​تصادف اليوم 22 فبراير الذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وتركمانستان. وأود أن أشيد بما تشهده العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وتركمانستان من تطور مستمر في كافة المجالات مع وجود روابط وقواسم تاريخية وحضارية وثقافية مشتركة ومخزون تراثي عميق يسعى البلدان لتعزيزه وتنميته والانطلاق به إلى آفاق أرحب لتحقيق مصالحهما المشتركة المبنية على أسس قوية ومتينة. وقد كانت المملكة من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال تركمانستان وأقامت علاقات دبلوماسية معها في عام 1992م وتم افتتاح السفارة كأول سفارة عربية في عشق أباد عام 1997م.
وقد عزز من قوة العلاقات الزيارات الرسمية التي قام بها فخامة الرئيس التركماني/قربان قولي بردي محمدوف إلى الرياض عام 2007م و2016م تم خلالها توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، واستمر التفاعل وتبادل الزيارات بين المسؤولين من خلال عدة اجتماعات وأنشطة ولقاءات فهناك اللجنة المشتركة حول التعاون الاقتصادي والتجاري تغطي كافة مجالات التعاون والعمل الثنائي. كما أجريت عدة جولات للمشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين للبحث في تطوير العلاقات وتعزيزها وغيرها من الأنشطة الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية. ونعلم يقيناً أن الجائحة التي تعم العالم قد أثرت في تأجيل بعض البرامج والخطط بين الجانبين، ونأمل أن تزول هذه العوائق في القريب العاجل.
ويمتلك البلدان إمكانيات هائلة وموارد ضخمة وموقع استراتيجي، فتركمانستان بما وهبها الله من إمكانيات ومخزون حضاري وثقافي وبفضل موقعها الاستراتيجي المميز في إقليم آسيا الوسطى استطاعت تحقيق قفزات كبيرة في التنمية والتطور وفي وقت قصير أثارت به إعجاب العالم وحظيت سياسة تركمانستان الحيادية على التقدير وسعيها لإحلال السلام من خلال احترام الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وكان للمبادرات التي يطلقها فخامة الرئيس التركماني/ قربان قولي بردي محمدوف في المحافل الدولية ذات البعد السلمي والنبيل صدى واسعاً في المجتمع الدولي والدول المحبة للسلام والاستقرار كمبادرة فخامته بإعلان عام 2021م سنة دولية للسلام والثقة. فقط شكلت وسيلة لحث المجتمع الدولي لتعزيز مبادئ السلام والثقة بين الدول والأمم على أسس الحوار والتفاهم والتعاون.
كما لا يفوتني بأن أشير إلى أن المملكة العربية السعودية وتركمانستان يعملان على تطوير هذه العلاقات في المجالات الاستثمارية والاقتصادية لا يسما وإن تركمانستان من الدول التي تتمتع بفرص استثمارية عديدة ومن الأهمية البحث عن استكشاف فرص جديدة للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات، هذا بالإضافة إلى التعاون الثقافي وما يحظى به البلدان من قواسم مشتركة وأهمية تكثيف التعاون في دعم الموروث الثقافي والحضاري الذي يجمع بينهما وتبادل الخبرات من خلال إقامة المناسبات الثقافية بالتناوب بين البلدين.
منتهزاً الفرصة، يسرني أن أتقدم بالشكر والتقدير للحكومة التركمانية وعلى رأسها فخامة الرئيس/ قربان قولي بردي محمدوف على ما يقدمونه من تسهيلات ودعم في سبيل تطوير العلاقات بين بلدينا وبما يخدم مصالح الشعبين الصديقين.