لا..للإساءة الي المملكة السعودية
بقلم : محمد فوده
يجب أن يعي كل منا مسئوليته في هذه الفترة الحرجة من تاريخ مصر. وأن يضع نصب عينيه مصلحة الوطن قبل كل شيء. ولا داعي إطلاقا للقيام بأية تصرفات تسيء للعلاقات بيننا وبين أي دولة وخاصة الدول العربية التي تعتبر السند الأكبر لمصر.
نحن بدأنا عهدا جديدا يقتضي منا النظر إلي المستقبل وإصلاح ما أفسده النظام السابق. وكما أن العالم العربي في حاجة إلي مصر ولا يمكنه إهمالها أو الاستغناء عنها فان مصر في نفس الوقت في حاجة إلي العالم العربي وبنفس الأهمية.
هناك اتهامات غير مبررة وغير منطقية وغير واقعية للمملكة العربية السعودية الشقيقة بأنها ضد ثورة 25 يناير التي حررت مصر من نظام فاسد.. ومن هذا المنطلق نجد من يتحدث عن مواقف محددة للدولة الشقيقة مثل تعاطفها مع الرئيس السابق حسني مبارك ومحاولتها حمايته وعدم تقديمه للمحاكمة. وكذلك تشجيعها للسلفيين في مصر علي حساب كل الطوائف الأخري لاثارة الفتن الطائفية.
يقيني أن نظرة الحكام في المملكة الشقيقة لمصر أعمق من ذلك كثيرا. وعلي رأس هؤلاء الحكام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. انهم يدركون تماما أن علاقات الدول لا ترتبط بأشخاص بل بمصالح مشتركة.. فالأشخاص زائلون والدول باقية.
تجاربنا السابقة مع السعودية تؤكد حرصها علي مصر تنفيذا لوصية مؤسسي المملكة الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود الذي حرص علي أن يؤكد لأولاده ضرورة دعم علاقات المملكة بمصر لما في ذلك من خير للبلدين.
من هنا فإننا نرفض رفضا تاما كل تصرف يسيء إلي العلاقات مع الدول العربية وفي مقدمتها المملكة السعودية التي حرص الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء علي أن تكون أول دولة يبدأ بها زيارته لعدد من دول الخليج العربي.
ان تنظيم المظاهرات والاحتجاجات أمام مقر السفارة السعودية بالقاهرة بحجة دعمها للسلفيين أمر مرفوض تماما. لأنه يدل علي عدم الوعي وعدم تقدير الظروف التي تمر بها مصر في أعقاب الثورة. فالبلد إذا كان في حاجة إلي تكاتف أبنائه في الداخل للخروج من عنق الزجاجة بالنسبة لوضعه الاقتصادي فهو في حاجة أكثر لتكاتف وتضامن كل دول العالم معه وفي مقدمتها الدول العربية. والسعودية التي تحتضن مليوني عامل مصري.
ان الهتافات الخارجية عن حدود اللياقة والذوق التي هتف بها المتظاهرون أمام السفارة السعودية تسيء إلينا كشعب له تقاليده وقيمه الرفيعة قبل أن تسيء إلي السعودية.. وآن الأوان أن نتخلي عن التصرفات الانفعالية وننظر إلي الأمور بما يخدم مصالحنا.
ودعونا نقف عند الجهات التي نظمت هذه المظاهرة لنتأمل أن وراء كل منها هدفا خاصا بها.. انهم ينتمون إلي التيارات الشيعية والهاشمية والاخوة المسيحيين!!
ورأيي أن مصر فوق هؤلاء جميعا.
المصدر:
http://213.158.162.45/~almessa/index.php?c=html/main/articleDetails&issue_id=19736&article_id=23174