلحاً عام 21 هـ/641 م. ولم يدم هذا الفتح أكثر من ثلاث سنوات حتى قام الروم بثورة مضادة لطرد المسلمين وذلك عام 25 هـ/645 م.
كانت مصر آنذاك قد انتقلت قيادة المسلمين فيها لعبد الله بن أبي السرح، ورأى عثمان بن عفان وكان قد خلف عمر بن الخطاب بعد وفاته في الخلافة، أن يعيد عمرو بن العاص إلى القيادة، فتمكن هذا الأخير من قيادة المسلمين لفتح الإسكندرية مرة أخرى وتم له ذلك في نفس العام. وبذلك صارت مصر من أراض الخلافة الإسلامية، وأصبحت إحدى حواضر المسلمين.
بدايات الإسلام في مصر
بعد أن دانت مصر بعد فتحها للخلافة الإسلامية وتوطدت سلطة المسلمين فيها، صار من أولويات المسلمين تأسيس دولة جديدة بها ولم تكن الإسكندرية صالحة لتصبح عاصمة لها بسبب موقعها، ولذلك بادر العرب إلى بناء مدينة الفسطاط وأسسوا بها مسجداً جامعاً هو المسجد العمري نسبة إلى عمرو بن العاص، ولم يكن مسجداً فحسب بل كان أشبه بمركز الدولة حيث يجتمع فيه الوالي بكبار رجال دولته، وتعقد به الاجتماعات. وقد شكل الإسلام بتشريعاته المختلفة مختلف الجوانب الإدارية للدولة، وكان الوالي المعين من الخليفة يقوم بالمسئولية المباشرة على الأمن والقضاء والخراج وإمامة المسلمين.
أقباط مصر والإسلام
لم يكن أهل مصر على وفاق مع السلطة البيزنطية التي كانت تحكم بلادهم قبل مجيء العرب، وكان مما سبب ذلك فداحة الضرائب التي كانت تفرضها الدولة البيزنطية عليهم، بالإضافة إلى تسلطها وقسوة حكمها، وكانت تلك الممارسات تشكل إرهاصات متعاقبة مهدت لترحيب الأقباط بالفتح الإسلامي لبلادهم لكونه خلصهم من ظلم البيزنطيين الرومان. ورغم أن هدف المسلمين الأول من فتح مصر هو نشر رسالة الإسلام إلا أنهم لم يفرضوا الإسلام على الأقباط، وهو ما جعلهم محافظين على دينهم حتى هذه الأيام. وكان الرسول حينما بشر أصحابه بفتحهم لمصر بعده قد أوصاهم خيراً في قبطها.
الفتح العربي الإسلامي لمصر
في عهد الخليفة عمر بن الخطاب قام القائد المسلم العربي عمرو بن العاص بضم مصر لدولة الخلافة الإسلامية فيما عرف بالفتح الإسلامي لمصر بعد أن أتم ضم فلسطين من يد الرومان وكان يهدف لتأمين الفتوحات وكان الخليفة عمر بن الخطاب يخشى على الجيوش الإسلامية من الدخول لإفريقيا ووصفها بأنها مفرقة أما القائد عمرو بن العاص فكان مغرما بمصر قبل الإسلام وبعد أن حقق انتصارا على الروم في معركة أجنادين استأذن الخليفة في غزو مصر الذي أبدى الرفض في البداية وما لبث أن وافق عمرو بن العاص وأرسل له الإمدادات وتوجه عمرو بن العاص بجيشه صوب مصر عبر الطريق الحربي البري مجتازا سيناء مارا بالعريش والفرما ثم توجه الي بلبيس والتي كانت حصينة وشهدت معارك عنيفة ثم حاصر حصن بابليون واستولى عليه وكان يحكم مصر ذالك الوقت الرومان متخذين من الإسكندرية عاصمة للبلاد مقيمين حصون عسكرية بطول البلاد وعرضها بها حاميات رومانية وكان أقوى هذه الحصون حصن بابليون الذي ما أن سقط حتى تهاوت باقي الحصون في الدلتا والصعيد أمام الجيوش الإسلامية وقد تم لعمرو بن العاص الاستيلاء على مصر بسقوط الإسكندرية في يده عام 21 هـ وعقد مع الروم معاهدة انسحبوا على أثرها من البلاد وأنتهي الحكم الروماني لمصر وبدأ الحكم الإسلامي بعصر الولاة وكان عمرو بن العاص أول الولاة المسلمين. وتختلف الرويات الإسلامية والقبطية في سرد حوادث الفتح وتجتمع على أن الرومان عذبوا المصريين أثناء حكمهم وجعلوا مصر ضيعة للإمبراطور الروماني وعرفت بمخزن غلال روما وكان اختلاف عقيدة المصريين عن حكامهم سببا في اضطهادهم من قبل الرومان مرتين مرة لاختلاف الدين فالدولة الرومانية كانت وثنية والمصريين مسيحيين ولما أعترفت الدولة الرومانية بالمسيحية أعتنقوا مذهبا مغايرا للمذهب الذي عليه المصريين.
الجانب الاقتصادي والثقافي:
هو أكبر اقتصاد في منطقة شمال أفريقيا بناتج محلي إجمالي يبلغ 500.9 مليار دولار (2010)، يتميز الاقتصاد المصري بأنه واحد من أكثر اقتصاديات دول منطقة الشرق الأوسط تنوعاً، حيث تشارك قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة والخدمات بنسب شبه متقاربة في الاقتصاد المصري. ويبلغ عدد القوى العاملة في مصر نحو 26.1 مليون (2010) يتوزعون على القطاع الخدماتي (51%) والقطاع الزراعي (32%) والقطاع الصناعي (17%)
يَعتمدُ الاقتصاد المصري بشكل رئيسي على الزراعة، ودخل قناة السويس والسياحة والضرائب والإنتاج الثقافي والإعلامي والنفط وتحويلات العمالة الخارجية من أكثر مِنْ 3 مليون مصري يَعْملونَ في الخارج، بشكل رئيسي في المملكة العربية السعودية، ومنطقة الخليجَ العربي مثل الإمارات العربية المتحدة والكويت تشكل تحويلاتهم النقدية موردا من موارد الاقتصاد، كما تتواجد العمالة المصرية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وأستراليا.
المصادر الرئيسية للاقتصاد المصري
تحويلات المصريين العاملين في الدول الأجنبية (ويشكل العاملين في السعودية والولايات المتحدة الترتيب الأول والثاني على التوالي
عائدات قطاع السياحة (ويشكل السياح من السعودية بصفة خاصة والخليج العربي المركز الأول عربيا لتصدير السياح لمصر ومن الدول الأوربية وفي مقدمتهم روسياوإيطاليا وألمانيا)
صادرات المنتجات البترولية (ويشكل تصدير الغاز جزء رئيسي منها) ورسوم العبور في قناة السويس (يتبادل النفط وقناة السويس الترتيب الثالث والرابع حسب أعوام الدراسة)
قطاعات الاقتصاد المصري
الزراعة
تشكل الصادرات الزراعية مصدراً هاماً للدخل القومي، وقد شهدت تنامياً مستمراً حيث ارتفعت قيمة الصادرات الزراعية من 471 مليون جنيه في بداية الثمانينيات لتصل إلى نحو 7.89 مليارات جنيه في الألفية الثالثة.
الصناعة
شهدت مصر نهضة صناعية في القرن الـ 19 على يد "محمد على" الذي شهد عصره إرساء قاعدة صناعية كبرى، شملت صناعة المنسوجات وصناعة السكر وعّصر الزيوت ومضارب الأرز وازدهرت الصناعات الحربية وتم إقامة ترسانة لصناعات السفن ومصانع لتحضير المواد الكيماوية.
الطاقة
صناعة البترول في مصر لها جذورها التاريخية من عهد الفراعنة، حيث يوجد على جدران المعابد رسومات توضح آن الفراعنة استخدموا الزيت الخام كوقود للإضاءة في المصباح الزيتي. ومع ذلك لم تتم أول عملية مسح جيولوجي في مصر إلا في القرن التاسع عشر على يد ضابط بحري فرنسي في عام 1835. وفي عام 1886 قامت الحكومة المصرية بحفر أول بئر في الصحراء الشرقية، كان إنتاج البئر حوالي 25 برميل في اليوم. أما الغاز الطبيعي فكان أول اكتشاف له في مصر على يد الشركة المصرية العالمية للبترول في منطقة أبو ماضي في عام 1969.
الاتصالات والمعلومات
تعد القرية الذكية التي تم إنشائها من أبرز ملامح قوة قطاع الاتصالات المصري. وتم اختيار مصر كأفضل دولة تقدم خدمات التعهيد في العالم. وهذا القطاع نشط وأضاف لخزانة الدولة، بحسب الأرقام الحكومية، مليار دولار وتتوقع الحكومة المصرية نموًا ملحوظًا في هذا القطاع ليصل إلى 20 مليار دولار عام 2020.
المحافظات ذات القوة الاقتصادية
دمياط تعتبر ذات قوى اقتصاد في البلاد حيث يوجد بها الصناعات التالية
الاثاث - سفن الصيد - يخوت السياحة - الغزل ولنسيج - الالبان - الحلويات - صيد الاسماك - معلبات الاسماك - الزراعة
محافظات القناة تعتمد في اقتصادها على قناة السويس والتجارة البحرية والصناعة والبترول
جنوب سيناء والبحر الأحمر والأقصر وأسوان تعتمد على السياحة
محافظات الدلتا بها الزراعة والسياحة وصناعات متعددة (إلكترونيات-ملابس-غزل ونسيج-صناعات غذائية-صناعات كهربية-....الخ)
الإسكندرية والقاهرة ومطروح أكبر مدن اقتصادية بمصر
محافظات الصعيد وشمال سيناء
محافظة السويس التي بها
1- أكبر شركات البترول في مصر وخاصة شركات التكرير من أكبر معامل التكرير في الشرق الأوسط 2- مشروع خليج السويس الذي به عدد ماهول من الشركات المصرية والاجنبية في جميع التخصصات 3- وجود قناة السويس المعروف انها من اسس دعم الاقتصاد المصري 4- يوجد بالسويس ميناين للصيد من أكبر مؤانى الصيد في مصر بالإضافة إلى عدد اخر من المؤانئ يستخدم في نقل البضائع والركاب
البطالة
قُدر عدد العاطلين عن العمل في مصر 2.135 مليون شخص عام 2007 حسب تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
الجانب السياسي:
كانت مصر ولا تزال لاعباً محورياً في محيطها العربي، حيث تضطلع دائماً بدور هام ثقافياً وإعلامياً و سياسياً في الإطار العربي.
وفي إطار هذا الدور، تساند مصر جهود دعم جامعة الدول العربية كأداة رئيسية للعمل العربي المشترك، وذلك بتوفير الإمكانات الضرورية لإصلاح هياكلها وتمكينها من أداء دورها على أكمل وجه، وذلك بشأن تطوير هياكلها القائمة وإضافة هياكل جديدة بما يسهم في تعزيز المسيرة العربية المشتركة.
و تعزيز قدرة جامعة الدول العربية على احتواء المنازعات قبل تفاقمها بتفعيل آليات للوقاية من المنازعات أو إدارتها وتسويتها سلمياً. لذلك فقد تقدمت مصر في يوليو 2003 بمبادرة لتطوير جامعة الدول العربية وتفعيل العمل العربى المشترك.
وقد تقدمت مصر بورقة عمل إلى قمة الرياض (مارس 2007)، تدور حول آليات تطبيق مفهوم شامل للأمن القومي العربي. وتضمنت الورقة المصرية ثلاثة محاور.
أولها: تفعيل مجلس السلم والأمن العربي لدخوله حيز التنفيذ ليتسنى تكليفه بإعداد دراسات لتحديد طبيعة الأخطار الأمنية الراهنة والمستقبلية التي تواجه العالم العربي.
ثانياً: تكليف الأمانة العامة للجامعة العربية بإعداد دراسة شاملة عن الاحتياجات الدفاعية والأمنية للدول العربية.
ثالثاً: إجراء مراجعة شاملة، من خلال فرق الخبراء العربية، للوضع النووي في المنطقة على ضوء المستجدات الإقليمية والدولية ومواقف الأطراف الدولية المختلفة تمهيداً لإجراء ما يلزم من تطوير في السياسات العربية.
سياسة مصر العربية
يشكل الشعب المصرى جزء لا يتجزأ من الأمة العربية . وارتباط مصر بالعروبة هو ارتباط التاريخ والثقافة واللغة والمصالح المشتركة.. ارتباط الماضى والحاضر والمستقبل والمصير الواحد.
لذلك كان تفاعل مصر مع محيطها العربي شديدا عبر كل الحقب والعصور، حيث اضطلعت مصر دائماً بدور مهم ثقافياً وإعلامياً و سياسياً في الإطار العربى .
وقد أكتسب هذا البعد العربي في الهوية المصرية زخماً إضافياً عقب ثورة 23 يوليو 1952م وهذا ما ترسخ فى أول دستور لمصر بعد الثورة في عام 1956 حيث نص في المادة الأولى منه أن " مصر دولة عربية مستقلة ذات سيادة ، وهي جمهورية ديمقراطية ، والشعب المصري جزء من الأمة العربية".
وفي دستور الجمهورية العربية المتحدة الصادر في عام 1958.. نصت المادة الأولى على أن"الدولة العربية المتحدة جمهورية ديمقراطية مستقلة ذات سيادة وشعبها جزء من الأمة العربية".
كما نص دستور عام 1971 في مادته الأولى على أن " الشعب المصري جزء من الأمة العربية يعمل على تحقيق وحدتها الشاملة".
وتضطلع مصر بدور هام في الكثير من القضايا والتي يأتي على رأسها قضية الصراع العربي – الإسرائيلي، وقضية العراق. وكذلك الدور المصري في السودان وشرق افريقيا بالإضافة إلى دور مصر في تنشيط دور الجامعة العربية ودعم العمل العربي المشترك.
وفي الوقت الراهن، فإن هناك عدة عناصر تساهم في تشكيل الدور المصري في المجال العربي، وهذه العناصر هي:
- التوصل إلى تصور مشترك بين الأقطار العربية للأهداف القومية العليا، وبالذات لكيفية الحفاظ على الأمن القومي للأمة العربية .
- الحفاظ على استقلال الإرادة العربية والعمل على توفير الحرية للقرار العربي.
- التزام كل قطر عربي بإحترام المواثيق الأساسية التي قصد بها أن تحكم الحركة العربية الواحدة وفي مقدمتها ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك .
- التزام جميع الدول العربية بمبدأ الإحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول .
- ضرورة توصل الدول العربية إلى صياغة الأسس التي تحكم العلاقات بينها وبين الدول غير العربية الموجودة في المنطقة، في إطار يراعي رفض كل دعاوى التوسع الإقليمي والهيمنة والسيطرة ونظريات التفوق.
- العمل على تعزيز التضامن بين الدول العربية وتسوية المنازعات القائمة بينها ودياً.
- الحفاظ على موارد الأمة العربية وتعزيز مسيرة التنمية في الوطن العربي.
- السعي لتعزيز العلاقات بين الدول العربية وبعضها البعض خصوصاً في المجالات التجارية والإقتصادية وصولاً إلى إقامة السوق العربية المشتركة كهدف استراتيجي لكل الأمة العربية - يذكر ان السيد الدكتور/ نبيل العربي أول وزير خارجية لمصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011م قد تولي الأمانة العامة للجامعة العربية في مطلع يونيو 2011 خلفا للسيد عمرو موسي الذي أمضي دورتين في الأمانة العامة للجامعة العربية وقرر بعدها ترشيح نفسه في انتخابات رئاسة الجمهورية في مصر بعد الثورة.