يسعدني أن أرحب بكم في البوابة الإلكترونية لسفارة خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية، آملا أن تكون هذه البوابة، قناة تواصل مثمر، ونافذة معلوماتية فعالة لمتابعيها من السعوديين والمصريين.
إنه لشرف عظيم أن أحظى بثقة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - للعمل سفيراً للمقام السامي الكريم لدى جمهورية مصر العربية.. كنانة الله في أرضه، بلد العلم، ومهد الحضارة.
منذ أن تأسست المملكة العربية السعودية، على يد الملك الموحد عبد العزيز آل سعود في العام 1932م، ومصر تحظى بمكانة خاصة في علاقات المملكة الخارجية. وفيما كان جبل (رضوى) شمال غرب المملكة شاهدا على اللقاء التاريخي الأول الذي جمع بين الملك عبدالعزيز والملك فاروق في العام 1945م، كانت قاهرة المعز مقصدا لزيارة الملك المؤسس الأولى خارج المملكة في العام 1946هـ، ما أكد الأهمية الكبيرة التي كان يوليها رحمه الله لهذه العلاقة الفريدة والمتميزة.
من اللقاءين خرجت ملامح السياسة الثابتة لمستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين. وأصبحت الجملة الخالدة التي قالها الملك الموحد " لا غنى للعرب عن مصر، ولا غنى لمصر عن العرب"، هي أساس العلاقة بين البلدين منذ أكثر من 90 عاما.
من هذا التاريخ، وعبر مسيرة عطرة لملوك المملكة العربية السعودية، وقادة جمهورية مصر العربية، شهدت علاقات البلدين تطورا ملحوظا ونموا ملموسا في خط تصاعدي على المستويين الرسمي والشعبي. وصل هذا الخط ذروته في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وأخيه فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وعكست الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى القاهرة في العام 2016م، ومن بعدها الزيارة الأولى لصاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد في العام 2018م، فضلا عن الزيارات التي قام بها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي للمملكة، حجم ما ارتقت إليه العلاقات بين البلدين من مستوى استراتيجي غير مسبوق، تجسد في مواقف متطابقة، واتفاقات شراكة متنوعة، ومذكرات تفاهم، وبرامج تنفيذية، شملت كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليمية، لتجعل من البلدين أنموذجا فريدا في علاقات العمل العربي المشترك.
"كلانا والحمد لله موقن بأن القوة في وحدة الكلمة، وأن الأخ درع أخيه، وأن تآخينا من شأنه أن يوثق العرى بين شعوبنا، وما شك أحدنا في أن مصلحة البلدين تقضي بوحدة اتجاههما السياسي، ووحدة السبيل الذي يسلكانه في مناهجهما الدولي.. ذلك مبدؤنا. ومبدأ شعبنا يتوارثه الأبناء عن الآباء، ويبقى إن شاء الله على وجه الدهر بهذه الروح"، هكذا عبر الملك الموحد في بيانه عن زيارة جمهورية مصر العربية، وبها أختم كلمتي، معربا عن عظيم امتناني وفائق تقديري لما لقيته من كرم استقبال وحفاوة ترحيب من كافة شرائح المجتمع المصري، منذ أن وطأت قدمي أرض مصر المحروسة، وهو أمر غير مستغرب على شعب مصر الكريم والمضياف.
أسامه بن أحمد نقلي
سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية
مندوب المملكة الدائم لدى الجامعة العربية