أكد السفير احمد قطان سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية تقف إلى جانب مصر بشكل كامل ، نافيا ما يقال عن أن السعودية تضغط على مصر من أجل عدم إعادة العلاقات مع إيران ، وقال إن السعودية لا يمكن أن تتدخل في السياسة المصرية .

 

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها معاليه "ملتقى رياض النيل الثقافي" الذي دشن أولى لقاءاته الليلة الماضية بحضور نخبة من السياسيين والإعلاميين على رأسها السيد وزير الخارجية نبيل العربي .

  وقال إنه قرر عقد هذا الملتقى بشكل شهري لتحقيق التواصل الثقافي بين مصر والسعودية ، لافتا إلى أنه اختار له اسم ملتقى رياض النيل للجمع بين اسم الرياض عاصمة بلاده واسم نيل مصر العظيم، وفي نهاية الملتقى ، كرم السفير أحمد عبد العزيز قطان الامين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى .

وشدد على أن المملكة من الدول العربية القليلة التي تقف بجانب مصر قلبا وقالب، وهي لا تضع السم في العسل ولكنها تضع العسل في العسل،  وأن أمن  مصر هو أمن المملكة، نافيا أن تكون هناك أي وصاية من المملكة على مصر في علاقاتها مع إيران، موضحا أن خادم الحرمين الشريفين ومنذ كان وليا للعهد ظل حريصا على فتح قنوات للحوار مع طهران، لكن التجارب أثبتت أن إيران تعاملت عكس هذه نوايا المملكة الصادقة، وأن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية كان واضحا حينما أعلن أن عودة الحوار مع إيران يتطلب تغييرا في سلوكها. مشيرا إلى أن سر استقرار المملكة يرجع إلى سياسة الباب المفتوح التي يتبعها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، وحرصه على الوقوف بنفسه على مظالم الرعية لدرجة أنه يجافي المضاجع حتى يطمئن من الأمراء على أحوال المواطنين.

وتحدث السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية ضرورة أن يتم اعتماد الدستور القادم من قبل جمعية منتخبة .

     وأكد موسى أنه يؤمن بضرورة عدم إطالة المرحلة الانتقالية ، وعدم تعطيل التحول إلى المسار الديمقراطي ، مبديا تحفظه على فكرة المواد فوق الدستورية ، وتساءل هل معني وجود مواد هامة تكون فوق دستورية ، إن باقي الدستور لا أهمية له

  وقال إنه من الناس الذين يؤمنون بأن يكون يتم انتخاب الرئيس أولا ثم يتم وضع الدستور ، إلا أنه في حال التوافق على فكرة الدستور أولا ، فإن هذا الدستور يجب أن تعتمده جمعية منتخبة وليس مجموعة من الناس ، لافتا إلى صعوبة تحقيق التوافق على أي شئ ، إذ أن أي اجتماع حاليا ينتهي إلى مشادات.

وردا على أسئلة الصحفيين بشأن ارتكاب المجلس العسكري أخطاء فادحة ، قال موسى إن المجلس ارتكب أخطاء ولكنها ليست أخطاء فادحة.

وأبدى عمرو موسى استيائه من الحملات التي تصفه  بأنه كان وزير خارجية النظام أو وزير خارجية حسني مبارك ، وقال إنه كان وزير خارجية مصر ويتلقى راتبه من خزانة الدولة المصرية ، وهو فخور بهذه المرحلة ، لافتا إلى أنه كان وزيرا في نفس الفترة التي كان رئيس الوزراء فيها وزيرا للنقل .

  وألمح موسى إلى أنه هذه الحملة مبرمجة وموجهة ، إذ أن خلال رحلته الصعيد كان هناك سؤالا بعينه يتكرر بنفسه أخطائه النحوية.

   وأكد موسى أن كثيرا من القادة والزعماء العرب الذين كانت تربطهم علاقة شخصية بالرئيس مبارك كانوا يشعرون بالأسي لما وصلت له حال مصر في عهده رغم هذه العلاقة .

 وكشف في هذا الإطار أنه أحد القادة قال له في معرض تبرير الوجود الأمريكي على أرض بلاده إنه بسبب غياب الوجود المصري.

   وقال موسى إن مصر كلها كانت مجندة لهدف واحد فقط وهو التوريث ، مشيرا إلى حدوث تضارب بين معيار الولاء للوطن والولاء للنظام ، حيث كان  قبول التوريث هو المعيار الأساسي للولاء.

  وقال إن مصر كانت تعيش يوما بيوم ، وهو أمر لا يليق بمصر ، وتساءل كيف تدخل مصر العقد الثاني من القرن العشرين بهذا الوضع.

 وطالب موسى أن يتضمن مشروع الدستور الجديد الحفاظ على الهوية ،  وتأطير المصالح المصرية والتعامل مع مقتضيات العصر ، داعيا إلى أن يتضمن هذا الدستور أن مصر جزء من أفريقيا والشعب المصري جزء من الشعوب الإفريقية ..  وشدد على أن الدولة المدنية الحديثة لا تتعارض مع الهوية.

  وجدد موسى دعوته إلى أن يدخل العرب موحدين في حوار مع إيران حول النقاط الإشكالية بين الجانبين ، مثل  موضوع مفاوضات السلام وجزر الإمارات الثلاث ، والبرنامج النووي الإيراني والعلاقة بين السنة والشيعة ، ويستمع الإيرانيون للرؤى والملاحظات العربية ونستمع نحن لها وعلى أساس هذا الحوار يتم تحديد شكل العلاقة مع إيران ، داعيا إلى الأخذ في الاعتبار هواجس دول الخليج العربية في هذا الشأن والدخول في الحوار كصف موحد.

  وقال إنه دعوته هذه أثارت كثيرا من اعتراضات القادة العرب خلال توليه منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية ، ورغم ذلك فهو مصر عليها ، مشيرا إلى أنه كان يشعر بالأسى عندما تأتي البرازيل من على بعد آلاف الأميال لتعالج الأزمة في المفاوضات بين إيران والغرب بينما العرب بعيدون عن الأمر.

 وشدد موسى على أن إيران دول شرق أوسطية جارة موجودة وستظل موجودة وليست حاملة طائرات جاءت لفترة محددة.

  وعقب السفير أحمد عبد قطان سفير المملكة العربية السعودية ، قائلا : إن الملك عبد الله بن عبد العزيز منذ أن كان وليا للعهد وهو يدعو للحوار مع إيران ، وتحاورنا معها ، ولكنها لم تغير من أسلوبها وتدخلاتها في شئون الدول العربية.

وردا على سؤال للدكتور أسامة غزالي حرب ، حول سبب تركز ظاهرة الثورات العربية في الجمهورية دون الملكيات ، قال موسى إن السبب هو أن الجمهوريات أرادت أن تلحق بالملكيات وتصبح وراثية ، إلا أنه أكد أن التغيير والإصلاح والتطوير سوف يلحق بكل الدول العربية بلا استثناء ولكن مع اختلاف الشكل ، فالتغيير في الدول العربية الثرية سيختلف عن الفقيرة ، ودول شمال أفريقيا وسوف يختلف فيها التغيير عن القرن الإفريقي.

 وشدد موسى في هذا الإطار على أن التغيير سوف يطال كل دول منطقة الشرق الأوسط بما فيها إيران.. وقال إننا لوأتلقينا في 12 يونيو عام 2012 سنرى شكلا مختلفا جدا للمنطقة.

  وقال إن انتقال عدوى التغيير والثورات بين الدول العربية هو كبر دليل على أننا امة عربية واحدة، مشيرا إلى أن المسلسل الذي يعرض في رمضان تعلق الصحف الموريتانية والعراقية والمصرية نفس التعليق.

  ولفت موسى إلى أن الخلافات الشخصية بين القادة العرب أو الكيماء الشخصية تعرق العمل العربي المشترك ، وقال أنا كأمين عام للجامعة العربية لااستطيع أن أعرف للآن سببا للخلاف بين الرئيس المصري السابق حسنى مبارك وبين الرئيس  السوري بشار الأسد .

 ودعا إلى أن تعمل الثورة المصرية على إعادة البناء الداخلي وإصلاح السياسية الخارجية المصرية ، كما طالب بإعادة بعث القوة الناعمة المصرية من أدب وفن وثقافة .